مقالات دينية

سّر قُوَة الصّلاة وَتأثيرِها 

سّر قُوَة الصّلاة وَتأثيرِها 

بقلم / وردا إسحاق قلّو 

( فكل شىءٍ  تطلبونه وأنتم تُصلّون بإيمان تنالونهُ ) ” مت 22:21 ” .

  الصلاة واجب مقدس على كل مؤمن لأنها صِلة وعلاقة محبة تربط المُصلّي مع الخالق . وللصلاة تأثير كبير في حياة المؤمن أو للذي ترفع لأجلهِ الصلاة .

أهداف الصلاة كثيرة ومهمة في حياة الكنيسة المقدسة عامةً لتغيير وجه العالم بقوة الروح القدس الساكن فيها . كثيرون هم الذين يعتمدون على الصلاة المرفوعة لهم من الأحياء والأموات والأعداء والضالين البعيدين كل البعد عن الله . لا يمتلك الإنسان قوة أخرى لها تأثير قَوي أكثر من قوة الصلاة التي تغيير واقع البشرية كلها . فبالصلاة تستكن الحروب ويسود السلام والوئام والعدل . وبالصلاة يتحرر المظلومين من قيود الظلم . وبها يتحول الخاطىء إلى تائب عفيف ، والبخيل إلى كريم ، والعدو إلى صديق ، والحرب إلى سلام . فالطلبات المرفوعة من قبل أعضاء الكنيسة المؤمنين يستجيب لها الرب ، وخاصة صلاة الأبرار . تقول الآية ( صلاة البار الحارة لها قوة عظيمة ) ” يع 17:5 ” . على المؤمن أن لا يرفع صلاتهِ لأجل مصالحهِ الشخصية ، أو للمقربين له فقط ، بل لأجل الذين ليس لديهم من يصلي لأجلهم ، والمحتاجين إلى الصلاة كالملحدين العائشين في الظلام . فالمحبة شاملة وتحرك الضمير ليشعر المُصلّي بأنه مسؤول أمام الله أن تشمل صلاتهِ كل إخوتهِ في الإنسانية لكي يتغيروا ويتوبوا ، وليس هناك شىء غير قابل للتغيير بالصلاة ، لكن المهم أن تكون الصلاة من قلب محب ونابعة من الأعماق ، طالباً من روح الله الساكن فيهِ أن يؤازر لك المحتاج إثناء صلاتهِ . يجب أن ترفع الصلاة بالروح ، فنقول لله الآب ( أبا ، أبتِ ) ” مر 36:14″ ليس لأحد عذر لعدم الصلاة . والكتاب يطلب وجوب المداومة على الصلاة من غير ملل ( لو 1:18  ) . الصلاة من أجل الأعداء هي أقوى وأهم من الصلاة لأجل الذات أو الأقرباء ، بل هي سلاحاً عظيماً مؤثراً أمرنا بها الرب يسوع فعلينا أن نستخدمها ، وهذا النوع من السلاح لا يملكه أي دين أو معتقد . ، وبهِ نستطيع تغيير القوانين والأفكار والمعتتقدات لكي يتعرف العالم ويؤمن بالله وبرب المجد الذي مات من أجل الجميع ، تقول الآية ( والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك ، ويعرفوا الذي أرسلتهُ ، يسوع المسيح .. ) ” يو3:17″

لصلاة ضروريات كثيرة تُقَدِم لأجل إحتياجات الناس وخاضة في ضيقاتهم وآلامهم ، وأوجاعهم ، ومن أجل الراقدين على رجاء القيامة المحتاجين إلى الوصول إلى مصيرهم الأبدي بالصلاة المرفوعة من الكنيسة المجاهدة والرب الإله يسمع ويقبل الطلبات لأنه إله محب يغّر مواقفه من الغير مستحقين . فالصلاة نافعة للراقدين والأحياء عندما ترفع بلهف القلب ، وهذه مسؤولية عظيمة ومهمة للكنيسة أساسها المحبة الحقيقية التي نفخها الرب الإله فينا .

الصلاة القلبية لا تذهب سدى أبداً ، فإذا رفعت من أعماق القلب فالله سيسمعها ، ويقبلها ، ويستجيب لطلباتها في الوقت الذي يراه مناسباً ، قال (فكل شىءٍ  تطلبونه وأنتم تُصلّون بإيمان تنالونهُ )  ” مت 22:21 ” .

الصلاة هي العلاقة التي تقربنا من الله ، بل هو يقترب منا لنشعر بوجودهِ في حياتنا ـ وعلينا أن نحاول إلتماس محبة الله فينا لكي نشهد لمحبته لللآخرين ، ومن الأفضل أن يقترن الصلاة بالصوم لكي ندخل في عمق العشرة مع الله عندما يكون الذهن مشدوداً نحو السماء . والله يؤكد موضوع الصلاة وأهميته في الخفاء ( الصلاة الفردية ) لكي يحذرنا من عدو خبيث قائم في نفوسنا ، وهو المجد الباطل الذي يدل على أن الإنسان يعبد نفسهُ ، لهذا يطلب من الذي يصلّي الصلاة الفردية أن يدخل إلى مخدعهِ لكي يكون بعيداً عن أنظار الناس ومديحهم .

   الختام : الله يريد أن يتحوَّل كل إنسان إلى إله صلاة لتغيير المجتمعات ، وتغيير مصائر الشعوب الغير مؤمنة ، أو التي تركت الإيمان ، فبالصلاة نستطيع أن نجدد وجه العالم الملحد إلى عالم مؤمن . والله الذي إعطانا الصلاة ، سيعطي لجهودنا الثمار لأنه إله عظيم ومُحب .

والمجد له في كل حين .  

التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن )  ” رو 16:1 “

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!