مقالات دينية

الشيطان يعرف ويعلن لاهوت المسيح وشهود يهوه يرفضونه

وردا اسحاق     

 

 

 

الشيطان يعرف ويعلن لاهوت المسيح وشهود يهوه يرفضونه

بقلم / وردا إسحاق قلّو

( في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة هو الله ) ” يو 1:1 “

كل المذاهب المسيحية تؤمن بأن المسيح هو الله المتجسد ، وقد تم إعلان لاهوت المسيح في كل المجامع الكنسية الأولى بأن المسيح الكلمة هو ( اللوغوس ) الأبن الأزلي الموجود مع الله منذ الأزل ( رؤ 8:1) ، في ثالوث الله الأزلي . وبعد تجسد المسيح في العذراء بالروح القدس لم يحدث أي تغيير في ثالوث الله الأزلي والأبدي  ، فيسوع لم ينفصل ولو للحظة عن الله الآب عند التجسد ، بل أعلن ذلك السر وهو في الجسد وقال  ( أنا والآب واحد ) ( أنا في الآب والآب فيّ ) وهذه الوحدة أزلية تربطهما لأن الله بكل اقانيمه محبة ( الله محبة ) كما وضحها لنا يوحنا البشير في بداية أنجيله . ولادته من الآب أزلية ، وحتى ولادته البشرية . يعّبر عن أزلية المسيح  القديس يوحنا ذهبي الفم عن ما كتب في مقدمة أنجيل يوحنا ، قائلاً ( في حين بدأ كل الأنجيليون الآخرون بالتجسد … فإن يوحنا ، قد تجاوز عن كل شىء آخر : الحبل به ، ولادته ، تربيته ، نموه ، ليتحدث مباشرة عن ولادته الأزلية ) . ولكون هذا الأرتباط أزلي ، إذاً لا يمكن القول أن الأبن مخلوق لأنه هو بالطبيعة متحد بالآب ، والآب لا يمكن أن يخلق شيئاً بذاته إلا بالأبن ، أي بالكلمة ( اللوغوس ) الناطقة ، فعندما يقول ( كن فيكن ) والكلمة تلك هو الأبن أي ( به خلق كل شىء وله ) . كما تثبت لنا الآية بوجود يسوع مع الآب منذ الأزل ، ( وعندما ثبت الرب السماء ، وحين رسم دائرة الأفق حول السماء ، وحين رسم دائرة الأفق حول وجه الغمر ، كنت هناك ) ” أم 27:8 ”  أي كان الأبن في الآب ، والآب في الأبن منذ الأزل أي قبل الخلقة ، وهذه الوحدة تربطها المحبة ، فالأب يحب الأبن ( طالع يو 20:5) والأبن يحب الاب ( طالع يو31:14 ) والأبن هو المح*بو-ب ( أف 6:1 ) إنه حب أزلي متبادل بين الآب والأبن ، فالآب هو مصدر الحب ، ومحبة الآب تسكب في الأبن بالروح القدس قبل خلق عالم المادة وحتى أرواح الملائكة .

أما بدعة شهود يهوه التي أسسها تشارلز ت. راسل بعد سنة 1870 فيتجاهلون كل الآيات التي أعلنها الكتاب المقدس عن لاهوت المسيح وأزليته ليجعلوه من دون كل المسيحيين مخلوقاً كباقي الخلائق . فكل محاولاتهم لجعل ( اللوغوس ) مجرد كلمة ( مخلوق ) بدلاً من الإيمان به كشخص أو اقنوم أزلي لله الآب ، فهذا الإعتقاد لا يمكن أعتباره خطأ ً فحسب ، بل إيماناً فاسداً يتقصدون به ضرب المسيح كإله من إله ، ينكرون ثالوث الله ويعتبرونه من تعاليم الشيطان لأن يسوع عندهم هو في رتبة أقل من ابيه ، بل هو أيضأ رئيس الملائكة ميخائيل ، كما يعلّمون جماعتهم بأن المسيح كان إنساناً صالحاً فوق الطبيعة . لا يمكنهم أ يعّرفوا أتباعهم أن الرب يسوع هو يهوه رغم قوله ( أنا والآب واحد ) ، لهذا قاموا بتحريف كل نص في الكتاب المقدس يَعلِن أن يسوع ( هو الله ) كالآية ( يو 1:1 . و ، أع 28:20 . و يو 3:17 ز و ، قول 9:21 . و ، رؤ7:1 ) وغيرها . غايتهم من ضرب ثالوث الله المقدس هو لمجاملة اليهود الذين يسيرونهم بطرف أصبعهم ، فشهود يهوه هم يهود بملابس مسيحية كما وضحت هذا في مقالاتي التالية ( شهود يهوه جماعة صهيونية ترتدي ثياب المسيحية . و اليهود وشهود يهوه وجهان لعملة واحدة ) . لهذا من عقائد شهود يهوه عدم الإيمان بجميع الطوائف المسيحية ، أو بصليب المسيح ، ولا بكل الكنائس وبدون إستثناء وإعتبار أن مبدعها هو الأبليس ، بينما الكتاب المقدس يقول عن الكنيسة ( أرعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه ) أي بدم يسوع الله ، ولا خلاص إلا بدم المسيح .

