مقالات دينية

الحرية في رفض الله وأختيار الجحيم

الكاتب: وردااسحاق

 

 

الحرية في رفض الله وأختيار الجحيم

بقلم / وردا أسحاق عيسى

 وندزر – كندا  

 

الله خلق الأنسان حراً على صورته ومثاله لكي يقتدي به في عمل الصلاح ، ورسم له طريق الحق وطريق الباطل ، العمل الصالح والعمل الطالح . فكتب في قلبه دستورا يحتوي على قوانين يجب الألتزام بها دون أن يتدخل في حرية أختياره وفي أرادته . الله يريد الخلاص لجميع البشر فجعل حبه كاملاً وشاملاً للجميع ، فعلى الأنسان أن يرد بالمثل على كل عطايا الله له فيكون أميناً ودقيقاً في سيرته وقراراته لكي لا ي*نح*رف ويسقط كما سقطت أمنا حواء في التجربة متناسية أو رافضة بأرادتها أوامر الله .

علينا أن نعرف بأن هناك طريقان لا غيرهما وهما طريق الخير وطريق الشر ، وشتان ما بين الأثنين . نعم نحن أحرار ، ويجب أن نستخدم تلك الحرية في رفض عمل الشر ، أي حديين وواضحين في الأختيار الصحيح . لهذ قال لنا الرب يسوع ، ( بل ليكن كلامكم : نعم نعم ، لالا . وما زاد على ذلك فهو من الشرير ) ” مت 37:5″ . أي لنكن واضحين في حياتنا أمام الله والبشر ، أختيارالسماء أو الجحيم الأبدي . وهل هناك جحيم . هناك من يرفض هذا المعتقد بأن الله لم يخلقنا لكي يهلكنا رغم ضعفاتنا ، بل سيغفر لنا يوماً وأن متنا في الخطيئة لكي يكون مستقبلنا عنده في السماء ، وفكرة عمل الخطيئة هي من الأبليس الذي يدفعنا اليها لممارستها كما دفع أبوينا فنتمادى على قوانين الله ونفقد أيماننا فنضعف أمام التجربة .

 نعم الجحيم موجود والذين يطرحون أفكار أخرى في فلسفاتهم الجديدة التي تنكر وجود العذاب الأبدي فهي من الشيطان لكي يوهمون المؤمنون ويشجعونهم لعمل الخطيئة لأجل السقوط . الوحي الألهي وضح لنا في الكتاب المقدس وجود الملكوت والجحيم ، فالرسول يوحنا الرائي لم يرى في رؤيته ملكوت الله وعرشه فحسب ، بل أيضاً شاهد الجحيم ودونها قائلاً ( أما الجبناء وغير المؤمنين …. فنصيبهم في مستنقع المتقد بالنار والكبريت ، أنه الموت الثاني ) ” رؤ 8:21″ والموت الثاني يقصد به الجحيم ، والجحيم يقصد به الأبتعاد الكلي والى أبد الآبدين من نور الله ، بل الأنفصال الكامل عن محبة الله الخالق .

إذاً الأنسان كائن حر في عمل الخير ، وكذلك هو حر في عمل الشر ، فعندما نقول نعم لله ، فنقصد بقولنا بأننا نريد أن نعمل الخير على حساب الشر . كما لنا الحرية في قول لا . وبما أن هناك نعيم فيجب أن يكون هناك جحيم أيضاً . الله يريد أن يكون مح*بو-باً في قلوبنا بحريتنا وأرادتنا . فكما أحبنا الله بأبنه يسوع وأراد خلاصنا ، هكذا نحن أيضاً يجب أن نحبه بدون أن نجبر لحبه لأن الحب يُعطى مجاناً . والجحيم هو ثمرة مرة للذي يقول  لا لله ، بل مسيرته وأعماله تقول نعم للجحيم . إذاً هو الذي يختار مستقبله بحريته . أي هناك حرية في رفض الحب ، والحب الحقيقي هو الله ( الله محبة ) والذي يرفض محبة الله له فسيسوده الظلام فيعيش في الموت وهو على الأرض كقول الرب ( دع الموتى يدفنون موتاهم ) .

الله يعطينا الفرص للعودة اليه بعد الأعتراف بخطايانا وأعلان توبتنا ، كما فعل الأبن الشاطر الذي أعترف بخطاياه وأعلن توبته وقرر العودة إلى أحضان أبيه الذي كان يرمز إلى الآب السماوي . طريق الجحيم هو من أختيارنا وهو طريق الموت الأبدي ، فعندما يعبرالأنسان من باب الموت الجسدي ، سيدخل باب الموت الثاني الذي يؤدي به إلى الجحيم الذي لا يطاق ، والجحيم هو المكان الذي أختاره بحريته نتيجة أقترافه لجرائم كثيرة في حياته الزمنية ، كالق*ت*ل والسرقة والزنى والكذب وعبادة الأوثان والسحر والشعوذة وعدم الأيمان بابن الله المخلص . الأنسان إذاً هو الذي يزرع الموت لنفسه وهو الذي يسقيه طول حياته بمياه الخطيئة .، وهو الذي يزرع بذور مستقبله ، فعندما يزرع للحياة الأبدية ، سيحصد ثمار الأبدية . أما اللذين يزرعون للموت فإلى وادي الظلمات يسيرون ” مز 4:23″ .

ولربنا الفادي يسوع المجد دائماً .

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!