مقالات عامة

الحوادث القديمة بين خفاجة وعبادة

بقلم | مجاهد منعثر منشد
خفاجة وعبادة أخوه كلاهما والدهما عقيل , والحادثة ذكرت في المصادر التاريخية العامة كتاريخ ابن الاثير (1) ,والخاصة كتاب الخفاجيون في التاريخ المطبوع سنة 1971م (2), وهي في القرن الخامس الهجري ( معارك عام 499هـ )و(معارك عام 500هـ ) بين بني خفاجة وبني عبادة بن عقيل , ونصها:
سببها ان رجلا من عبادة اخذ منه جماعة من بني خفاجة جملين فطالبهم بهما فلم يعطوه شيئا فأخذ منهم في غارة أحد عشر جملا فلحقته بنو خفاجة فق*ت*لوا رجلا من اصحابه وقطعوا يد رجل اخر وذلك بالموقف من بلاد الحلة بلد سيف الدين الاسدي ,ففرق بينهم اهل البلد فتواعدت عبادة وانحدرت الى العراق للآخذ بثأرها وهم في سبعمائة فارس وكانت بنو خفاجة دون ذلك فراسلوهم يبذلون الدية ويصطلحون فرفض بنو عبادة فالتقوا واقتتلوا بالقرب من الكوفة فكمنت لهم بنو خفاجة في ثلاثمائة فارس وقاتلوهم مطاردة من غير جد في القتال ثلاثة ايام ثم اشتد بهم القتال حتى اختلطوا وتركوا الرماح وتضاربوا بالسيوف فبينما هم كذلك وقد أعيا الفريقان من القتال اذ طلع كمين بنو خفاجة وهم مستريحون فأنهزم بنو عبادة وانتصر عليهم بنو خفاجة وق*ت*لوا من وجوههم اثنى عشر رجلا وق*ت*ل من خفاجة جماعة وغنمت خفاجة اموالهم وما معهم من جمال وابل وغنم وعبيد واماء وكان الامير صدقة الاسدي قد اعان بني خفاجة سرا.
وفي ربيع الاول من سنة 500هـ وقعت حرب بين بني خفاجة وبني عبادة ومعهم سيف الدولة صدقة الاسدي.
وسببها ان صدقة ارسل ولده بدران في جيش الى طرف بلاده مما يلي ((البطيحة ))ليحميها من بني خفاجة فقرب منه بنو خفاجة وتهددوا اهل البلاد التي تحت يده فكتب الى ابيه يشكو منهم فأرسل الى عبادة المساعدة في قتالهم ولتأخذ بثأرها منهم فساروا في مقدمة عسكره فأدركوا جماعة من بني خفاجة من بني كليب ليلا وهم غير متيقظين لم يشعروا بهم فقاتلوهم وصبرت بني خفاجة فبينهما هم في القتال اذ سمع طبل الجيش فانهزموا وق*ت*لت عبادة من بني خفاجة جماعة كان فيهم عشرة من امرائهم وتركوا حرمهم فأمر صدقة بحراستهن وحمايتهن واخذت عبادة اموال بني خفاجة خلفا لهم عما اخذوا منهم في العام الماضي , وأصاب بني خفاجة من مفارقتهم بلادهم ونهب اموالهم وق*ت*ل رجالهم أمر عظيم وانتزحت الى نواحي البصرة وقامت عبادة في بلادهم وجاءت امرأة من بني خفاجة الى صدقة فقالت له: انك سبيتنا وسلبتنا قواتنا وعريتنا وأضعفت حرمتنا .قابلك الله في نفسك وجعل صورة اهلك كصورتنا ,فكظم صدقة الغيظ ووهب لها اربعين جملا , ولكن لم يمض غير عام حتى نزلت جيوش السلطان بصدقة فأخذت بلاده وشردت ملكه وق*ت*لته وأسرت زوجته وأولاده وقابله الله في نفسه وأولاده (انتهى).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع تاريخ ابن الاثير , ج10, ص 149ـ 150,و ص 157ـ 158.
(2) د. محمد عبد المنعم خفاجي , الخفاجيون في التاريخ , ص84.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!