مقالات دينية

يسوع نسبه وتجارب الشيطان

الكاتب: سمير كاكوز
يسوع نسبه وتجارب الشيطان   

 نسب وصوم يسوع كما ورد في الاناجيل . متى ورد نسب يسوع في الاصحاح 1 / 1 – 17 هذا النسب يبدا من ابن داود من ابراهيم الذي ولد اسحق والى يعقوب الذي ولد يوسف زوج مريم التي ولد منها يسوع وهو الذي يقال له المسيح . متى التلميذ يستند من هذا النسب الى ما جاء من رواية سلالة ادم كما ورد في التكوين 5 / 1 – 32 والتي تبدا من سلالة ادم يوم خلق الله الانسان على مثاله وعلى صورته والى النبي نوح الذي كان له ثلاثة بنين سام وحام ويافث . السلالة التي تنسب طول العمر الغير العادي . هذا النسب بحسب التقليد الكهنوتي هي فترة ما بين خلق الله للعالم وطو*فا*ن النبي نوح . هذا النسب يسوع يفتتح تاريخ جديد وكتاب جديد للنسب .  المسيح هو ادم الجديد مع العلم ان الاجيال المذكورة في انجيل متى العشار هي من ابراهيم الى داود اربعة عشر جيلا ومن داود الى الجلاء الى مدينة بابل اربعة عشر جيلا ومن الجلاء الى مدينة بابل والى مجيء المسيح اربعة عشر جيلا .  بحسب تفسير الكتاب المقدس من قبل المفسرون الرقم 14 المكرر في هذا النسب يقترح عليه المفسرون الى عدة اقتراحات منها ان الاحرف المركب منها اسم داود في التقليد اليهودي د يساوي 4 ويساوي 6 وفي هذا الحال يكون المجموع 14 اي 4 + 6 + 4 يساوي 14 .  نبؤات ذلك الزمان ان يسوع لما ولد كان في نهاية الاسبوع السادس بمعنى اخر 3 في 14 يساوي 6 في 7 من التاريخ الذي بدا به ابراهيم .  مع العلم ان الرقم 7 لا يذكره متى في هذا النسب . المقترح الاخر وهو ان النسب الوارد ذكره في راعوث الاصحاح 4 / 18 – 22 من مواليد فارص والى داود بن يسى . النسب من راعوث المراة الغريبة هنا قد اصبحت جدة النبي داود وفي الاخر اصبحت جدة المسيح . النسب ايضا ورد في سفر الاحبار الاول الاصحاح 2 / 10 – 13 من رام الذي ولد عميناداب والى يسى الذي ولد ايضا ولده البكر الياب والثاني ابيناداب والثالث شمعا اضافة الى ابنه داود . النسب يحتوي الى عشرة اسماء من فارص الى داود فاذا اضيف مع هذه الاسماء ابو فارص والاباء الثلاثة ابراهيم واسحاق ويعقوب فيظهر لنا الرقم والعدد 14 . في لوقا الاصحاح 3 / 23 – 38 يروي لوقا نسب يسوع الا بعد ان يروي بنوته الالهية كما ورد في انجيل لوقا الاصحاح 1 / 35 ويبدا هذا النسب من بعد ان كان الناس يحسبون يسوع وهو في عمر الثلاثين من يوسف ابن عالي والى ابن انوش ابن شيت ابن ادم ابن الله .  بمعنى ان لوقا اراد ان يوصل يسوع بادم وليس بابراهيم ولكي يشدد على صلة المسيح بالبشرية كلها . المسيح له المجد يصوم ويجرب من قبل الشيطان في البرية كما ورد في ثلاثة اناجيل في متى الاصحاح 4 / 1 – 11 وفي انجيل مرقس 1 / 12 – 13 وفي انجيل لوقا 4 / 1 – 13 . صوم يسوع في متى هذا الصوم الذي صامه المسيح لم يدعه الشيطان ان يفصله عن الله ولم يسجد المسيح له ابدا خلافا كما فعل اس*رائ*يل . يسوع لم يطلب الى الله ان ينقذه من الشيطان واعوانه وملائكته الاشرار وبطريقة سحرية عن طريق معجزة كما كان يفعل له المجد المعجزات .  