بعد هذا الشرح لنقارن من هو الأفضل في موضوع الأعتراف بلاهوت المسيح ( الشيطان أم شهود يهوه ).

المشكلة  التي كان يسوع يعانيها من الشيطان هو أعترافه بيسوع علنأ بأنه أبن الله ( أي الأقنوم الثاني الكلمة ) ، وكذلك هو قدوس الله ، فكان يسوع يزجره لكي يسكت وذلك لكي لا يعرف قادة اليهود هذه الحقيقة منذ البداية لكي يستطيع أن يتمم نشر رسالة إنجيله المقدس ويؤسس عهداً خلاصياً جديداً . لكن عندما أكتمل نشر رسالته وسلم نفسه لقادة اليهود ، سأله رئيس الكهنة قائلاً ( أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا : هل أنت المسيح إبن الله ؟ فأجابه يسوع : ” أنت قلت ” ) ” مت 26 : 63-64 ” أي ، نعم أنا هو .

بدأت أعترافات الشيطان بيسوع في أيام التجربة أي قبل أن يبدأ بنشر رسالته ، فسماه في تجربتين ب ( إبن الله )  و إبن الله الكلمة هو الله كما دونه لنا يوحنا في ( 1:1) . في التجربة الثانية قال الشيطان ليسوع ( إن كنت إبن الله فأطرح نفسك إلى الأسفل … فقال له يسوع … لا تجرب الرب إلهك ! ) هنا أعتراف صريح وواضح من يسوع للشيطان بأنه ربه وإلهه . وعندما طلب الشيطان من يسوع السجود له ، قال له ( للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ) أي أنت يجب أن تسجد لي ، لأني ربك وإلهك .

لفظة ( الإبن ) تشير إلى الطبيعة الإلهية الأزلية ليسوع الكلمة مع الآب الأزلي ، فكلمة الآب أيضاً أزلية ، وهكذا كتب لنا الأنبياء عن كون المسيح هو ابن الله ، فداود تنبأ في ” مز 2: 7، 8 ” بأن المسيح هو أبن الله . ودانيال كتب عنه كإبن الإنسان جاء لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة ، سلطانه سلطان أبدي لا يزول ( طالع دا 7: 13-14 ) والتعبد هو لله وحده . أما إشعيا فعبر عنه بأن :  اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً … ( أش 9: 2-7  ) ويوحنا عبّر عنه أيضاً كإبن الله الوحيد ، وقال ( والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقاً ) ” يو 1: 5 ، 14 ” . ويسوع نفسه يسمي الله أبوه ، أي إنه أبن الله ، كقوله ( … أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل ) ” يو17:5″ . وأنا والآب واحد .

والشيطان يعترف بهذه البنوة ، فيقول ( ما شأنك بنا يا يسوع إبن الله ؟.. ) ” مت 29:8 “

كذلك صرح الشيطان للمسيح قائلاً ( أعرف من أنت ، أنت قدوس الله ! ) ” مر 24:1 ”  وأيضاً  قال له معترفاً بلاهوته ( ما شانك بي يا يسوع ابن الله العلّي ! ) ” مر 7:5 ” .

بطرس الرسول عبّرَ عن هذه البنّوة الأزلية ليسوع قائلاً ( أنت المسيح ابن الله الحي ! ) ” مت 16:16 ” . وآيات كثيرة وواضحة دونت لنا على صفحات أسفار الكتاب المقدس تثبت لنا بأن المسيح هو إبن الله المتجسد وهو الله الأقنوم الثاني الذي جاء لأجل خلاصنا .

