شهادة كبيرة اعتز بها واعتبرها صادرة من جامعة علمية رصينة
بقلم إبراهيم المحجوب
يواجه الانسان احيانا في مراحله الحياتية كثير من الصعوبات التي تقف امامه وتضعه في موقف لا يستطيع تحقيق كل طموحاته ورغباته التي يتمناها مع نفسه ربما احيانا الظروف الانية او القاهرة وربما احيانا الظروف العامة وفي كلا الحالتين فانه سوف يواجه موانع وعقبات كثيرة لا يستطيع بعدها الوصول الى ما يريد تحقيقه في حياته…
نحن ابناء القرى والارياف كنا نعيش بمحرومية تامة وصعبة واحيانا نجد ان لقمة العيش والحصول عليها بحاجة الى جهد وتضحية ربما بمستقبلك الخاص من اجل ضمان مستقبل عائلتك….
وهكذا هي الحياة تستمر مع الجميع ولم يكن فيها فردا واحد يعاني من هذه المعوقات بنفسه وانما تجد احيانا مجتمعات كاملة وكل ابنائها يعانون من نفس المعاناة ويشربون من نفس كاس المرارة الذين يمرون به بسبب الجوع والحرمان..
هنا احاول ان اكتب شيء قليل عن مامررت به في هذه الحياة حيث انني بدأت الكتابة منذ سبعينات القرن الماضي وشاركت في اول مؤتمر قطري في العراق للأدب والشعر والذي اقيم في حينها في محافظه ديالى وفي مدينه بعقوبة بالتحديد وكنت من ضمن ثلاث اشخاص ممثلين لفئة الشباب في محافظة نينوى وحظيت بتكريم خاص في هذا المؤتمر الشبابي.. ولكن الظروف القاسية وربما احيانا بسبب القوانين في الحكومات المتعاقبة على العراق والتي تمنعك من التعبير عن رايك وبكل حريه وهذا هو ما موجود في كل اقطار الوطن العربي حيث اننا نعيش مع واقع ضيق جدا فاما ان تكون من المادحين والمارقين للسلطان او حاشيته او ان تبتعد عن الادب بكل فروعه ومسمياته….
بعدها بدأت اكتب بعض الاسطر والعواميد وقد نشرتها في حينها وبأسماء مستعارة في مجلات عربية تعتبر عالمية الانتشار وكانت تصدر في العاصمة اللبنانية بيروت او في العاصمة الفرنسية باريس.. بعدها وبسبب الظروف التي مرت بها البلاد من حروب وغيرها توجهت للكتابة لنفسي فقط فانا الكاتب وانا القارئ واستمريت على هذا المنوال الى ان اصبحت وسائل الاعلام اكثر توسعا وعدداً والكتابة ممكنة بيد اي شخص يستطيع ان يكتب او يعبر عن رأيه رغم القوانين التي ما زالت تقيد حرية الراي وما زال الخوف يسيطر على قلم الكاتب او الشاعر في بعض الاحيان…
في كل مراحل كتاباتي كنت لا ارغب التقرب الى ما تسمى الجمعيات او منظمات المجتمع المدني او اتحادات وغيرها وما يمنحونه لنا من شهادات تقديرية وغيرها لأنني وبصراحه لا احب هكذا مجاملات تعطي التقييم عمومي ولا تختص بالتقييم الفردي ولذلك انا من الاشخاص الذين لا يحملون اي هوية تتبع نقابة او اتحاد معين وما زلت احتفظ باسمي فقط ولا ارغب ان اكتب اي صفه اخرى قبل اسمي غير صفه الكاتب احيانا…..
حرمتني الظروف المعيشية وابعدتني عن الشهادة المدرسيه والالقاب العلمية والذي كنت اتمناه بكل وسيلو لأنني شخص يميل الى كل الجوانب الثقافية ويفرح عندما يرى اصدقائه او اقاربه او معارفه يحصلون على هذه الشهادة او اللقب العلمي…
وحتى لا اطيل عليكم كثيرا اليوم وصلتني شهادة كبيرة وهي عبارة عن اسطر وكلمات اعتبرها من اعظم وامتن الشهادات وارقى الشهادات العلمية لأنها صادره من شخصية تعتبر موسوعة ثقافية في منطقته السكنية..
انه الاستاذ الكبير نايف عبوش والذي يعتبر من الأشخاص الأكاديميين الاوائل ومن الكفاءات العلمية في منطقة جنوب الموصل حيث انه حصل على شهاده الماجستير في وقت وظرف كانت تلك المناطق بعيدة قليلا عن العلوم المدنية…
اليوم وبعد ان نشرت قصيدتي الأخيرة وهي من الشعر الشعبي كتب لي هذه الاسطر والتي انقلها لكم وحسب ما خطته الايادي الكريمة من هذا الاستاذ الفاضل
الاخ ابراهيم المحجوب.
السلام عليكم..
..قصيدتك الأخيرة في استذكارك الحال ايام زمان رائعة جدا..
الذي يحيرني موهبتك المتوهجة. كثيرون موهوبون لكنهم جامدون. وعاجزون حتى عن الاسترسال في الكلام فما بالك بالنظم. كان يفترض ان تنمي الموهبة التي حباك بها الله تعالى بالاستمرار بالدراسة والتخصص في آداب اللغة العربية بالذات. إذ ربما ساعة ذاك كان يمكن أن يكون لك شأنا خاصا وربما كنت ستكون علما من أعلام الأدب والثقافة وقامة من قامات الشعر.. مثل شوقي والشابي والرصافي..ان لم تفوقهم ..فأين كنت يومذاك؟؟تحياتي لك وتقديري واعجابي وموهبتك الزاخرة. مع تمنياتي لك بالصحة والعافية وراحة البال والعمر المديد إن شاء الله تعالى..
وكان جوابي له التالي:-
استاذي الفاضل
انا احد ضحايا الواقع الاليم في العراق.. تحاربت من قبل الفقر والحرمان.. اضافة الى اعتمادي على نفسي في الحياة منذ طفولتي يرافقها طيبة القلب التي اتعبتني كثيرا في حياتي وفوقها جميعا القوانين التي فرضتها علينا الحكومات المتعاقبة… فحرية التعبير وكما تعرف أستاذنا الفاضل في الوطن العربي شكلية فقط وانا اكره التقرب الى كرسي السلطان ومدحه وكانت المرحلة السابقة وكما تعرف لابد من المديح الفارغ للحاكم…
واخيرا استاذي العزيز….
هل تتصور ان لدي عدة مؤلفات جاهزة كتبتها على مدى الثمانية سنوات الاخيرة ولا استطيع نشرها.. وحتى المؤلفات الذي تم نشرها فلم نحظى بدعم اعلامي واسع بسبب الجانب المادي مع الاسف..
فعاد الجواب لي:-
ومن هنا جاءت نتاجاتك الإبداعية.. نظما وكتابة وتأليفا. وليدة تلك المعاناة بل المأساة المرة.. ليكون عطاؤك مغمسا بتداعيات التجربة المريرة ..ومعطرا بنفحات الموهبة المتوهجة في نفس الوقت.. ليكون الكاتب والأديب والشاعر المتألق ابراهيم المحجوب. ظاهرة ابداعية فريدة ..في الساحة الأدبية والثقافية الراهنة..
انتهى……………