عظة نار ……مقالة قرأتها
الكاتب: اسحق بفرو
اعتاد أحد المؤمنين المواظبة على القداس الإلهي بانتظام، إلى أن أتى وقت لم يعد يذهب إلى الكنيسة، فقرر الكاهن زيارته.
كانت الزيارة ذات مساءً بارد جداً، فوجد الكاهن ذلك الرجل وحيداً في البيت، جالساً أمام نار مدفئة من الحطب.
عرف الرجل سبب زيارة الكاهن، فرّحب بهً، وقاده إلى أريكة مريحة قبالة المدفئة…
جلس الكاهن و تصرّف كأنه في بيته، لكنه بقي صامتاً. وفي صمته كان يتأمّل في تراقص ألسنة اللهب حول الحطب المشتعل.
بعد دقائق أخذ الكاهن الملقط وبدأ يُبعد ألسنة اللهب عن بعضها، ويفرّق الحطبات المشتعلة واضعاً كلاً منها على حدة
ووضعها بعيدة عن بعضها وعن مركز المدفأة، وعاد إلى كرسيه، وبقي صامتاً.
كان الرجل يلاحظ ما يفعله الكاهن بصمت أيضا.
بعد قليل بدأت شرارات اللهب تضعف حتى خمدت، فبدت الحطبات تتوهج لعدة دقائق ومن ثم
غابت النار تماماً وبدت كأنها انطفأتً. وللحال بدا الشعور بالبرد.
لم ينطق الكاهن بكلمة واحدة.
نظر الكاهن إلى ساعته وتهيأ للمغادرة.
وقف ببطء، وبدأ يكوِّم الحطبات المنطفئة في وسط المدفئة. فبدأت تتوهج، وعاد النور إليها واللهب ثانية.
وعندما وصل الكاهن إلى باب البيت وهو يغادر، قال له الرجل وهو يبكي :
“شكراً لك على هذه الزيارة يا أبتي.
أشكرك بشكل خاص على هذه العظة النارية الصامتة.
سوف أعود إلى الكنيسة صباح الأحد المقبل
..