الحوار الهاديء

حكام لا يفهمون بالسياسة ولا يسمعون النصائح

قيصر السناطي  

 

حكام لا يفهمون بالسياسة ولا يسمعون النصائح

عجيب امرهذه الشعوب التي تقودها الدكتاتوريات وتتلاعب بهم كيفما تشاء فهذه الأنظمة تتحالف مع الدول العظمى عندما تكون ضعيفة وتنكر دورها عندما تصبح قوية ويصيبها الغرور وتبيع الوطنيات للأستهلاك الداخلي وتعتقد انها وصلت الى مرحلة الكمال وليست بحاجة الى مساعدة ونصائح الدول الكبرى الصديقة ، والتأريخ شاهد على العديد من الأنظمة التي تحالفت مع دول كبرى وعندما اصابها الغرور سقطت وأصبحت من الماضي ، وهذا هو حال هذه الأنظمة التي تقود شعوب خائفة لا تملك حسا وطنيا والتي اثبتت فشلها في مقاومة الأنظمة الأستبدادية وترضخ لنزوات حكامها ، والأمثلة على ذلك كانت كثيرة، فالشرق الأوسط كان على هذه الحالة لمدة اكثر من اربعة عقود ،فقد كانت هذه الشعوب تحت حكم العسكر والأنقلابات ، وأصبحت ثقافة تسلط الحكام والخنوع للشعوب هي السائدة وأستمر هذا الحال الى ان جاء الربيع او الحريق العربي ، فسقطت انظمة وجاءت اخرى ولكن يبدو ان لا احد يريد ان يستفيد من اخطاء الماضي فتقع هذه الشعوب مرة اخرى في نفس الأخطاء والمطبات وتترك الحكام يسرقون اموال الشعب والسبب ان ثقافة هذه الشعوب غير وطنية وفاسدة مما يجعل المسؤولين من الموظف البسيط الى اكبر مسؤول في الدولة يشترك في الفساد وفي سرقة اموال الشعب .
وعندما تضيق الأمور عليهم يلجأون الى نظرية المؤامرة ويضعون اللوم على الدول الكبرى ،اي ترمي فشلها على امريكا وغيرها ،لقد كان شاه ايران صديق لأمريكا وبريطانيا وكانت تقدم له التكنولوجية الصناعية والسلاح وكانت ايران من الدول المتقدمة وفيها الكثير من الحريات ، ولكن ما ان استقر حكمه حتى تمرد على اصدقائه ، وعندها تخلت عنه الولايات المتحدة أصبح مهددا من التيار الديني الذي قاده الخميني ، فتغيرت ايران كليا في كل المقاييس، اما صدام الذي كان يأخذ الأمول والمساعدات من دول الخليج بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية اثناء الحرب مع ايران، ولكن عندما تعاظم دوره تمرد وهدد السلم والأمن في منطقة الخليج عندما اجتاح دولة الكويت، ورغم الأنذارات والنصائح ظل يعاند ويكابر الى ان سقط على يد التحالف في 2003 ، والسيد مسعود البرزاني تصرف عكس ما نصح به الأمريكان وها هو وضع نفسه والشعب الكوردي على حافة الهاوية ،وعندما تضيق الأمور على الحكام يسألون اين دور امريكا ؟ هل تريدون امريكا ان تكون عند الطلب ؟ وهل امريكا تعمل عندكم؟ حقيقة ان هؤلاء الحكام لا يعرفون حجمهم الحقيقي ،ويتلاعبون بمصائر شعوبهم ويضعنوهم في اوضاع لا يحسدون عليها، والسؤال هو الى متى تستمر هذه الشعوب في تكرار اخطائها وتكون ضحية الحكام الذين لا يفهمون في سياسة عالم اليوم وموازين القوة في عالم . والسؤال هو لماذا تعطي هذه الشعوب الفرصة للحكام بقيادتها الى المجهول ؟ولماذا تسكت عن الخطأ؟ولماذا لم تستفيد من تجارب الماضي؟ ان الذي يقع في نفس الحفرة مرتين لديه خلل في الذكاء.ان المشكلة التي احدثها الأستفتاء خطيرة جدا فهي بحاجة الى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية ، لأن لو تركت هذه الأمور بيد حكام النمطقة فأنها سوف تقود الأحداث الى الدمار لأنها شعوب لا تعرف البناء بل تعرف الهدم فقط.
والله من وراء القصد..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!