بل المسيح المخلص انتصر على الشيطان وكسب المعركة معه . هذا ان دل على استشهادات المسيح الصريحة الماخوذة من سفر تثنية الاشتراع 8 / 3 و 6 / 16 و 6 / 13 . بمعنى اخر ان المسيح يمثل اس*رائ*يل الجديدة وموسى الجديد وفي وقت واحد . الشيء الاهم هو الصوم الذي صامه يسوع هو الانتصار الحتمي على الشيطان ويجب الانتصار عليه مهما كانت صعوبات الشيطان التي يجربها ضدنا . الرقم اربعين المذكور في متى  لصيام المسيح اربعين يوما واربعين ليلة هو عدد كامل لعمر جيل كامل . لا يعرف بالضبط المدة الزمنية هذه كما ذكر هذا الرقم في التكوين الاصحاح 7 / 4 في هذا الاصحاح امر الله نوح ان يدخل السفينة هو وجميع اهله . قال له اني بعد سبعة ايام ممطر على الارض اربعين يوما واربعين ليلة وامحو عن وجه الارض كل كائن صنعته . احتمال ان هذا الرقم اربعين هي المدة التي قضاها النبي موسى على الجبل مع الله كما جاء في الخروج الاصحاح 34 /  . 28 في تثنية الاشتراع الاصحاح 9 / 9 و  . 18 في  الخروج تقول الاية 28 ان موسى اقام عند الرب اربعين يوما واربعين ليلة لا ياكل ولا يشرب ماء وكان يكتب على اللوحين كلام العهد الكلمات العشر . كما قال له في نفس الاصحاح والاية 27 اكتب لك هذا الكلام اي كلام الكلمات  والوصايا العشرة بمعنى انه كما صام المسيح اربعين يوما واربعين ليلة لاياكل ولا يشرب في البرية هكذا موسى كان لا ياكل ولا يشرب في الجبل فتطبق الاية التي وردت على لسان المسيح للشيطان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله .  الرقم اربعين ذكر في سفر العدد 14 / 34 عندما قضى بني اس*رائ*يل في البرية اربعين سنة جاء فيها بعدد الايام التي استطلعتم الارض فيها وهي اربعون يوما كل يوم بسنة تحملون اثامكم اربعين سنة فتعرفون عدائي . الرقم اربعين ايضا ذكر في سفر الملوك الاول 19 / 8 عن مسيرة النبي ايليا عندما كان يريد الذهاب الى جبل حوريب فسار بقوة بعد اكلة رغيف مخبوز على الجمر مع جرة ماء شربها وفعل ذلك مرتين عندما امره الملاك بذلك فسار اربعين يوما واربعين ليلة الى جبل حوريب . هذا الجبل اراد ايليا الذهاب اليه ليعيد صفاء الايمان وان يحافظ على العهد الذي قطعه الله مع موسى .  والجبل الذي تجلى الله عليه واراد ايليا ان يربط عمله مع عمل موسى مباشرة . في انجيل متى ورد فدنا منه المجرب الشيطان مع العلم يسوع  جربه كثيرين وامتحنوه كثيرين خلال مدة حياته على الارض .  من هؤلاء المجربين مثلا الفريسيون والصدوقيون والكتبة ومعلمين اليهود . اراد الشيطان ان يجرب يسوع عندما طلب منه ان يحول الحجارة الى خبز وان يلقي يسوع بنفسه من الشرفة من على جناح الهيكل العلوي كان الناس يجتمعون تحت هذه الشرفة . اجابه يسوع لا تجربن الرب الهك . التجربة الثالثة للشيطان ضد يسوع هي ان يعطيه كل املاك الدنيا ان سجد يسوع له .  لكن يسوع اجابه بكل عزم وقوة اذهب عني يا شيطان لانه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد . الشيطان في نهاية تجاربه ضد يسوع ذهب ورحل عنه خاسرا معركته مع يسوع .  