مقالات سياسية

تشكيل الحشد الشعبي الكوردي ما هو إلا عودة غير بريئة لإحياء مرتزقة الأفواج الخفيفة

الكاتب: محمد مندلاوي
تشكيل الحشد الشعبي الكوردي ما هو إلا عودة غير بريئة لإحياء مرتزقة الأفواج الخفيفة الـ(جاش) بتسمية أخرى

محمد مندلاوي

في حقبة السنوات الخامسة والثلاثون العجاف, من خلال معاناتنا اليومية القاسية والمريرة على أيدي هواة الق*ت*ل والإجرام, كنا نتوقع, أن أتباع المذهب الآخر, وهم شيعة العراق الناطقون بالعربية, بما أنهم عانوا من الاضطهاد المذهبي على أيدي الأنظمة المتعاقبة على دست الحكم في الكيان العراقي, فعليه, إذا سنحت لهم الفرصة وحكموا البلد في يوم ما, لا شك فيه أنهم سينصفوننا نحن الكورد, ويعترفوا بحقوقنا المغتصبة دون مراوغة وخداع ومكر, وسوف لا يكونوا قساة وبلا رحمة معنا, كما كان النظام العربي السني, الذي ذقنا الويلات على أيدي أزلامه الق*ت*لة إبان العقود التي اغتصبوا فيها الحكم في بلاد الرافدين. إلا أن السنوات الفرهود الشيعي الثلاثة عشر الماضية, التي تلت حكم الطاغية المقبور صدام حسين, أثبتت للشعب الكوردي, أنه لا فرق بين حكام “السين والشين” بل إنهما وجهان ذميمان لعملة مغشوشة واحدة.
من الأساليب الخسيسة والدنيئة التي يستعملها السياسيون الشيعة ومن يسير في ركابهم أحزاباً وأفراداً ضد الشعب الكوردي وحكومته المنتخبة, أنهم في كل مرة يظهروا على شاشات الفضائيات الموبوءة, بدون أية مقدمة, يبدؤوا بتحريض الشارع العراقي عليهم بالتدليس السياسي, وبأسلوب سوقي رخيص, مما لاشك فيه, أن هذا التحريض والتجييش الإعلامي, ما هو إلا استعداداً لعمل عدائي واسع النطاق ضد كوردستان, بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (د*اع*ش). تأهباً لهذا العداء السافر, قاموا مؤخراً بتشكيل أفواج خاصة من بعض الكورد الخونة, بما يسمى بالحشد الشعبي, والأصح أن يسمى هذا الحشد المزيف, وأعني هنا قسمه الكوردي فقط, الذي يتكون من زمرة من مرتزقة الكورد, بـ ” الجاش الشغبي” لأنه إحياءاً لأفواج المرتزقة الكوردية الـمعروف عند الشعب الكوردي بـ(الجاش) التي كانت في عهود الحكومات العراقية العروبية السابقة تسير في مقدمة الجيش العراقي… لإبادة الكورد وتدمير قراهم, وشاركت فرق الـ(جاش) مع فرق ذلك الجيش المعادي, بق*ت*ل مئات الآلاف من أبناء الشعب الكوردي, وأحرقت آلاف القرى الكوردية في “الشمال الحبيب”. في اتصال تليفوني لإحدى القنوات التلفزيونية, قال مسئول ما يسمى بالحشد الشعبي, في منطقة ” گەرمیان” المنطقة المستقطعة من كوردستان, إنه بجانب مسئوليته في الحشد الشعبي, هو عضو في الحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني, الذي يرأسه جلال الطالباني المُقعد منذ سنوات, ندعو له بالشفاء العاجل.
