مقالات دينية

..♰..♰..♰ ما المقصود بان احمل صليبي واتبع يسوع ..♰..♰..♰

..♰..♰..♰ ما المقصود بان احمل صليبي واتبع يسوع ..♰..♰..♰
================================================

قال يسوع لتلاميذه: إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني.” (مت16: 24 & مر8: 34 & لو9: 23) ورغم أن كثيرون يعلنون بشفاههم أنهم يريدون ان يصبحوا تلاميذ للمسيح، ويتبعوه برغبة صادقة، إلا أن المسيح وضع أمامنا جميعاً هذا التحدي والتعليم العظيم لمفهوم اتباعه عندما قال: “من لا يحمل صليبه و يأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا.” (لو14: 27).

إنها دعوة شخصية لك أن تعيد التفكير، وتستعد لكي “تحمل صليب” لتعيش تلميذا حقيقيا للمسيح كل يوم
ماذا يفهم الناس عندما يرون شخصاً يحمل صليبه؟ تاريخيا جعل الرومان الإعدام بالصلب عقاباً للعبيد على أشنع الجرائم، وللثوار من أهل الولايات. وبعد صدور الحكم على المجرم بالصلب، كانت العادة أن يُجلد بسوط من الجلد من عدة فروع، يُثبت فيها قطع من المعدن أو العظام لتزيد من بشاعتها في التعذيب، ثم يُجبر المحكوم عليه على حمل صليبه إلى الموقع الذي سينفذ فيه الإعدام. وكان يجري ذلك عادة خارج المدينة. وكان يسير أمامه شخص يحمل لوحة عليها التهمة التي حُكم عليه من أجلها، أو قد تُعلَّق هذه اللوحة في رقبة المجرم بينما هو يحمل صليبه على كتفيه.
 

ومن هنا نفهم أن كل من يحمل صليبه هو شخص ذاهب للموت، فالمجرم كان يجبر على حمل الصليب ليُنفذ فيه حكم الموت، ولكن السيد المسيح لا يَجبر أحداً لاتباعه، فهو قال: “إن أراد أحد”.. إن أراد أحد = إرادة حرة، فحمل الصليب يعنى الاستعداد للألم والاستعداد للموت من أجل اسم المسيح وانتشار ملكوته، وليس الالم ممن حولنا، أو بسبب أو من أجل أشياء أخرى غير مجد اسم المسيح و انتشار ملكوته.”

لوقا (14 : 25 ـ 27 ) ” وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ، فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا. وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا”

ما تكلفة اتباعك المسيح؟
بينما نرى جموع كثيرة تبعت الرب يسوع لأسباب مختلفة، وقد أعجبها أو افادها السير وراءه. إلا أن المسيح أراد أن يشرح للجميع واقع الأمر ويعرفنا تكلفة اتباعه، إذ علينا (إن ارادنا أن نتبعه بصدق) أن نكون مستعدين للتخلص من ربط العالم وكل ما يبعدنا عن اتباعه حتى وإن كان الأهل، بل أيضا أن نتخلص من حب الذات والكسل، وأن نعتبر أنفسنا مستحقين موت الصليب المشين.
هذا كأننا نحكم على أنفسنا يومياً أن نموت عن طبيعتنا الخاطئة ورغباتنا الشخصية التي تتعارض مع رغبات الله. إذ لا نعد نعيش لانفسنا بل لمن مات لاجلنا وقام. “عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلِبَ معه ليُبطَل جسد الخطية، كي لا نعود نُستعبد أيضاً للخطية. لأن الذي مات قد تبرَّأ من الخطية. فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا أيضاً معه رومية (6 : 6 ـ

 

أراد السيد المسيح أن يؤكد على إتباعه مكلف. وأن من يريد أن يتبعه (بالحق لا بالكلام) يجب ان تكون محبته للمسيح وطاعته له فوق كل محبة لشخص أو شيء. حتى ان محبتنا للاهل تظهر وكأنها بغضة إذا ما قورنت بمحبتنا للمسيح. وفي هذا يقول القمص عبد المسيح بسيط “وصية المسيح هذه لا تلغي وصيته الخاصة بمحبة القريب،.. ولا تقلل إكرام الوالدين، بل تقرر الأولوية لله. فهو محور حياتك وهدفها ومصدرها وليس غيره”.

ما هو صليبك:
المسيح (الذي حمل الصليب طوعا واختياراً لفدائنا) لم يأمرالبشر أو يفرض عليهم حمل الصليب لكنه قال في ( لوقا 9 : 23 ) “إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي.” إن المسيح يريدنا – كتلاميذ له – أن نحمل مثله الصليب، أن نحمل رسالته (مثلما فعل) حتى الموت، ونكون مستعدين كل يوم أن نموت عن انفسنا وذواتنا ونحيا له. والشيء المشجع هنا هو أن الروح القدس يعمل فينا ليعطينا القوة في طريق الصليب، والارشلد لنصبح يوما فيوم أكثر شبها بالمسيح.

قد يطلق البعض “سأحمل صليبي”على الاستسلام للواقع، وقلة الحيلة، وتحمل نتائج الاخطاء الشخصية  إلا أن ليس هذا ما يقصدة المسيح بحمل الصليب “طوعاً واختياراً”. إنما القصد هو استعدادك وترحيبك بتحمل كل ما يقف حائلاً دون اتباعك للمسيح، والعيش بوصاياه. لقد قال المسيح ان يريد أن يتبعه يجب أن يحمل “صليبه” فقد يكون لكل منا صليب مختلف عن الآخر باختلاف ظروفنا وشخصياتنا وقدرتنا على التحمل. وقد يكون صليبك
– محاربات من اشخاص (الاهل، زملاء العمل، ..الخ) او محاربات من انظمة تريد ان توقفك من معرفة المسيح وطاعته
– الاختيار طوعاً بتحمل خسائر مادية نتيجة اتباعك لتعليم المسيح
– التضحية بمنصب، ترقية ما او وضع اجتماعي او قد تكون كرامتك احيانا لتمجيد الله اكثر واتباع وصاياه
– تحمل محاربات من الجسد ورفض طاعتك لشهواتك
– الاختيار طوعا أن تغفر “باستمرار” لمن يسيئوا اليك، وأن تقدم لهم محبة عملية
– التضحية بالوقت، المال، المجهود أو الحياة كلها في سبيل تحقيق ارسالية المسيح ورؤيته التي كلفك بها
– اي امور اخرى تقف عائقاً أمام محبتك لله من كل قلبك، وفكرك، وقدرتك
في كل ذلك أنت لست متروك بمفردك لكن الله نفسه يعينك في هذا الطريق، والروح القدس يقويك ويرشدك لنتخذ القرارات الشجاعة التي تمجد الله، وتتحمل التكلفة، وتتبع المسيح كل يوم متمما ارساليتك على الأرض.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!