مقالات دينية

الرد الحاسم على ركيزة وجوهر إيمان شهود يهوه والادفنست

الكاتب: نوري كريم داؤد    

 

 

الرد الحاسم على ركيزة وجوهر إيمان شهود يهوه والادفنست

لن اتطرق إلى الكثير من المسائل الإيمانية التي اختلقها شهود يهوة والسبتيين الادفنست’ بل سأتناول ركيزة ايمان الطائفتين, فإن لم تنفع الركيزة وجوهر الايمان, فكل ما بنيّ على هذه الركيزة يبطل هو الآخر, ويمكن مناقشته وابطاله فعلياَ كعدم وجود مكان اسمه جهنم يذهب إليه الهالكون, والفناء الروحي والجسدي عند الموت في حالة الهلاك, وكأنّ الانسان يفنى ولم يكن له وجود من بعد! وتغيير الارض الحالية لتصبح الفردوس مرة أخرى ليعيش بها الشعب المخلص, وهكذا اراء أدخلت على الايمان ببدعة لشغل عقول البسطاء من المؤمنين, لغرض الايقاع بهم في مسالك الهلاك, كمن يق*ت*ل إنساناَ قد تم تخديره, ووضع في غيبوبة جسدية وفكرية, او كمن أعطيّ كمية كنيرة من المخ*د*رات والمورفين بحيث لم يعد يعي الفرق بين الموت والحياة, وكل شيء يصبح حلماَ وردياَ ويطير الانسان في مخيلته في الفضاء الخارجي, فالموت والحياة واحد, وهي جميعاَ أحلام بأحلام, وما دامت احلاماَ فلما الهلع والخوف, فسوف يأتي الوقت ليصحى صاحب الحلم, وكانّه كان نائماَ, فما الضرر من ذلك؟ فالحلم حتى لو كان كابوساَ او حلماَ شيطانياَ ينتي بأنْ يستيقظ الحالم ويدخل في حقيقة الوجود مرة أخرى. وهذا ما يحاول الشيطان أن يزينه لعقول البسطاء من البشر المؤمنين لإهلاكهم.

ركيزة إيمان شهود بهوه والسبتيين الادفنست هي بأن الله هو الآب فقط, وكل ما عداه فهو مخلوق, فما يسمى الروح القدس بحسب الانجيل ليس سوى قوة من نوعِ ما, مثل القوة المغناطيسية او الكهربائية او سواها, واما ألابن فلهم فيه تصريفُ ضريف ونضيف, فهو بانسبةِ لهم, رئيس الملائكة ميخائيل الذي يدعون بأنّ الله خلقه اولاَ ثمّ معه خلق الله الاب وبحضوره كل شيء في الوجود, وهو الذي فيما بعد تجسد من مريم العذراء فأخذ جسداَ إنسانياَ, ولم يصبح الاله الابن إلا بعد أنْ تعمد على يد يوحنا في نهر الاردن ونزل الروح القدس عليه كحمامة, فعندها فقط اصبح ميخائيل المتجسد هو الإله الابن, وهو الذي صلب على الصليب لخلاص البشر.

فإنْ لم ينفع هذا ألإدعاء لاهوتياَ وعملياَ, اي لن ينفع أن يكون رئيس ملائكة الله ميخائيل قد تجسد ليفدي العالم ويخلصه, ينهار إيمان شهود يهوة والإدفنست, لانّ اساس وركيزة ايمانهم هو هذه البدعة, اي رئيس الملائكة ميخائيل المتجسد لفداء وخلاص البشر.

