الحوار الهاديء

اذا اردت ان تحطم حضارة

خالد الناهي

 

إذا أرت ان تحطم حضارة
دائما يكون البناء اصعب وابطئ من الهدم , لذلك يسعى كل شخص للحفاظ على البناء الذي انجزه خلال المدة الماضية, محاولا تعضيده في الوقت الراهن, ورعايته ليستطيع اتمامه في المستقبل, بغض النظر عن نوع هذا البناء, سواء كان دار او درجة علمية او أسرة او بناء شخصية معينة, جميع هذه المسميات وغيرها, تدخل ضمن بناء كبير يسمى بناء وطن.

عبر التاريخ جميع الدول المستعمرة للبلدان تعمل على تفتيت البناء الوطني للبلدان المحتلة من اجل ان يسهل عليها السيطرة على شعوب تلك البلدان
ومن اجل ان تسهل عملية التهديم، وتحقيق ذلك بصورة سلسلة وسهلة، تعمل على ضرب الأركان الرئيسية لبناء كل دولة وهذه الأركان تتمثل ب (الأسرة، الزعامات الوطنية او القادة، الشباب)

هذه الثلاثية ان تكاملت لا تستطيع أعتى دول العالم هزيمتها، لذلك تجد الدول المتغطرسة تعمل جاهدة لتفتيت هذا المثلث، فتعمل على انحلال الأسر وجعل كل فرد منشغل بنفسه فقط، من خلال ملهيات ومغريات تصنعها له، ويبدأ بالانشغال بها، وتحاول ادخال قيم وأعراف لم تكن موجودة سابقا، تحت يافطات مغرية للمتلقي مثل الحرية والانفتاح وحقوق المرأة وغيرها من الشعارات التي تجعل السامع يميل اليها، دون ان يفكر ولو للحظة واحدة، انها فخ قد نصب له لا أكثر.

بعد ان تنتهي من تفتيت الأسرة، تعمل على جعل الشباب بلا هوية أو هدف، و يشعره بالإحباط دائماً ، مما يراه من مغريات خارج بلده، وتقوم بعرض التطور الحاصل في البلدان الأخرى ومحاولة تضخيم الامتيازات التي يحصل عليها الشاب خارج البلد، فتراها مرة تفتح له الهجرة الى الخارج، وأخرى تشككه بجميع ما حوله، فتجعل الجميع متهم بنظره

اما الهدف ألآهم لديها هو ضرب مركز البناء الأساسي، من خلال العمل على تسقيط القادة الوطنين في الدولة من خلال جعل الشكوك تحوم حولهم، فتفقدهم المصداقية لديهم، فيصبح تأثيرهم على المجتمع قليل جدا، لكونهم مهما تحدثوا وأعلوا اصواتهم، لم يجدوا هناك من يسمعهم ألا نفر قليل جدا، وبالتالي يكونون قد ق*ت*لوا دون إطلاق نار، فأن لم يستطيعوا فصل القائد عن الشعب، لا يترددون ولو للحظة واحدة في تصفيته، ثم اثارت الشبهات حوله بعد الموت هذا أولا

ثانيا السعي على اظهار شخصيات للمجتمع لا تمت للوطنية بصلة، وتسويقهم على انهم شخصيات وطنية، هدفها تحقيق مصالح الشعب، من خلال اظهارها بمظهر البطل المتصدي لأي خطر، والمدافع الأول عن حقوق الشعب، لكن في حقيقة الأمر تجده ذيل للأخرين الذين سوقوه الينا، لذلك هذا النوع من الشخصيات سوف يكون المعول الذي يهدم حضارتنا.

فمن أراد لوطنه ان يبنى ويواكب دول العالم، عليه ان يركز ويحافظ على مرتكزات البناء الثلاثة (الأسرة، القادة الحقيقين، الشباب).

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!