مقالات

المقاومة ا*لفلس*طينية الواقع والتوقعات

المقاومة ا*لفلس*طينية الواقع والتوقعات كتاب خاص صادر عن مجلة دراسات عربية ، ويقع على متن 264 صفحة من القطع الكبير، والكتاب من اصدارات دار الطليعة في بيروت بطبعته الاولى في تموز 1971.

هذا الكتاب يتحدث عن واقع المقاومة على اثر احداث ايلول الاسود في الاردن وما تبعه من اثار لا سيما بعد خسارة الثورة لاكبر خط مواجهة مع العدو الاس*رائ*يلي، وبالتالي خسارتها لقواعدها الارتكازية ولشريان تغذيتها الرئيسي المتمثل بظهيرها الشعبي الفلسطيني القابع على الحدود وفي المخيمات بالاضافة الى العاصمة والمدن الرئيسية والتي تمثل اكبر شريحة فلسطينية خارج حدود الوطن.

هذا الكتاب يتناول واقع المقاومة بعد احداث ايلول الاسود، ويتناول التوقعات بالنسبة للمستقبل ، وهذا ما تحاول ان تجيب عنه هذه الدراسة عبر صفحات الكتاب الممتدة على متن 264 صفحة.

كما تمثل هذه الدراسة اراء عدد من الكتاب والمفكرين والمناضلين الذين ضمت ارائهم وقراءاتهم صفحات هذا الكتاب، وهؤلاء الكتاب زادوا هذا الكتاب قيمة وغنى تمثلت بافكارهم النقدية والثورية المستنيرة النابعة من حرصهم على الثورة وديموتها.

لا يخفى على القاريء الحصيف ان الاراء والافكار والدراسات الواردة في هذا الكتاب وعلى رغم تنوعها إلاّ انها شكلت منبرا يساريا نقديا لعتاة منظري اليسار ، والذين لا نشترك معهم في كثير من طروحاتهم، فكثير من ارائهم المطروحة تدخل حيز التنظير المجرد والبعيد كل البعد عن الواقع العملي والتجربة الميدانية للثورة، خاصة ان الكتاب يحتوي فائضا من ادبيات حركات التحرر ومن الاصول التنظيمية الواجبة الاتباع سواء في النقد او الخط الجماهيري او المسلكيات الثورية والنظرية الثورية والاعداد الصحيح والتجهيز والتطور الكمي والكيفي… وما الى ذلك من مصطلحات كبيرة تبهرنا ولا يبهرنا من تحدث بها او كتب عنها؛ فالثوري والفدائي الفطن يعمد الى سماع النصيحة في الغالب من افواه من يتقدمون الصفوف في ساحة الوغى، ويعبرون النهر خفافا إلاّ من احلامهم وبنادقهم وصدق افعالهم الذي تؤكده خطواتهم على حدود الوطن.

في هذا الكتاب اسهامات وفصول لجملة من المؤلفين ممن يعتبرون اصحاب اقلام واسماء لامعة وهم كل من: غسان العطية، عبد القادر ياسين، المقدم الهيثم الايوبي، منير شفيق، العقيد محمد الشاعر، الياس مرقص، كريم مروة، مروان صباغ، هذا بالاضافة الى حوارات مع قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وجبهة التحرير العربية، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبحيث تناولت هذه الحوارات لقاءات مع قيادات الصف الاول في هذه التنظيمات، بالاضافة لكونها تستهدف الى استقراء الواقع الفلسطيني والتوقعات فيما بعد ايلول من خلال وجهات النظر الرسمية لتلك الفصائل والتنظيمات.

ما يميز هذا الكتاب هي الفترة التي كتبت فيه، والتي استهدفها زمن الدراسة، وهي فترة ما بعد الخروج الاردن اثر احداث ايلول الاسود، وهي فترة حرجة وذات مفترق طرق حاسم في مسيرة الثورة، وبالتالي فان معظم صفحات الكتاب انصبت على تقييم هذه التجربة وتشريحها بما لها وما عليها، من حيث الخلفيات والوقائع التاريخية، التي ادت الى ايلول الاسود، وثم التطرق الى ايلول الاسود، واين اخطات واين اصابت المقاومة، وما موقف النظام الاردني من المقاومة، والخلفيات التي حسمت سلوكه وحددت مواقفه، وما مدى تناقضه مع الثورة، ومدى انخراطه وارتباطه بجهات مشبوهه ومعادية للثورة، ومدى ارتباط مصالح النظام الاردني بالامبريالية والصهيونية العالمية والتي تاخذه الى الى دروب شائكة ووعرة تذهب به وبنا سويا الى الدرك الاسفل من النار .

هذه الدراسه تتناول واقع المقاومة والحاضر والمستقبل دون ان تغفل عن استعراض الخلفية التاريخية للصراع الفلسطيني الاس*رائ*يلي.

هذا الكتاب يتناول المقاومة سياسيا وعسكريا وايدولوجيا، بالاضافة لكونه محاولة لدراسة ازمة المقاومة بعد ١٩٧١، وهي بالتالي ضرورية لان المقاومة لن تستطيع ان تتجاوز ذاتها، ان لم تدرس واقعها دراسة علمية.

هذا الكتاب بالاضافة الى مجموعة من الكتب والدراسات الصادرة في نفس الموضوع [ المقاومة ا*لفلس*طينية والنظام الاردني اصدار مركز الابحاث، وكتاب دراسة نقدية لفكر المقاومة ا*لفلس*طينية لصادق جلال العظم، وكتاب ملحق خاص بالعدد التاسع من مجلة شؤون فلسطينية والمعنونب مناقشة حول مخطط المنظات الفدائية في مواجهة معركة ايلول، الدور السياسي للجيش الاردني لعباس مراد، ايلول الاسود اصدار مركز الابحاث، والعديد من المقالات والدراسات الرصينة المنشورة في مجلة شؤون فلسطينية]، تشكل بمجموعها مادة نقدية خصبة ومحاولة جادة لتصويب المسار من خلال التشخيص السليم ومعرفة اين اخطأنا واين اصبنا ، والاهم تمييز وتحديد العدو من الصديق، والفرز بوعي لجبهة الاصدقاء عن جبهة الاعداء…

هذا الكتاب يستعرض كثيرا من الدروس والتجارب الثورية، وبهذا المعنى فان الكتاب يشكل ادبية تنظيمية وثورية تسلط الضوء على كثير من التفاصيل التي شكلت في حينه الشغل الشاغل للقيادة ا*لفلس*طينية ومفكروها ومنظروها، وبهذا المعنى فان هذا الكتاب يصلح لان يكون مرجع ووثيقة وشاهد عيان على تلك المرحلة واهم محطاتها التي شملتها الدراسة، وهي مرحلة احداث ايلول الاسود وما تلاها من خروج المقاومة من الاردن، وبالتالي خسارتها لاكبر قواعدها الارتكازية، واكبر حاضنة شعبية لها في دول الطوق، تلك الخسارة التي مازالت آثارها بادية للعيان حتى وان حاول اعداء التاريخ والجغرافيا اخفائها …

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!