مقالات دينية

اكتشف المسيح اليوم

الكاتب: مشرف المنتدى الديني

 

 

 

اكتشف المسيح اليوم
من يوميات أسقف

 

منذ ان توفي الملك داود والذي اعتبر مسيحا في تلك الفترة (1000 ق. م) انتظر بنو اس*رائ*يل، ولا زالوا ينتظرون، المسيح. وقد قرأت في كتاب ترجمه الأب البير ابونا (عن هنري نوون) حكاية قديمة جدا تعود الى 850 قبل الميلاد مملوءة حكمة روحية.

تقول: كان النبي ايليا واقفا عند باب كهفه (يحتمل في سفح جبل الكرمل) فزاره معلم من بني اس*رائ*يل وقال له اريد ان التقي بالمسيح المعلم. فأجابه النبي وقال اذهب الى باب المدينة حيث ترى الفقراء الجرحى المصابين بالقروح وهناك التق به.

فقال المعلم الإ*سر*ائي*لي كيف سأعرف من هو المعلم (المسيح)؟ فاجابه النبي وقال ان الفقراء هناك يفكون لفائف جروحهم المضمدة (كي تتعرض الجروح الى اشعة الشمس وينالون بعض العلاج) ثم ياتي المساعدون المتطوعون في نهاية النهار ليلفوها مرة اخرى. اما المعلم (المسيح) فهو يفتح لفافة واحدة فقط كل مرة، ثم بعد فترة يعيد لفها حول جرحه بنفسه ويفتح لفافة اخرى.

فقال المعلم الإ*سر*ائي*لي ولماذا يفعل المسيح هكذا؟ فقال النبي ايليا: كي يكون حاضرا للخدمة حيث يقوم ويخدم حالما احد يطلب اليه بينما لو فعل كبقية الفقراء لا يستطيع لأن كل لفائف جروحه تكون مفتوحة.

فذهب المعلم الإ*سر*ائي*لي الى باب المدينة وتفحص الفقراء الجرحى بالقروح فشاهد احدهم يفعل كما قال النبي ايليا، ولكن المعلم الإ*سر*ائي*لي نتيجة للرهبة لم يقل له انت المعلم (المسيح) بل سأله ان كان المعلم موجود، فقال له المعلم “نعم هو موجود اليوم.”

فرجع المعلم الإ*سر*ائي*لي الى النبي ايليا وقال له ان المعلم قال له انه موجود اليوم ولم يقل انه هو المسيح، فاجاب النبي بآية من المزمور 95: “اليوم اذا سمعتم صوته لا تقسوا قلوبكم.” اي عليك ان تكتشفه بنفسك ولا تقسي قلبك. اي كان من المفروض بالمعلم الإ*سر*ائي*لي ان يكتشف ان من قابله هو المسيح.

نتعلم من الحكاية الرائعة ان تلميذ المسيح عليه كمعلمه المسيح ان لا يضعف ولا يتحاجج بالظروف او الصعوبات بل يكون مهيئاً كل لحظة للخدمة ومنح الشفاء للآخرين. 
المعلم (المسيح) اكد انه موجود اليوم ولم يقل غدا او جاء البارحة، فهل يجدي البكاء على الأطلال او القول: سأقوم في المستقبل واعمل كذا او كذا، او القول: لو كانت الحال في الماضي كذا لكنت قد فعلت كذا؟ فتلميذ المسيح الحقيقي هو من يعمل الآن. الحصاد كثير ونحن نحيا هنا مرة واحدة ولفترة اقصر مما نتصور.

+ حبيب هرمز
كتبت في العمارة 2019

Image may contain: 1 person, beard
 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!