مقالات سياسية

الحرب النووية الاولى !

بقلم: گابريل گابريل
يقال ان احد العلماء المشهورين، واعتقد انه اينشتاين سألوه: كيف ستكون الحرب العالمية الثالثة ؟
اجاب: الحرب العالمية الرابعة سوف تكون بالحجارة !
جواب العم اينشتاين، رحمه الله، يعبر عن ذكائه المفرط اولاً وعن الصورة الحقيقية التي امتلكها عن قوة الاسلحة النووية والطاقة التدميرية التي تحملها، وهو صاحب القانون : الطاقة تساوي الكتلة مضروبة بمربع سرعة الضوء.
ان القدرة التدميرية للأسلحة النووية ليست فقط بحجم التدمير الذي تسببه اثناء انفجارها، من ق*ت*ل ومسح كل ما يقع تحت تأثيرها المباشر، وانما على المناطق والانسان الذي يتعرض لإشعاعها. هذا الاشعاع الخطر، الذي يبقى تأثيره لسنوات وسنوات، ويتسبب بأمراض غريبة للإنسانية.
لقد بات من الواضح ان الانسان على هذه الارض هو المسؤول الاول والاخير عن امنه، وامن الكرة الارضية برمتها، فالأسلحة التي صار يطورها اصبحت تسبب الرعب بقوتها التدميرية، واستخدامها يعني هلاك الانسان والحيوان وكل شيئ حي على هذه البسيطة، وان من سينجو بالتأكيد سعود الى العصر الحجري، عندها سيكون العراك بالحجر، وتتحقق مقولة العم اينشتاين.
ففي ضوء الشد ” النووي ” ما بين اميركا وكوريا الشمالية اصبح العالم الآن اكثر قلقاً من تهور وجنون قد يصيب احدى هاتين الدولتين، ويتم استخدام الاسلحة النووية وبصورة متبادلة ولأول مرة في تاريخ الحروب، لتمتد وتطال دول اخرى، فيقع العالم حائراً، ومندهشاً، هذا ان بقي هنالك عالم !
تقف البشرية الان امام تحدي اسلحة الدمار الشامل، فها هي كوريا الشمالية لا تنفك عن الاستمرار في تجاربها النووية وصواريخها البالستية الحاملة للرؤوس النووية، غير عابئة بقوانين الامم المتحدة الخاصة بحضر وصناعة الاسلحة النووية، في تحدي لا فائدة منه غير وضع الاصبع على الزناد واستفزاز الاخرين، مما يجعل امكانية نشوء حرب نووية اولى ممكنة، وفي اي وقت، مع تصاعد التحدي الكوري، في الوقت الذي اخذت اميركا على عاتقها الوقوف امام هذا التحدي، لتتحدى هي الاخرى وتحرك اسطولها باتجاه كوريا وتقوم بإطلاق صواريخها، مستعرضة عضلاتها، وقوتها النووية من خلالها ومن خلال المناورات التي تقوم بها مع القسم الجنوبي من كوريا.
وفي ضوء هذا الشد ” النووي ” يتبادر الى الذهن، لماذا اميركا هي التي تقف دائما بالمرصاد، او في الصورة ؟ اي صورة التحدي، وصورة المنقذ عندما يتعلق الامر بالأسلحة النووية والبيولوجية، فقبل كوريا كانت ايران، وقبل ايران كان العراق، الذي استباحوه بعد ان اتهموه بانه يمتلك اسلحة جرثومية وبايلوجية، وحطموا بنيته التحتية، وبنيته الانسانية.
فان كان العراق وايران يشكلان تهديدا لإس*رائي*ل، هو سبب وقوف اميركا ضدهما، فهل كوريا الجنوبية هي ايضاً تشكل تهديدا لإس*رائي*ل ؟ ولماذا لا تقف روسيا بالمرصاد كما تفعل اميركا ؟

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!