الحوار الهاديء

قبل عقد ذكرتُ بأن إنقسام العراق هو الحل الوحيد !!!

لماذا لا ينقسم العراق ويرتاح المواطن ( ولو لبعض السنوات ) أم انه طلب غريب وقاس على العراق ؟ أم يرى منكم ضوء خافت في نهاية النفق ؟؟ أليس من حق المواطن ان يعيش بكرامة وامان في بلده ؟؟

اهلا بكم في بانوراما الليلة ( العراق والتقسيمات الاربعة ) وهذا الموضوع سيكون محور حديثنا لهذا اليوم ( آسفين على التأخير والله الدستور المصري اخذ كل وقتنا ونهب كل بانوراماتنا ) وسنستضيف فيه السيد مسعود البارَزاني ليحدثنا عن هذا الأقتراح وماه هو رأيه في عنوان الحلقة ..

كاك بة ره زان به خير هاتي : ( نَكتب بالكُردي حتى لا يكتشفوا الاخطاء ) فه رمو … سوباس ..

لقد قرأت لك كلمة بهذا الخصوص بتاريخ 29/07/2011 على احدى المواقع وكانت الحلقة مخصصة لهذا الموضوع وقلتَ حينها بأن العراق سينقسم الى اربعة دويلات عدوة ( ولكن تأخر هذا الانقسام ) فذكرت بأن كوردستان ستنفصل وتستقل كدولة والجانب السني هو الآخر سيتحول الى دولة مستقلة والشيعة سينقسمون الى دولتين بين مؤيد لطهران والآخر مؤيد للخليج الغني ..

وها انك تطالب اليوم بشكل مباشر في ذلك الانقسام .. ورأي هو :

انني معك ايضاً في هذا المطلب .. ان من اولى واجبات الدولة هي تأمين الامان والسلامة للمواطن ومن ثم تلبية احتياجاته الأنسانية والمعيشية والتعليمية والصحية كأساسيات اولية ومن ثم تليها باقي المتطلبات الضرورية للحياة والتي يحتاجها كل انسان ..

ونحن في العراق ومنذ السقوط اي قبل عشرة سنوات تقريباً والى الآن لم نحقق للشعب العراقي مطلب واحد من هذه المطالب ( بإستثناء سقوطه هو ) فكيف ومتى سنحقق جمها ؟ . لم نقدم للمواطن الفقير والبسيط غير الق*ت*ل والتعذيب والفقر والهجرة والنزوح الى اماكن غير اماكنه الذي عاش واجداده فيها . وسوف لا ندخل تلك التفاصيل ( دول الجيران شاهد صغير ) في هذه الامسية ولكننا سنتسائل هل من امل ؟ هل لأحدكم بارقة امل لضوء في الظلام الدامس القادم ؟ هل هناك تباشير لهذا الأمل ؟؟ ..

ان وضع العراق والعراقيين كان قبل خمسة سنوات افضل من اليوم وقبل عشرة سنوات افضل من قبل خمسة سنوات وقبل خمسة عشرة سنة كان ( لا وقتها كان صدام موجوداً ) .. لقد انقسم العراق سياسياً واجتماعياً ومذهبياً وحتى اقتصادياً وفي كل شيء حتى في الرياضة الى دويلات مقسمة ( اربعة ) . وهذه حقيقة واقعة وتنعكس كل تداعيات هذا الانقسام على حياة المواطن البسيط والذي لا يعلم الى اي قسم يجب ان ينقسم ! المواطن هو الوحيد الذي يتألم من هذه التداعيات .. وسوف لا ندخل ايضاً الى تفاصيل تلك الآلام الم*روع*ة لأنكم تعلمونها اكثر وخاصة الذي يعيش حيثياتها اليومية ..

والانشقاق يتسع يوماً بعد آخر ، ولا امل في التقارب ( مستحيل ) ولا امل في الشراكة الحقيقية بين الكوردي والعربي ولا بين السني والشيعي ولا بين بين بين !. لأن الثقافة ليست هي ، ولا الفكر هو ، ولا حتى المذهب يشبه الآخر ولا حتى الثقافة ولا السياسة ولا التوجه ولا حتى العادات والتقاليد تشبه ولا يوجد شيئ يشبه فكيف سيتم الاتفاق ؟؟ سيقولون كيف يتفق العالم الآخر الذي يختلف كما نختلف نحن ايضاً ! وسنقول وببساطة : هناك شيء واحد مشترك بين العالم الذي يتفق مع بعضه البعض وبين انسانه والآخر وهو : اضمحلال المذهب وتلاشي القومية وذوبان الطائفية .. كما قلنا سابقاً ومراراً بأن العالم لم يستطع التوافق دون التخلص من هذه الآفات ؟؟ العالم لم يسكن ولم يهدأ الانسان فيه ولم يحصل على الامان والسلام والعيش الكريم دون التخلص من هذا الارث الثقيل والخطير الى درجة الموت .. نعيد ؟ لا ..

فهل هذا الامل موجود ولو في احلام المؤسسة المذهبية والطائفية والعشيرية الموجودة في وادي الحضارات ؟؟ إذن لماذا الانتظار ولِمَن ؟؟ شخصياً لا اعلم ! ولا انا ! .