واذا ملائكة الذيم هم مرسلون من الله او بمعنى اخر حضور الله نفسه مع يسوع  قد دنوا منه واخذوا يخدمونه بمعنى ان يسوع ينال الطعام من الله وليس كما اقترح عليه الشيطان ان يقدم الطعام الشيطاني ليسوع . المسيح ابى  ان ياخذ من الشيطان الطعام ومن الان سوف يعلم المسيح التلاميذ ان يطلبوا وينالوا الطعام من الله الاب هذا ما جاء في متى .  اما ما جاء في مرقس فلا يذكر ما حدث بالضبط بين يسوع والشيطان بل يذكر فقط في الاصحاح 1 / 12 – 13 ان الروح اخرج يسوع الى البرية وفي البرية اقام يسوع اربعين يوما يجربه الشيطان وكان يسوع يعيش مع الوحوش وكان الملائكة يخدمونه في هذه الايتين الروح يدفع يسوع الى البرية لكي يصارع الشيطان ويقهره . هذا اول عمل ليسوع من بداية حياته في مرقس يذكر ان الشيطان كان يجرب يسوع خلال اقامته في البرية لكن في  متى ولوقا ان تجربة الشيطان يسوع كانت بعد اقامته في البرية كما ورد في  متى 4 / 2 وكان يجربه الشيطان او ابليس هذا الاسم هو اكثر الاسماء يستعملها مرقس في انجليه للدلالة على ان الشيطان هو عدو الله لكي يريد ان تحل ملكوته الشيطانية على البشر . يسمى في مرقس بعل زبول والمذكور في الاصحاح 3 / 22 او بليعال او بليعار الوارد ذكره في رسالة قورنتوس الثانية 6 / 15 في اقامة يسوع في البرية كان يعيش مع الوحوش بمعنى ان العالم تحت سلطة المشيح الملك مع خدمة الملائكة للدلالة على العون الالهي للمسيح مع التسلط على الوحوش .  يسوع في هذا الصوم قبل كل شيء اراد ان يواجه الشيطان من بداية حياته وفي تجربة الشيطان الذي كان له السلطان السياسي في العالم عرضه على يسوع لكي يكون المشيح الدنيوي الذي ينتظره معاصره المسيح رفض ان تكون مسيحانية بشرية . يسوع يعرف كل المعرفة انه مهدد ومدته قصيرة اي الشيطان جدا . الشيطان جرب يسوع الذي انتصر عليه بالموت والقيامة . سلطان يسوع باقي الى الابد ويستمده من الله الاب . الشيطان مضى بيسوع الى اورشليم في الاية 9 من الاصحاح 4 من لوقا فاقام يسوع على شرفة الهيكل هذه التجربة في انجيل متى هي الثانية ليسوع اما في لوقا هي الثالثة فتنتهي التجارب عند لوقا في اورشليم الى نهاية الالام المسيح وهجوم الشيطان كما جاء في الاية 13 من نفس الاصحاح الرابع من انجيل لوقا فيسوع في بدء حياته انتصر على الشيطان وان دل هذا من معنى ان يسوع سوف ينتصر ايضا في الالام وفي الفصح الاخير هذا كل ما جاء في نسب وصوم يسوع في الاناجيل ما عدا انجيل يوحنا لم يذكر فيه النسب ولا الصوم . المسيح ذهب الى البرية حيث يقيم الشر ليحطم قوة ابليس . المسيح عاش صراع مع ابليس لكي ينتصر عليه . الشيطان اراد ان يبعد مخطط يسوع بواسطة الغنى والنفوذ والسلطة . المسيح انتصر كثيرا على ابليس ولكن الانتصار الاخير هو الصلب والموت والقيامة من بين الاموات امين   
والنعمة والسلام معكم جميعا 
الشماس سمير كاكوز
المانيا ميونخ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!