فدعنا نرى : “هل ينفع أي إنسان او ملاك او رئيس الملائكة لكي يتجسد ويفدي البشر؟ “

1- كان لآدم وكذلك حواء حياة ابدية بعد خلقهما ونفخ ارواحهما فيهما, وقد نهاهما الله عن الاكل من الشجرة المحرمة, وإنْ إكلا فموتاَ يموتا, فهذا معناه بأنّ في كل من آدم وحواء حياة ابدية واحدة لاغير, وتنتهي في حالة ارتكاب خطيئة واحدة او معصية واحدة.
اي :
 

       
حياة بشرية ابدية واحدة + خطيئة واحدة فقط لاغير = الموت الابدي

2- لجميع ملائكة الله حياة ابدية, اي قد خلقهم الله ليكون لهم الحياة الابدية, ولكن هذه الحياة الابدية الواحدة تنتهي في حالة إرتكاب معصية واحدة اي خطيئة واحدة, كما حصل مع رئيس ملائكة الله السابق الساقط ” لوسيفر النوراني” وكذلك مع كلّ ملاك من ملائكة الله الذين خرجوا عن طاعة الله الخالق, وناصروا رئيس ملائكته السابق الثائر وألغير مطيع لإرادة الله.
أي :

حياة ابدية ملائكية واحدة + خطيئة واحدة فقط لاغير (معصية واحدة) = الموت الابدي

3- عقاب الخطيئة هي الموت الابدي, وقد رسم الله واعطى موسى والشعب اليهودي طريقاَ لمغفرة كل خطيئة من خطايا الشعب, بأنْ يأتي الخاطيء بحملِ او كبشِ ليذبح ويموت بدل الخاطيء, بعد أن يضع الخاطيء يده على جبهة الحيوان الفادي, ثمّ يقر بذنبه امام جميع الحاضرين, اي ينقل خطيئته إلى الحيوان البريء, ثمّ يذبح الحيوان ويموت فداءَ عنه, وليحرق بعدها جسده, وكذلك دمه الذي يصب في النار حول مذبح المحرقة الذي في خارج خيمة الاجتماع.

فإجرة الخطيئة هي الموت الابدي, والحيوان البريء الفادي (الذبيحة) يذبح ويسفك دمه لمغفرة الخطيئة الواحدة التي إرتكبها الخاطيء, وهذه الذبيحة يغطي دمها المسفوك خطيئة الخاطيء وقتياَ وإلى حين, وهي ترمز فقط إلى الذبيحة الابدية ليسوع المسيح الفادي. ومع تكرار الخطيئة يجب تكرار تقديم الذبيحة ايضاَ.

العبرانيين(9-22): وكل شيء تقريبا يطهر بالدم بحسب الناموس ، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة (23) إذن لابدّ من ان ما يوميء إلى ألسماويات يطهر بهذه الاشياء، أما السماويات فبذبائح أفضل من تلك (24) لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس صنعتها الايدي رموزا للحقيقة بل دخل إلى السماء بعينها، ليظهر الآن أمام وجه الله من أجلنا (25) ولا ليقرب نفسه مرارا كثيرة، كما يدخل رئيس الكهنة إلى الأقداس كل سنة بدم غيره. … (28) كذلك المسيح قرب مرةَ ليتحمل خطايا الكثيرين , وسيظهر ثانيةَ بلا خطيئة لخلاص ألذين ينتظرونه.

فالذبائح التي رسمت وطلبت من موسى لمغفرة الخطيئة, كانت ترمز إلى ذبيحة السيد المسيح فقط, لأنّ الذبيحة الحيوانية , تعطي غطاءِ موقتاَ للخطيئة اي بقدر ما تبقى من حياة الذبيحة فيما لو ماتت موتاَ طبيعياَ, وبرمزها للمسيح وذبيحته الابدية, فهي أي ذبيحة الصليب المرموز إليها, تغطي الخطيئة ابدياَ :
اي:

خطيئة واحدة = ( حياة حيوان ترمز لذبيحة المسيح ) = حياة ابدية واحدة لتغطيتها ابدياَ.

اي كل خطيئة يجب لغفرانها تغطيتها بحياة ابدية واحدة لمغفرتها ابدياَ, وإلا ستنكشف ويموت صاحبها ابدياَ بعد إنكشافها بزوال غطاء الدم الذي غطاها.