عزيزي القارئ الكريم, فيما مضى من سنوات, وخاصة إبان الانتخابات العراقية التي تلت سقوط نظام حزب البعث المجرم, كررت في عدة مقالات الكلام الذي يأتي أدناه, مرتين أو ثلاثة, ووجهته بصورة خاصة للكورد الشيعة, لكي يدركوا ألف باء اللعبة السياسيةً في البلد, حتى لا يمنحون أصواتهم الانتخابية لغير الأحزاب الكوردية الكوردستانية, ألا أنهم كما يقول المثل: “أذن من طين وأذن من عجين” كأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد, بل بخلاف ما طالبناهم, منحوا أصواتهم لأحزاب طائفية, تلك الأحزاب التي تعدهم دون البشر. الآن نستسمح القارئ العزيز, ونكرر ما قلناه في السنوات الماضية, عسى أن تزول الغشاوة التي على أعينهم, ليروا جيداً ما يجري حولهم من أحداث كبيرة, وما يقوله غير الكورد عنهم من كلام قاسي يحط من كرامتهم كبشر. دعونا الآن نقدم لهم هذه الروايات والأحاديث كما جاءت في أمهات الكتب الشيعية والسنية, والتي تدرس في حوزاتهم العلمية, ومدارسهم الدينية. منها, كتاب الكافي (الكليني) وهو أحد الكتب الأربعة المتقدمة عند المذهب الشيعي, ويعد بمثابة أحد كتب الصحاح عند أهل السنة, يقول الكليني: عن (أبي الربيع الشامي) قال:”سألت أبا عبد الله – الإمام جعفر الصادق- هو الإمام السادس عند الشيعة الاثنا عشرية, فقلت له: إن عندنا قوما من الأكراد, وأنهم لا يزالون يجيئون بالبيع, فنخالطهم ونبايعهم؟ قال: يا أبا الربيع لا تخالطوهم, فان الأكراد حي من أحياء الجن, كشف الله تعالى عنهم الغطاء فلا تخالطوهم”. إن هذا الحديث قيل عن الكورد وهم مسلمون!!. جاء هذا الحديث وغيره مشابه له في كتب كبار أئمة الشيعة و مشايخهم. منهم المصدر المذكور وهو كتاب (الكافي) ج (5) ص (158) للكليني, الملقب بثقة الإسلام, وكتاب (رياض المسائل) للسيد (علي الطباطبائي) ج (1) ص (520), وكتاب (جواهر الكلام) للشيخ (الجواهري) ج(3) ص (116), وكتاب (من لا يحضره الفقيه) للشيخ (الصدوق) ج (3) ص(164), وكتاب (تهذيب الأحكام للشيخ (الطوسي) ج (7) ص (405), وكتاب (بحار الأنوار) للعلامة (محمد باقر المجلسي)ج (1) ص(83), وفي تفسير (نور الثقلين) للشيخ (الحويزي) ج (1) ص (601), إن سند هذه الرواية كما أسلفنا هو ذات مقام رفيع جداً عند الشيعة الإمامية, إلا وهو الإمام (جعفر الصادق) الذي يُعرف المذهب الشيعي باسمه أيضاً (المذهب الجعفري) ولد سنة (765 ) للميلاد, وهو ابن الإمام (محمد الباقر) ابن الإمام (علي بن الحسين) حتى ينتهي إلى الإمام (علي بن أبي طالب) صهر النبي محمد وابن عمه و خليفته من بعده. وجاء أيضاً في كتاب (الكافي ) (للكليني) ج (5) ص (352):”لا تنكحوا من الأكراد أحدا فإنهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء”. ويقول الشيخ (الطوسي) في كتاب (النهاية) ص (373):”وينبغي أن يتجنب مخالطة السفلة من الناس والأدنين منهم, ولا يعامل إلا من نشأ في خير, ويجتنب معاملة ذوي العاهات والمحرفين . ولا ينبغي أن يخالط أحدا من الأكراد, ويتجنب مبايعتهم ومشاراتهم و مناكحتهم “. قال (ابن إدريس الحلي): “ولا ينبغي أن يخالط أحدا من الأكراد, ويتجنب مبايعتهم ,ومشاراتهم, ومناكحتهم “جاء هذا الكلام الإلغائي في كتابه (السرائر) ج (2) ص( 233). عن الإمام (الصادق) أيضاً:”لا تنكحوا من (الأكراد) أحدا فأنهن حبس من الجن كشف عنهم الغطاء” ورد هذا الكلام في كتاب (تذكرة الفقهاء) للعلامة (الحلي)ج (2) ص (569). وجاء في المصادر الشيعية الأخرى: ينبغي أن يتجنب مخالفة السفلة من الناس والأدنين منهم ولا يعامل إلا من نشأ في الخير ويكره معاملة ذوي العاهات والمحرفين ويكره معاملة الأكراد ومخالطتهم ومناكحتهم “. لمن يريد الاستزادة فليراجع