مقالات دينية

غداً وبمشيئة ألرب يصادف عيد ألصليب ألمحيي

عيد ألصليب ألمحيي 

..♰..♰..♰  ..♰..♰..♰

كما انطلق أيليا في العاصفة نحو السماء في مركبة نارية كان بامكان الرب يسوع ان يعرج برفقة موسى وأيليا عند التجلي على جبل تابور ليغادر هذا العالم الذي لم يكن منه اساساً ولكنه علم انه بذلك كان سيترك تلاميذه ومن خلفهم البشرية باجمعها تتخبط في مأسي خطاياها ولكنه أبى ان يخرج عبر بوابة الصليب الذي صار جواز عودته الى المجد الذي كان قبل العالم وهكذا اصبحت اشارة الصليب المحيي احدا اسرار كنيستنا المقدسة ومعنى السر هو علاقة حسية تدل على امور لا ترى ولا تدرك وهو تحول من حالة اعتيادية الى حالة قدسية تتبع منها نعمة الهية وعلى الصليب ايضاً تولد نوع من المعموذية وهي معموذية الدم { معموذية الشوق } حيث يشتاق الأنسان الى الرب بعد اعلان التوبة والندامة ولدينا سيرة القديس مار ماري رسول المشرق انه دخل في اختبار مع ساجدي النار والاصنام عندما اوقدوا لهيباً عظيماً وطلبوا منه ان يدخل فيه فرسم القديس علامة الصليب على ذاته وعلى النار ثم دخلها ومكث فيها حتى خمدت وانطفائت تماماً دون ان يصاب باذى ولما رأو قوة الله أمنوا بالله وقانون الايمان يخبرنا { انه من اجلنا ومن اجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد بالروح القدس وصار انساناً وحبل به وولد من مريم العذراء وتألم وصلب في عهد بيلاطس البنطي وقبر وقام في اليوم الثالث وصعد الى السماء} تم كل ذلك لأجل خلاصنا نحن البشر ومع ذلك نسأل انفسنا أين ظل ذلك الصليب الذي حمل فوقه الرب يسوع وما هي قصته ..؟؟
قصة الصليب والعثور عليه بعد صلب المسيح وقيامته قام البعض من اليهود المتعصبين بردم قبر المخلص ودفن الصليب المقدس وصليبَي اللصَّين الآخرين اللذين كانا معه، لإخفاء معالم صليب ربنا يسوع، نظراًَ للمعجزات التي كانت تحدث هناك وبجوار القبر المقدس. فاختفى أثر الصليب مذ ذاك ولمدة تناهز ثلاثة قرون من الزمان.
وفي مطلع القرن الرابع الميلادي أراد قسطنطين الكبير (من ولادة صربيا، وهو إبن الإمبراطور قسطنطينوس الأول) أنْ يأخذ روما ويُصبح إمبراطور الغرب. شنَّ سنة 312 معركة ضد عدوه ماكسينـتيوسMaxentiusعلى مشارف المدينة بالقرب من نهر التايبر، وفي الليلة التي سبقت المعركة ظهر الصليب في السماء محاطاً بهذه الكلمات بأحرف بارزة من نور:
“بهذه العلامة تغلب”.
كانت أم قسطنطين الملكة هيلانة مسيحية، لذا كان لدى قسطنطين معرفة مسبقة ومودَّة تجاه المسيحية، لكنَّه نفسه لم يكن مسيحياً آنذاك. فجعل راية الصليب تخفق على كل راية وعَلَم، وخاض المعركة وانتصر على عدوِّه. ولما أصبح قسطنطين إمبراطوراً على أوروبا باكملها، شرقاً وغرباً في 315-324 بعث الكنيسة من ظلمة الدياميس، وأمر بهدم معابد الأصنام وشيَّد مكانها الكنائس.