قإنْ كانت كل خطيئة تحتاج لغطائها ومغفرتها حياةُ ابدية واحدة كاملة, لذا يجب أن يغطي الفادي ويعطي حياةَ ابدية واحدة بديلاَ عن كل خطيئة لاي بشر, وبتكرار الخطايا, يجب ان يتوفر لدى الفادي البديل الكثير عددياَ من الحياة الابدية في ذاته, وهذا العدد الكثير الذي لا ينضب من الحياة الابدية غير متوفر في ايِ من مخلوقات الله تعالى, لا البشرية قبل السقوط, ولا الملائكية. ففي آدم وفي حواء, وكذلك في اي من ملائكة الله بما فيهم رئيس الملائكة الحالي ميخائيل حياةَ ابديةَ واحدةَ لاغير, لذا فلا يصلح ايِ منهم سوى لفداء خطيئة واحدة بحياته الابدية الواحدة التي فيه, إنْ كان هو بلا خطيئة في ذاته .

فإذن لن ينفع لفداء وتغطية خطايا البشر المتكررة إلا من كان فيه عدداَ غير محدود وغير متناهي من الحياة الابدية , لكي يستطيع أن يغطي كل خطيئة يطلب منه تغطيتها بحياةِ أبدية واحدة من دون ان يموت هو ولكي يستطيع بعد ان يغطي جماَ من الخطايا (بالمليارات المليارات) أن يظهر بلا خطيئة ولا زال فيه الحياة الابدية كما تقول الاية (28) اعلاه, فهكذا شرط وصفة لا تتوفر إلا في الله ذاته, لانّ فيه حياةَ ابدية غير متناهية, لا بل هو مصدر ومنبع الحياة الابدية.

لذا تكون الركيزة الاساسية واساس إيمان شهود يهوه والسبتيين الادفست غير صحيحة, إذ لا يتوفر في ميخائيل رئيس الملائكة سوى حياة ابدية واحدة فقط, تكفي لفداء خطيئة واحدة فقط, ثمّ يموت هو كبديل عن الخطيئة التي غطاها!

لذا يجب أن يكون في السيد المسيح لينفع كفادي عدداَ غير متنهاهي من الحياة الابدية لكي يستطيع أن يفدي كل خطايا البشرية والتي لا تنتهي بحياةِ ابدية واحدة لكل خطيئة, وهذه الصفة,  اي صفة تعدد الحياة الابدية وغير نضوبهالا تتوفر إلا في واحد  وهو الله ذاته , لذا فالرب يسوع المسيح لا يمكن ان يكون ايِ من ملائكة الله المخلوقين بحياةِ ابدية واحدة. بل يكون الرب يسوع المسيح هو الله ذاته, اي الابن أي الاقنوم الثاني لله, وإلا لا يصلح لاهوتياَ.

وبعد هذا البرهان, نصل إلى النتيجة الحتمية, بكون الرب  يسوع المسيح هو الاقنوم الثاني لله , وفرضية وركيزة شهود يهوه الايمانية تصبح خاطئة وشيطانية لاغية , فحتى رئيس الشياطين ابليس لوسيفر النوراني مبتدع الفكرة الايمانية لما يسمى بشهود يهوه والسبتيين, هو ذاته لم تكن فيه سوى حياة ابدية واحدة فقط لاغير, وقد خسرها بمعصيته وثورته على الله, لذا اصبح رئيساَ لشياطين جهنم التي يحاول نكران وجودها ليغرر بالبسطاء من بني البشر الذين يريد هلاكهم بهذه الفكرة الايمانية الجهنمية.

ودام كل البشر المؤمنين بحماية الآب والابن الاقنوم الثاني والروح القدس المحيي إلاهاَ واحداَ ابد الدهور

 

اخوكم في الايمان

نوري كريم داؤد

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!