كتاب (كفاية الأحكام) للمحقق (السبزواري) ص (84) وكتاب (الحدائق الناضرة ) للمحقق (البحراني) ج (81) ص (40):و ج (42) ص (111) وكتاب (جامع المدارك) للسيد (الخونساري) ج (3) ص (137) وكتاب (تهذيب الأحكام) للشيخ (الطوسي) ج (7) ص (11) وكتاب (سائل الشيعة) (الحر العاملي) ج(71)ص (416) ونفس المصدر ج (82) ص (382) :”حدثني (أحمد بن إسحاق) أنه كتب إلى الإمام أبي محمد (ع) – الحسن العسكري- يسأله عن الأكراد فكتب إليه لا تنبهوهم إلا بحر السيف, رواه الشيخ بإسناده عن (أحمد بن أبي عبد الله )” وكلمة (الحر) كما جاءت في قاموس لسان العرب لأبن منظور, تعني الق*ت*ل. لنرى ماذا يقول عن الشعب الكوردي المسلم ذلك الذي تصدى للمرجعية الشيعية قبل
السيد محسن البهبهاني الحكيم, ألا وهو السيد (أبو الحسن الأصفهاني) (1277- 1365) هجرية, مرجع الشيعة الأعلى في عصره, وكيف يضعهم مع أبناء الزنا و الفاسقين, بينما الكورد الشيعة في بغداد والمدن العراقية و الكوردستانية وفي بلاد المهجر, لا زالوا يقدسون هذا الرجل, بعد أن مضى عقود طويلة على وفاته, لنقرأ كلام السيد (أبو الحسن الموسوي الأصفهاني) الذي جاء في كتابه: (وسيلة النجاة) ص (341) في “باب النكاح” وهذا الكتاب, هو رسالته العملية لمقلديه, أي: أن مقلديه كانوا يطبقونها في تعاملهم اليومية مع الآخرين؟, يقول فيها: “لا ينبغي للمرأة أن تختار زوجاً سيء الخلق والمخنث والفاسق وشارب الخمر ومن كان من الزنا أو الأكراد أو الخوزي أو الخزر”. وفق هذه الروايات, أن الكورد جنس دون البشر, بل من جنس الشياطين, فلذا يجوز للمسلم – كالقيادات الشيعية- أن يتعامل معهم وفق أية طريقة يجدها مناسبة ولا يأثم عليها, لأنهم كما عرفهم الحديث, ليسوا صنفاً من البشر, بل من جنس الجن, أي الشياطين, فعليه يحق للمسلم لنصرة مذهبه, أن يكذب عليهم أو لا يخالطهم أو حتى يق*ت*لهم, يبيدهم, مسموح له هذا وفق ما ذكرناه أعلاه. لتعلم الزمرة الكوردية التي بدأت تتحشد, أن صح القول, بعد أن يستعملوهم كرأس حربة و ينفذوا بهم ما يريدوا, سوف تتصرف معهم القيادات الشيعية وفق ما يتطلبه الظروف الآنية في ساعتها؟؟. ألم يفكر الإنسان الكوردي, لماذا المراجع الشيعية لا تصدر فتوى, تحرم فيها بقاء العرب المستوطنين في المناطق الكوردية المستقطعة, ككركوك والمناطق الأخرى, وهؤلاء المستوطنون غالبيتهم من الطائفة الشيعية, الذين جلبهم نظام حزب البعث المجرم إلى مدن الكورد في كوردستان لتغيير ديموغرافيتها, حسب معرفتي, وفق فهم المرجع, أن هؤلاء الكورد ليسوا بشراً, فلذا لك الحق أن تفعل بهم ما تشاء؟. استناداً على ما ذكرنا من أحاديث, أصدرت هذه الأيام وزارة الداخلية الشيعية في بغداد قراراً قرقوشياً يتيح للنازحين بموجبه البقاء في مناطقهم الجديدة, ونقل هوياتهم التعريفية والبطاقة التموينية إلى المحافظة التي يمضي على نزوحه إليها خمس سنوات. نتساءل, كيف يكون التعريب؟ أحمر ولا أخضر, أليست هذه سياسة عنصرية مقيتة هي استمرار لنهج حزب البعث العروبي الدموي ضد الشعب الكوردي المظلوم؟. الغريب في الأمر, أن أحداً من هؤلاء الأوباش, أعني من النازحين إلى كركوك السليبة, ظهر على إحدى قنوات التلفزة يشكي ويعترض على الفترة التي حددها القرار وهي خمس سنوات, يريدها هذا المستوطن النجس سنتان. أيها الكوردي الغيور, ماذا تنتظر من هذا الحيوان الذي بهيئة إنسان, وبهذه الصفات الدنيئة التي يحملها في داخله النتن, حيث لا يشعر أنه يقيم على أرض مغتصبة, ولا يشعر أنه يدنس أرض طاهرة تعود ملكيتها للشعب الكوردي!!. من الأعمال المعادية للكورد, قام الحشد الشعبي بالأمس في “قزلربات” المعربة إلى (سعدية) بحرق بساتين الفلاحين الكورد؟.