لا يمكن التوافق والعيش بسلام وبأمان مع البعض دون اضمحلال المسببات تلك .. هذه مسألة علمية يا اخوان والادلة على شعوب المجاورة والتي انقضت على اليد الحديدية التي كانت المسبب في تعايشهم السلمي واضحة للعيان وضوح الشمس العربية الحارة .. اما الشعوب التي تعيش مع بعضها واكثر اماناً واستقراراً هي الشعوب التي لازالت تحت الحكم الدكتاتوري .. مشكلتنا العظيمة هي بأن الحرية والديمقراطية وصلت الينا قبل عقود من من وقتها الاصلي ، قبل عقود من إستيعابها ..

ولهذا شخصياً لا ارى اي بارقة امل في الطريق غير الانفصال وكل جزء يبدأ حياة جديدة تتلائم مع كافة تفاصيل ظروفه وواقعه الى ان تُفرج !! وشكراً لكم .. به خير هاتي ماموسته ..

وانني اضم صوتي الى صوت السيد البارزاني ولأن الشعب يُق*ت*ل يوم بعد يوم ولأن الانسان يُق*ت*ل اكثر واكثر كل يوم ولأن الوضع يسوء يوم بعد يوم ولأن المذهبية والطائفية والعنصرية تزداد يوم بعد ربع ساعة فلماذا الانتظار وعلى ماذا ؟؟ ستلومني اخي العزيز وستقول بأنك تدعوا الى الانقسام بدلاً من الوئام ! اعلم ذلك ولك الحق ، ولكن اخي العزيز صادقاً سنتعب وسنرحل والوضع سيبقى كما هو والى الاسوء ..بعد التحرر وانتصار المذهبية والق*ت*ل العشوائي اصبح معدل ( عمر ) الانسان العراقي اربعون عاماً ، إذاً هذا الجيل سيزول وليس ببعيد الجيل القادم ايضاً قبل إدراك الحقيقة فلماذا ننتظر ونخسر جيليّن آخرين ؟؟. يجب التسابق وقطع مراحل بأكملها وإلا سنكون كما نحن والعالم ينظر الى حديقتنا ..

ولهذا ادعوا بالإنفصال ولو جزئي ، اي يقوم كل جزء من الاجزاء المذكورة بإدارة شؤونه الادارية والاقتصادية ( على شكل فدرالية ) ومن ثم سيستقر الوضع المعيشي لكل جزء وخاصة لو ادرك كل قسم بأنه محتاج الشراكة الاقتصادية والجغرافية مع الجزء الآخر وبعد ان تستقر الأجزاء ( بعد عمرطويل ) يمكن التقارب والاندماج مرة اخرى ولكن بعد ان يكون كل شيء قد وضع على الورقة والقانون هو السيد وليس رجل الدين او شيخ الطائفة او العشيرة او اللقب ( لا بد من دخول الأنسان في كل الاطوار حتى يستوعبها ومن ثم تطبيقها مثل الحرية ، الديمقراطية ، العدالة ، الضمير المتفعل ، حرية الأعتقاد ( او إلغائه نهائياً ) ووووووو الخ ) .. وهكذا هو حال اغلب الدول العظمى فلماذا لا ننفصل ونعيش بسلام إذا كنا لا نستطيع ان نتحد ؟؟ سؤال وجيه ..

ولو سألت اي مواطن السؤال التالي : هل ترغب بالعيش بأمان وسلام وعيشة كريمة ومؤمنة لك ولأطفالك في وضع الانقسام أم ترغب ان تبقى على هذا الوضع ولكن في الوضع العراق الكامل ( الابيّ ) فسترى الجواب الصادق ( بشرط ان لا يكون على الفضائيات بل يكون بيني وبينك ) .. 21/12/12

اليوم وبعد عقد : تَغيّر الار*ها*ب من المرتزقة الى ميليشيات غريبة وعجيبة ! طائفية ، عنصرية ، مذهبية ، تابعة لدول خارجية خارجة عن سيطرة الدولة وبسلاح لا يمكن للدولة العراقية بعد اليوم أن تُسيطر على الوضع . هَمها الأول والأخير تقسيم وبيع أجزائه للجيران ! مو أحسن من الغرباء !!!

لا كهرباء ولا ماء ولا صحة ولا صرف صحي ولا أمان ولا عمل ولا إستقرار والدولار حوّل الدينار الى مناديل ورقية ( مثل لبنان سبحانك يا رب ! نفس الاحزاب ونفس المصيبة ) .

زيادة طردية في عمليات الإغتيال وتصفية كل صوت نظيف ووطني . الفاعل في العراق أرقى من أي دولة في العالم لأنه دوماً ضد مجهول ! يعني ماكو قاتل بَس أكو مجهول !!!!  الإغتيار او الهجرة !!

لا حكومة قادرة على لم الشمل ولا الشمل قادر على تجميع الحكومة .

لا مستقبل ولا أمان ولا حتى رعشة او نبشة ضمير او لمبة ضوء في الافق فلماذا لا ينقسم العراق ويرتاح كل جزء من اعباء ( أعدائه ) المذهبيين والعنصريين والطائفيين !  اكررها اليوم الإنقسام هو الحل الوحيد وليس أمامكم غير ذلك الطريق !!! او العودة الى نقطة الصفر !

لا يمكن للشعوب المتخلفة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !!

نيسان سمو 06/07/2021

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!