مقالات

ما بعد محرقة بغديدا

الصحفي ماجد ايليا
بعد محرقة قاعة الافراح ببغديدا في قضاء الحمدانية سهل نينوى، او ما سمي وشبه بمحرقة الهولوكوست، ومع انتشار التهم من والى مرورا بالفساد الاداري لهذه الحكومة وتلك، بالاضافة الى انتشار الاشاعات المغرضة من فلان وعلان، وصولا لصمت الحكومة المركزية لهذه الفاجعة التي المت باهالي ضحايا المحرقة، والتي اودت بحياة قرابة الـ ١٣٥ شخص والعشرات من المصابين بحروق مختلفة، بنيران لم تعرف لا عجوز ولا شيخ ولا اطفال رضع او مراهقين شباب شابات رجال نساء، تهمتهم الوحيدة هي ارادوا ان يفرحوا ويبتهجوا بعريسهم وعروستهم، ليلاقوا مصيرهم بسبب تصفية السفلة(عذرا للتعبير) لحساباتهم مع اقرانهم وامام انظار حكومة فاشلة لم تتجرأ حتى في خطابها المزيف سوى تسجيل القظية باسم (قضاء وقدر) والانكى من ذلك قرارها المخجل بتعويض اهالي ضحاياهم بالمادة(المال)!!
نعم اليوم ايها السادة الاكارم، نحن امام منعطف تاريخي بمحاولات الكثيرين لافراغ هذه البقعة من الارض والذي يسمى بالوطن،(للاسف) من سكانها الاصليين نعم سكانها الاصليين ابناء بابل وآشور بناة مهد الحضارات، فتارة يهجرونهم وتارة اخرى يحرقونهم ويفجرون كنائسهم ووووالخ، والنتيجة بالتاكيد ستكون وخيمة لابناء شعبنا الذين ملوا من صمت الحكومة عن حمايتهم وصون كرامتهم وايجادهم حل الهجرة وترك من الذين تبقى منهم ارض الوطن.
انتهاكات عدة ومنذ عقود تلتهم هذا المكون الاصيل والذي كان بحسب تعداد السكان ووزارة التخطيط لعام ١٩٥٧، يقدر اعداد المسيحيين بقرابة المليونين نسمة واليوم لم يتبقى سوى قرابة الـ ٣٠٠ الف منهم فقط، وهم ايضا مهمشين في وطن يهتف بضرورة التعايش الاخوي بين كل المكونات وفي الحقيقة تبقى ولا نراها سوى شعارات على السنتهم فقط ليس على الورق حتى ولا بقطرة حبر او توقيع.
لقد خلفت هذه الفاجعة اثر نفسي مؤلم بقلوب من تبقى من اهالي الضحايا الذين فقدوا اعز ما يملكون فكيف يتم تعويضهم يا ترى؟!
ومتى ستلتئم جراحهم ومن سيداويها؟!
او ستشهد الايام القليلة القادمة هجرة مئوية لعوائل الحمدانية ومن سهل نينوى الى خارج حدود الوطن المنكوب؟!
وفي كل الاحوال وعلى قول المثل العراقي الشائع(اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب) ولم ولن يتاثر سوى من اصابتهم الفاجعة ولكل من امتلك ضمير انساني ووقف قلبا وقالبا مع الضحايا واهاليهم وذويهم، اما من الذي سيحاسب فعذرا نحن خلقنا في وطن يحاسب الضعيف وينجو القوي من فعلته دائما فهذه عدالة وطننا وقانونه البربري.
#الرحمة_والخلود_لشهداء_الفرحة_و_المحبة_في_عرس_بغديدا..
نقطة راس سطر.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!