كذلك أهل السنة والجماعة, الذين يسميهم الشيعة بالعمرية, أيضاً عندهم واحدة من هذه الروايات, ينقلها لنا (راغب الأصفهاني) ت (502) للهجرة في كتابه (محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء) ج (1) ص(160) ذكر, أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب, روى عن النبي محمد أنه قال:” الأكراد جيل جن كُشف عنهم الغطاء”. كما أسلفنا, أن هذا الحديث نقل عن أحد أهم الشخصيات الإسلامية, وهو الخليفة الثاني (عمر بن الخطاب) حقيقة, نحن لا نعلم أن مذهب أهل السنة في أية مرتبة يضع هذا الحديث, هل هو حديث صحيح, أم متواتر, أم حسن, أم موضوع, أم مقطوع, أم مرسل الخ, وبعد تصنيفه, هل يأخذوا به أم لا؟. لكن الويلات التي جرت عبر التاريخ القديم والحديث على الشعب الكوردي المسالم والمسلم, وتجويز ق*ت*لهم كما يفعل اليوم تنظيم الدولة الإسلامية (د*اع*ش) استند مرتكبوها من أهل السنة إلى مثل هذه الأحاديث والروايات التي تصنف الكورد دون البشر؟. ولا ننسى أن الأتراك الطورانيون الأوباش, الذين قدموا إلى وطننا كوردستان من أرض طوران, التي تقع في آسيا الوسطى, واحتلوا رقعة الأرض التي تسمى اليوم بـ(تركيا) وأقاموا عليها بالق*ت*ل والسبي وسفك دماء الأبرياء من أبناء الشعب الكوردي إمبراطورية شاسعة مترامية الأطراف. وقام أحفاد هولاكو اللعين فيما بعد, وعلى رأسهم المجرم المدعو
مصطفى كمال, بق*ت*ل وتشريد مئات الآلاف من الشعب الكوردي بذرائع شبيهة بالرواية التي ذكرناها أعلاه.
خلاصة القول: يجب على كل إنسان كوردي, وعلى وجه الخصوص الكورد الشيعة, أن يعوا جيداً صعوبة هذا الظرف العصيب, الذي يمر به شعبهم الكوردي. حذاري أن يكونوا آلة بيد أعداء شعبهم, لأنهم في النهاية سيدفعون ثمنها باهظاً. هل نسوا حقبة حكم المجرم صدام حسين؟ ألم يكن العديد من الكورد الشيعة منتمين في صفوف حزب البعث العروبي, لكن ماذا كانت النتيجة؟ عندما انتفت الحاجة إليهم و جاءت ساعة الصفر, رماهم حزب البعث العروبي مع الآلاف من أبرياء الكورد الشيعة في غياهب معتقلاته الرهيبة, ومن ثم تم ق*ت*لهم بدم بارد, ولم يعثر على رفاتهم إلى اليوم. إن كانت ذاكرتكم تحتفظ بهذه المآسي التي حلت بأبناء جلدتكم إلى اليوم, فعليه يجب أن تكونوا يقظين, ولا يغرونكم ببعض المبالغ المسروقة من قوت الشعب العراقي المظلوم. أن وافقتم على أكل السُحت, ستدفعون ثمنها أضعافاً مضاعفة. فلذا أحذروا أن يدغدغوا مشاعركم بقراءة بعض المواويل العاطفية بصوت حزين رقيق الوقع على المستمع لكي يجروكم إلى القيام بأعمال همجية ضد أبناء شعبكم الكوردي المناضل.
أنا قلت الذي يحتمه علي الواجب القومي أن أقوله, يبقى اتخاذ القرار القومي الكوردي السليم بأيديكم يا كورد الشيعة, أحزاباً و منظمات و جمعيات وأفراداً…

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!