مقالات

الأعلام والحضارة.

( العراق مهد الحضارات) .
طالما سمعنا هذه الجملة منذ أمد بعيد ، نحن كعراقين نعرف انه في العراق وُلِدَ أول حرف علّم البشرية القراءة والكتابة ، كما أن فيه وُلِدَتْ بِكر مُدن العالم، كأور والوركاء و بابل
ومنها انطلقت العلوم والمعارف والقوانين إلى أرجاء المعمورة .

بعد الغزو الأميركي عام 2003، لم يكن الإعلام بمعزل عن الفوضى التي ضربت البلاد، حيث تزايدت أعداد المحطات الفضائية بشكل غير عادي، ليصبح العراق أكثر دولة تضم قنوات تلفزيونية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وفق ما أكدته هيئة الإعلام والاتصالات العراقية للجزيرة نت.

في العراق حاليا تبث 57 قناة تلفزيونية عراقية مرخصة، إضافة إلى 152 وسيلة إذاعية، وأكثر من 60 مكتبا خارجيا لقنوات موجهة إلى العراق، بحسب الهيئة، وتنقسم بين مملوك للأحزاب، أو رجال أعمال

لكن هل انفردت إحدى هذه القنوات أو الوسائل الإذاعيه لتعريف العالم بهذه الحضارة الرائدة.؟
وهل اهتمت هذه القنوات بالتعريف بهذه الحضارة من خلال استضافة الاختصاصيين والمهتمين بالشأن الحضاري ، أو باعلانات عن اهم المناطق الاثارية والتاريخية أو السياحية وما أكثرها في العراق ؟ كي تكون وجهة للزوار والسواح من جميع ارجاء المعمورة ؟
هل خصصت وزارة السياحة والثقافة والآثار بر امج تلفزيونية او ندوات ثقافية أو ملصقات جدارية أو أعلانات ضوئية في مداخل المحافظات أو في المطارات أو طبع كارتات تذكارية للتعريف بحضارة وادي الرافدين ؟

لكن بدل كل ذلك ، وهو شيء مؤلم ان تاتينا اخبار حضارتنا وتفاصيلها بدقة من قبل مهتمين أو مختصين بحضارة بلاد الرافدين ، من دول الغرب كأوربا أو أميركا.

أغلب قنواتنا الفضائية همّها الأول والأخير هو :
تعرية ونشر فضائح وفساد المسؤلين ، بإستثناء القنوات المرتبطة بالأحزاب والحكومة التي تختص بنشر الأكاذيب في اخبار انشطة الحكومة او ميليشياتها المشبوهة .
والترويج لما تمليه عليهم ايران كي يبقى العراق في رَكب المُتخلّفين وأن لا يرى النور ابداً.
لذلك نرى أن أغلب القنوات الدينية والاحزاب الموالية لجارة السوء ايران ، ينصب اهتمامها بخزعبلات الشيوخ المعممه
ومراسم اللطم والمسيرات المليونية للاضرحة والائمه.
وهذه من أكثر المناظر المؤلمة التي تبقي العراقي في تخلف دائم .
وكما يبدو أن الحكومة بكل مؤسساتها غير مهتمة بهذه الحضارة ولا بتاريخها ولا بأهميتها ، لأنها ليس من اولياتها ولا من ضمن اهتماماتها ، بل جُلّ ما تهتم به ، هي كيفية زيادة واردات جيوبها من مشاريعها الوهمية . ودفع أجور اسيادهم الايرانيين اللذين لازالوا يستنزفون موارد العراق النفطية كتعويض لخسائرها في الحرب العراقية الايرانية ..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!