مقالات سياسية

نجحت العملية ولكن المريض فارق الحياة

الكاتب: قيصر السناطي
نجحت العملية ولكن المريض فارق الحياة
يبدوا عنوان هذا المقال غريب ولكن هذا ينطبق على اوضاع دول الربيع العربي ، لقد كانت الأمال كبيرة في التغير الحقيقي نحو حياة افضل بعد عقود من سلطة العسكر والدكتاتوريات التي استملكت كل شيء وتحكمت بكل مفاصل الحياة وكأنها المالك الوحيد لتلك البلدان ،وبدا التغير في البداية كاسحا وبدأ تساقط الأنظمة تباعا بعد ان تشجعت الشعوب بعد سقوط صدام على ايدي التحالف الدولي ، غير ان الأحداث انقلبت وبالا على هذه الشعوب بسبب دخول التيارات الدينية على الخط وسحبت هذه الثورات عن مسارها الديمقراطي واستغلت مشاعر التعصب الديني للبعض وأخذت تعزف على وتر التعصب الديني والطائفي في محاولة لتكرار تجربة ايران الأسلامية بعد سقوط الشاه ، غير ان هذ التيارات لم تدرك الفارق الزمني بين هذه المتغيرات ،مما جلب الفوضى الى مصر وحدثت ثورة ثانية ادت الى اسقاط الأخوان في مصر لأن  اغلبية الشعب المصري اكثر تحررا ونجح في ذلك ،اما في العراق فأن الفساد الذي رافق اغلب المسؤولين في الدولة الجديدة ادى الى سرقة اموال هائلة كانت تكفي لبناء كل مرافق الدولة من جديد وبأحسن المواصفات ولكن اشتراك  الفاسدين وفي اعلى المستويات  في الدولة العراقية في سرقة اموال الشعب عن طريق الرشاوي والعقود المزيفة ادت الى تفاقم المشاكل والى انهيار القوات الأمنية ودخول مجانين الدواعش والخونة في مواجهة مع الشعب العراقي المنهك اصلا بسبب الحروب المستمرة منذ حكم صدام ولحد الأن.
  مما زاد الطين بلة واصبح في وضع صعب لا يحسد عليه ،ان محاولات السيد العبادي الأنقاذية في تخفيض الرواتب للرئاسات الثلاثة والوزراء والنواب وكذلك المطالبة بتفعير قانون من اين لك هذا  تحتاج الى مساندة الكتل السياسية والأعلام وبقية اجهزة الدولة لأن الفساد  اصبح يوازي خطر الأرهاب والتركة ثقيلة لايمكن لشخص حلها لوحده  الا اذا تكاتفت الجهود من اجل تطبيق القانون على الفاسدين من اجل وضع حد لهذا السلوك المنحرف الذي دمر الأقتصاد ويهدد العراق بالأفلاس .اما في اليمن فأن الصراع الطائفي مستمر والتدمير مستمر ونهاية الحرب لا تبدو قريبة ، اما في سوريا فحدث ولا حرج ، فقد دمر النظام السوري اكثر من 60% من من سوريا  بعد ان زرع الأرهاب داخل سوريا وحاول تصديره الى العراق وقد نجح في ذلك والسبب لكي يبقى الأسد اطول فترة ممكنة ،ان ثقافة التعصب التي جاء  بها د*اع*ش وأخواتها لا يقبلها الا المتخلف والمتعصب والمجنون لأنها تنافي كل القوانين السماوية والأرضية على الرغم من انها تدعي انها تطبق الدين والفقه الأسلامي الذي يدعو الى محاربة غير المسلمين وسبي نسائهم وفرض الجزية عليهم وهذا كان متبعا في زمن انتشار الأسلام اثناء الغزوات الأسلامية للدول التي دخلت الأسلام فيما بعد ، والكل قد ادرك الخلل الفكري الموجود في الأسلام ولكن ليس هناك رجال يمتلكون الجرأة في تعديل تلك الكتب بما يتناسب مع العدالة وحقوق الأنسان ، لقد ق*ت*ل  وسبى تنظيم د*اع*ش الألاف من الأزيدية لأن الأسلام يعتبرهم من الكفار، فلو فرضنا ان كتب الأزيدية كان يعتبر الأسلام كفارا ويق*ت*ل المسلمين هل كان المسلم يقبل بهذا المنطق ؟ والجواب لا احد يقبل بهذا المنطق حتى لو كان من ضمن كتبهم الدينية ، اذن الكرة في ملعب رجال الدين المسلمين وهم اصحاب المشكلة وعليهم ايجاد حل لهذه الخلل الفكري. وحتى يتم اصلاح هذا الخلل وحل هذه المشاكل التي مزقت جسد هذه الشعوب ، تكون هذه الشعوب قد سحقت وهذا يشبه الجراح الغبي الذي بحث عن الورم داخل جسم المريض وعندما وجده كان المريض قد فارق الحياة ، وهذا هو الحاصل الأن في دول الربيع العربي ،نتيجة هذا الغباء والجهل والفساد الذي استفحل بشكل غير مسبوق داخل هذه المجتمعات  ومن المفارقة والذي يثير الأستغراب لكون الزمن الذي نعيش فيه هو زمن التقدم الحضاري والمعرفي والتكنولوجي للشعوب المتحضرة  ولأغلب شعوب الأرض وهنا ليس لنا الا ان نقول ليكن الله في عون هذه الشعوب ونقول لتكن مشيئتك يا رب  لأنك الوحيد  القادرعلى ارساء السلام وفي انهاء هذه المآسي  في هذه المنطقة الملتهبة من العالم والتي دخلت دوامة العن*ف  غير المبرروالذي يهدد الشعوب في وجودها  ….. ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!