أما شهود يهوه فأولاً يعتبرون التثليث ليس من تعليم الكتاب المقدس وذلك للنيل من يسوع وأعطائه رتبة أقل من أبيه ، وبأنه ليس مساوي للآب في الجوهر ، وليس ابن الله ، بل هو مخلوق روحاني ، فيعتبروه تارة رئيس الملائكة ميخائيل ، وتارةً أخرى أنه إلها لكنه ليس الله . ولا يعترفون به ك أبن الله  لأنه بحسب هرطقتهم هو كائناً مخلوقاً ، أي محدد بزمان وليس أزليأ ، بل أول الخلائق ، فيحاولون جاهدين بتجريده من لاهوته لهذا اضطروا إلى تحريف الآيات الخاصة بلاهوته . فمثلا قاموا بتحريف الآية ( لأن فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً ، وفيه تدركون الكمال ، إنه رأس كل صاحب رئاسة وسلطة ) ” قول 9:2″ وهذه الآية مكملة للآية ( فقد شاء الله أن يحل به الكمال كله ) ” قول 19:1 ” وبهذا وضح الرسول بولس أن كمال الله كله قد حل بالمسيح من غير تحديد ، حلولاً جسدياً ، أي إنه إله وإنسان . أما الهراطقة الذين أطلقوا على مذهبهم ( شهود يهوه ) فهم بالحقيقة أعداء ليهوه لأنهم حرفوا كتابه المقدس ومنه نص الآية التي ذكرناها وشرحناها ( قول 9:2 ) فتم تحويرها إلى الآتي ( لأن فيه يحل كل ملء الخاصية الإلهية جسدياً ) كذلك الآية الأنجيلية ( .. وكان الكلمة هو الله ) ” يو 1:1 ” حوروها إلى ( … والكلمة كان إلهاً ) .  الآن نلاحظ التزوير المتعمد من قبلهم فنجد ( الخاصية الإلهية ) الغير موجودة في كل نسخ الكتاب المقدس لدى جميع المذاهب المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية . لنسأل ونقول ، لماذا تم تبديلها في ترجمتهم ؟

الجواب : لأنهم يريدون أن لا يعلم أتباعهم أن ( كل ملء اللاهوت ) يحل بالمسيح جسدياً ! كما تم حذف ( كل ) لأنها تعني ( الكل ) وتم حذف ( ملء ) التي تعني ( ملء ) ، والرب يسوع هو الله ، حتى عندما كان في الجسد ، فلا عجب من أفعال هؤلاء الذين أنشطروا من المسيحية لكي يصبحوا خداماً لليهود فيسيئون له متجاهلين لاهوته ، بل يعملون متعمدين من أجل طمس لاهوت المسيح وذلك بإهمال القرينة في آيات الكتاب المقدس الذي هو أسلوبهم المحبب في التحريف ، وأهم موضوع لهم هو جعل المسيح مخلوقاً لكي ينالون رضى أسيادهم الذين صلبوا المسيح .

لكي نثبت لشهود يهوه كتابياً بأن يسوع هو الإله الذي يحمل كل صفاة الله نذكر بعض الآيات :

الصفة                                                     رقم الآية والأصحاح          

الله                                                                يو 1:1

الإله الحق                                                       1 يو 20:5

الإله القدير                                                      أش 6:9

رب الأرباب                                                    رؤ 14:17

الأزلي                                                          رؤ8:1 و ميخ 2:5

النور                                                           يو 12:8

الحياة                                                          يو 4:1 ، 6:14

مانح الحياة                                                    يو 21:5

كلامه حياة                                                   يو 24:5

القدوس                                                       رؤ 7:3

المخلص                                                      أع 12:4

المعبود                                                       في 10:2 -11 . و ، دا13:7 -14

ختاماً نذّكرهم بقول الرب يسوع لكي يتوبوا ويعودوا إليه نادمين فيكون لهم الخلاص، قال :   ( أقول لكم إن كل كلمة باطلة يقولها الناس يحاسبون عليها يوم الدينونة . لأنك تزكى بكلامك وبكلامك يحكم عليك ) ” مت 12 : 36-37 ” والمجد لله دائماً .

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!