مقالات سياسية

لا تتوهموا في إن ايران ستحارب او تدافع عن فلسطين !

قبل اكثر من ربع قرن وبعد وصولنا الى الجهه التي نسكنها تعرفنا على جماعات مختلفة من الشرق ، ومن ضمنهم كانت جماعة نشطة وتتحرك بقوة بين الجاليات الكُردية والمسيحية والتركية ،حتى كانت تأمر وتنهي في اغلب النزاعات وتجني الإشتراكات وحتى كانت تقيم المحاكم بين المتخاصمين . أي إنها كانت بمثابة حكومة صغيرة داخل حكومة غربية غبية . وبعد أن تسائلنا عن اصولهم فوجدنا بأنهم من جماعة الاكراد الپي كة كة ! أي جماعة من حزب العمال الكردي التركي . تطورت العلاقات وتعارفنا وفي مناسبة خاصة كنا قد حضرناها وكان حضور الجماعة المذكورة بشكل كبير وفي مقدمتهم مسؤولهم وكبيرهم . فجأتاً ادار المسؤول رأسه ( الكبير ) إليّ وقال : ماذا تقول يا اخ نيسان عن مستقبل حزبنا وقادمهُ في تحقيق الاستقلال في تركيا ! لم ارتاح لسؤاله ولا اعلم بالضبط لماذا  كان سؤاله لي ! فلم أتأخر في ردي والذي كان :

لا تزعل يا اخ ولكن صادقاً بعد أن شاهدتم وركبتم البي إم والآودي والمرسيدس فلا مستقبل لكم ولا لحزبكم ولا لقضيتكم ! لقد انتهت تلك القضية ! الى يومنا هذا يذكرني بكلامي الذي ذكرته له قبل ربع قرن !

تذكرت تلك المقولة وقارنتها بوضع ايران واحزابه الإلهية فوجدت بأن لا فرق بين الوضعان ! فلا تتصوروا او حتى تتوهموا بأن تقوم ايران في محاربة اس*رائ*يل من اجل  الح*ما*س او القدس او حتى كل المقدسات ا*لفلس*طينية ! بعد أن قامت وحققت حلمها الشيعي فسوف لا تفرط فيه ومهما كانت القضية ( بشرط أن تبقى هي في مأمن ) ! لا تتصوروا يوماً ستقوم ايران بالرد الحقيقي ! لقد فعلت إس*رائي*ل فيهم في سوريا مالم يفعله  عدو آخر في العالم ولم تتحرك طهران ساكناً ! آلاف الغارات والضربات الصاروخية لجيشهم وميليشياتهم ولأكثر من عقد وآلاف  الق*ت*لى والجرحى في صفوف قادتهم ورجالهم   دون أن يتحرك شارب واحد من شوارب ايرانية  ( چانوا يتهمون صدام حسين بأنه عميل صهيوني ) ! هي ترسل لهم رجال مضحوك عليهم كما في الجماعات الح*ما*سية والجهادية والحشدية والإلهيه وغيرهم ولكنها سوف لا تنخرط في حرب من اجل تلك الجماعات او حتى أيّةَ من المقدسات ( أصلاً هي مقدسات سنية مو شيعية ) ! وخاصة هي تعلم بضعف موقفها الداخلي وتدرك جيداً قبل ان تنطلق صواريخ العدو نحو طهران يكون الشعب قد هاج وهاجم مقر المرشد وأسقط الدولة الفقهية !

لهذا كل ما قد تفعله طهران في مواجهه الاعداء هو زج جماعاتها المنتشرة في المنطقة بوجه تلك الدول وهي تنأي بنفسها عن أي عمل تقوم به تلك الجماعات ( لعد ليش صنعتهم ودعمتهم ، مو ليهجي يوم ) ! لديها ضحايا آخرين لتقديمهم للقربان !  حتى إن قامت بحركة بهلوانية هنا او هناك هي من أجل قمع شعبها بوهنة إنها في حالة حرب لا أكثر ولا أقل !!

عين الوضع بالنسبة لح*زب ال*له ! فبعد أن لعبوا بالدولار وإستمتعوا به ولسنوات فلا اعتقد سيجازفون في تضييع تلك الورقات الخضراء ! بعدأن ركبوا المازارتي سوف لا يعودون إلى لادا المصرية ! جماعة الحوثين هذوله جاهزين للقربان ، جماعات سورية جاهزة للإحتراق ، بعض الافراد العراقية قد تنخدع ، بعض الشباب اللبناني قد يتوهم وهكذا ! حتى ح*زب ال*له سوف لا يدخل معركة حقيقية وسوف لا يدافع عن جماعته من الح*ما*س والجهاد ولا يدخل في حرب حقيقية مع إس*رائي*ل . عملية صغيرة في الليل هنا وهناك فهذه تسمى الضحك على الذقون ! حتى في هذه الحالات عندما يجدوا بأن هناك خطر حقيقي من جرائه ينأون عن انفسهم منه وينسبونها لجماعات فلسطينية في لبنان . الادلة كانت قبل اربعة ايام مو اكثر ! وإذا ما افترضنا بأن على ح*زب ال*له أن يحارب من اجل ماء عيون الإسلامية ومبادئها التاريخية ( كي لاتخسر كل شيء ) فستقوم بسحب اغلب قادة ذلك الحزب الى طهران وتترك بعض الوجوه كي تكون مع شباب ذلك الحزب ليكونوا قرباناً للإسلامية !هذا اقصى حد ستذهب إليه ايران ! ولكنها قادرة وبشكل يفوق الخيال في إيهام والضحك على الشباب وإدخالهم في محورالمقاومة ! والله لو كانت كل مقاومات العالم كالمقاومة الايرانية لما تحررت مدينة او حتى وقعت مواجهه واحدة في العالم !

حتى عندما ق*ت*لوا قديسها الإلهي ( قاسم سليماني ورفيقه المهندس ) قامت طهران بإخبار الحكومة البحرينية والعراقية قبل ساعات ليخبروا القوات الامريكية في القاعدة حتى لا يق*ت*لوا من جراء صواريخهم أي امريكي ! مقاومة حقيقية !

هي شاطرة في تحريك هؤلاء الشباب وتقديمهم للمحرقة بين فترة واخرى وكما تتطلب مصالحهم في المنطقة ! هذا هو عمل ايران ولأكثر منربع قرن ولا تتوقعوا منها اكثر ! ح*ما*س راحت اول ضحية كاملة لها !!

الباقي جمه الضحك على الذقون والشباب المغرر فيهم ! والعرب يَعون ذلك ، لهذا اغلبهم مع اس*رائ*يل عوضاً أن يكون مع ايران الإسلامية ! والله فكرة !

سترون حتى في المحرقة الاخيرة سيكون شباب ح*ما*س والجهاد القربان للجيش الإ*سر*ائي*لي ، وستنأي ايران وحتى ح*زب ال*له ( بشكل كبير ) أنفسهما  عن تلك المقاومة ! إللي يتعلم ركوب البورش الالماني  لا يستطيع ان يعود للجبل ويحارب في كهوف ! إنسى !!!!

المسألة لا تتعدى عن مسرحية كبيرة ومحبوكة بسيناريو قوي ! لا تنسوا هذا الكلام ، مسرحية كبيرة وسيناريو محترف !

نيسان سمو 21/10/2023

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!