بعدها نذرت أمّه القديسة هيلانة أنْ تذهب إلى أورشليم لنوال بركة الأراضي المقدسة، بالقرب من جبل الجلجلة. فأمرت بتنقيب المكان، وتم العثور على 3 صلبان خشبية، ولما لم يستطيعوا تمييز صليب الرب، إقترح القديس كيرلِّس بطريرك أورشليم بأنْ يختبروا فاعلية الصليب، ولأجل ذلك أحضروا ميتاً ووضَعوا عليه أحد الصلبان فلم يحدث شيء، وضعوا الثاني ولم يحدث شيء أيضا، وعندما وضعوا الصليب الأخير قام الميت ومجَّد اللـه، وبذلك توصَّلوا إلى معرفة الصليب الحقيقي للسيد المسيح. أما قصة شعلة النار التي نوقدها في عيد الصليب فأصلها أنْ كانت فِرقُ الجنود المكلفة بالبحث عن الصليب قد اتفقت على إشارة إضرام النار في حال وَجَدَت إحداها عود الصليب. وهكذا أضاءت المدينة كلها بوميض الشعلات ساعة إيجادها لعود الصليب، وكان ذلك اليوم هو الرابع عشر من ايلول، ولهذا السبب فإننا نحتفل بعيد الصليب بنفس هذا اليوم. كما وامر الملك قسطنطين ببناء كنيسة في نفس موضع الصليب على جبل الجلجلة، وسميت بكنيسة القيامة، (وتسمى باللغات الغربية بأسم كنيسة القبر ايضاً) وهي لا تزال موجودة الى يومنا هذا. (وقد عمل احتفال التدشين لمدة يومين متتاليين في 13 و 14 ايلول سنة 335 في نفس ايام اكتشاف الصليب). 
ويُذكر أنَّ جمعاً غفيراً من الرهبان قد حضر حفل التدشين هذا، قادمين من بلاد ما بين النهرين وسوريا ومصر وأقاليم أخرى، ومابين 40 الى 50 اسقفاً. لا بل أن هناك من ذهب إلى القول بأنَّ حضور الإحتفال كان إلزامياً والتخلُّف عنه كان بمثابة خطيئة جسيمة…).
أما في (ق7) فقد حدث وأنْ دخلت جيوش كسرى ملك الفرس إلى أورشليم ظافراً، وتم أسر الألوف من المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، وأُضرِمت النار في كنيسة القيامة والكنائس الأخرى بتحريض من اليهود القاطنين في أورشليم، ونجا الصليب المكرَّم من النار بهمّة المؤمن يزدين الكلداني، لكنهم أخذوه غنيمةَ مع جملة ما أخذوا من أموال وذهب ونفائس إلى الخزانة الملكية. وبقي الصليب في بلاد فارس حوالي 14 سنة.
ولما انتصر هرقل الملك اليوناني على الفرس، تمكَّن من إسترداد ذخيرة عود الصليب أيضا وكان ذلك سنة 628. فأتى إلى القسطنطينية التي خرجت بكل مَن فيها إلى استقباله بالمصابيح وتراتيل النصر والابتهاج ثم أُعيد الصليب إلى أورشليم من جديد. ومنذ ذلك الحين بقي الصليب في أورشليم. فيما تبقى من زمن، فان الملوك والأمراء والمؤمنين المسيحيين بعد ذلك بدأوا يطلبون قطعاً من الصليب للإحتفاظ بها كبركة لهم ولبيوتهم وممالكهم. وهكذا لم يتبقَ في يومنا هذا من خشبة عود الصليب الاصلية الا قطعتَين، الأولى لا تزال في أورشليم، والثانية في كنيسة الصليب المقدس في روما
فنحن الأن نحمل الصليب ونقول على الشكل والرسم بذل الله ابنه الحبيب الذي هو الرب يسوع المسيح فداءاً عنا جميعاً وخلصنا من الموت ونرسم علامة الصليب على اجسامنا وبيوتنا وسائر موجوداتنا ونعلقه على اعناقنا ونضعه في كل قرية ومدينة متذكرين احسان ربنا المخلص ورحمته فبشراكم ايها الأخوة المؤمنين لأن الله والمسيح والصليب معنا في كل خطوة نخطوها بالاتجاه الصحيح والصليب المحيي هو القوة الذي ينبغي ان بنني حياتنا لتتفتح امانا ازهار الصباح وتشرق الشمس ويتبدد الظلام { أما أنا فلن اتفاخر الأ بصليب الرب يسوع المسيح له كل المجد العظيم به صار العالم مصلوباً بالنسبة لي وصرت أنا مصلوباً بالنسبة الي }.غلاطية 6 .14
ليكن صليب ألرب حافظاً لنا وليكن سلام الله مع عبيده
وليثبث قلوبنا بالأيمان بالمسيح ربنا في ألعسر وأليسر
في ألحياة وألموت
الأن وكل آوان وألى أبـــــدالذهــــــور
آمـــــــين

 

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!