الحوار الهاديء

للشفافية عنوان أضواء على مقابلة المطران فرنسيس قلابات

الكاتب: زيد ميشو
للشفافية عنوان
أضواء على مقابلة المطران فرنسيس قلابات

زيد غازي ميشو
[email protected]
 
أجرى الأخ العزيز شوقي قونجا مقابلة مع المطران الجليل فرنسيس قلابات راعي ابرشية مار توما الرسول في مشيغان، وخصّها إلى إذاعة صوت الكلدان الغراء، وكان المحور الأساسي للمقابلة هو السينهودس الكلداني الذي عقد (بدعوة من غبطة مار لويس روفائيل ساكو عقد في روما للفترة 25 – 29 تشرين الأول 2015 السينودس الكلداني في كازا ترا نوي (Casa Tra Noi)، شارك فيه فضلاً عن غبطته كافة السادة الأساقفة الاجلاء (21 اسقفاً) ما عدا المطران جبرائيل كساب لاسباب التأشيرة).
بداية وبعد أن أطلعت على البيان الختامي للسينهودس الكلداني الذي نشر على موقع البطريركية الكلدانية، شعرت بأرتياح شديد، حيث لمست مدى الشفافية التي تتعامل بها البطريركية مع ابناءها ووسائل الأعلام، إذ خرج علينا البيان ببساطة لغته شارحاً تفاصيل مجريات السينهودس بسلبياته وإيجابيته، والتي لمسنا من خلاله كيف عمل الأساقفة جميعاً على ترميم الشقوق في جسم البطريركية، ودرء الخطر الذي كادت أن تسببه تلك الشقوق.
لذا أقولها وأعني ما أقول بأن معنى الشفافية يتجسد بالبطريركية الكلدانية، فهي الوحيدة القادرة على اعلان سلبياتها وإيجابياتها على الملأ رغم قساوة ذلك في كثير من الأحيان على المؤمنين.
وهنا تذكرت كيف أن الكنيسة الكاثوليكية بشكل عام معروفة بالتكلّم عن الأخطاء التي مورست من قبل رجالات الكنيسة، حيث كتبت تاريخها بنفسها، والأعداء شوهوه وزوروه وضخموا الصورة السلبية حتى بات أشخاص محسوبين على الكثلكة يسيئون لها أمام القاصي والداني بحجة أخطاء مورست، لكن هيهات، فلولاً الكنيسة الكاثوليكية لأزيلت غالبية الكنائس الشرقية عن الوجود ومنها كنيسة المشرق.
وبعد السينهود واثناء المقابلة مع المطران فرنسيس قلابات، والتي ترجمها لي مشكوراً عبر الهاتف الأخ فوزي دلي عضو المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد في مشيغان، والأعلامي البارز في إذاعة صوت الكلدان، وهذه المرة حزنت فعلاً كوني لا أعرف لغتي الأم الكلدانية (ولن اتعلمها) بسبب الجواهر النفيسة التي نطق به سيادته. وأكثر ما أدهشني في المقابلة هو الصراحة المطلقة التي تكلم بها المطران الجليل، وهذا ما لم ولن يحصل في كنيسة سوى الكلدانية.
بداية المقابلة رحب الأخ شوقه بسيادته ويشكره كونه اجرى اللقاء وهو تعب بسبب السفر، وأجابه الأسقف بأنني لا أرفض طلب للأذاعة حتى لو كنت تعباً، وهذا برأيي ناتج عن الثقة الكبيرة للكنيسة في مشيغان بكادر إذاعة صوت الكلدان الذين يعملون كمتطوعين  منذ 35 سنة، ولا أعتقد هناك إذاعة غير إذاعة صوت الكلدان فيها متطوعين مواظبين على العمل لعقود من الزمن.
ومن أجوبة المطران قلابات على أسئلة الأخ شوقي أقتطف الآتي وبتصرف:
دعا البطريرك الساقفة لعقد السينهودس في روما كي يكونوا قريبين من بطرس الرسول، وقد شارك الجميع في قداس ختامي، وهذا يعني بأن الجميع عائلة واحدة ويجب أن يعملوا سوية،  وللمهجرين هناك اهتمام ودراسة السبل الكفيلة بدعمهم معنوياً ومادياً.
ومن الأمور المهمة في السينهودس هو مشاركة اسقفين من ثاني أكبر ابرشية في العالم، وهما المطران باوي سورو، والمطران سرهد جمو الذي شارك للمرة الأولى بأعمال السينهودس منذ تسنّم البطريرك ساكو السدة البطريركية.
الصراحة واختلافات أخذت مجراها لكن الروح القدس موجود لحلحلة وحلّ كل الخلافات بين البطريرك والأسقفين الجليلين جمو وسورو، حيث ينتظر الكثيرين أنهاء الخلاف، وهذا ما تحقق فعلاً وبنيت أسس للتعاون المستقبلي.
الجدير بالذكر بأن ابينا البطريرك فتح باب النقاش على مصراعيه لطرح كل ما يجول ببال الأساقفة المجتمعين على طاولة النقاش منذ تسنمه السدة البطريركية ولغاية الآن، وقد اعرب المطران قلابات عن فرحته وحزنه بما جرى داخل السينهودس، إلا أنه مسرور من النتيجة التي كانت مرضية للجميع، وقد شبه الخلاف الذي حدث بالجرح، إن لم يكشف أمام الطبيب لايمكن علاجه.
البطريرك كان جيد في كل شيء من أجل نقاش حر وصريح ومن اجل مصالحة شاملة، وقد طلب من أطراف الخلاف وهو منهم أن يتم النقاش بكل شيء كوننا لانخاف من الحق على حد تعبيره.
بعد ذلك اصبح هناك لين وارتياح بين الأطراف المختلفة وتوسع الحوار نحو الأفضل، حتى وان كان هناك شدة أخرى إلا ان النتيجة كانت ايجابية مع ارتياح ملحوظ لجميع المشاركين، بالنهاية اصبح هناك تعاطف جيد جداً بين المتخاصمين بعلاقة جميلة، والكل يعرف بأن الجروح لايمكن ان تندمل بليلة وضحاها بل سيعملون من أجل ذلك.
المطران سرهد دعا البطريرك لزيارة الأبرشية والبطريرك له الرغبة أيضاً، والموعد لم يحدد بعد، وقال المطران قلابات بأنه ليس هناك وقت نقضيه لحل الخلافات في السينهودس مستقبلاً بالأشارة منه إلى أن لا يكون هناك أي خلاف في المستقبل.
أما عن الطقس، فقد انتقد البطريرك من يسمي الطقس الحالي بأسمه، كون السينهودس من أقره وليس هو، وسيكون هناك سينهودس مصغر عن الطقس للبحث في أدق التفاصيل، لوجود نصوص ثابتة لا يمكن تغييرها، واخرى من تأليف الأنسان ممكن تطويرها او الغائها
– البابا سأل عن اصلنا وعن شهداء كنيستنا وطلب ان نكون حذرين من الأخطاء والحوادث التي تحدث خارج الكنيسة وداخلها، وعندما اعطى البطريرك ساكو هدية رمزية لقداسة البابا قال له الأب الأقدس: احد الكهنة العراقيين أهدى لي صليب يمثل شهداء الكنيسة والعراق، ومنذ ذلك اليوم البسه ولا أنزعه كونه يذكرني بالشهداء الذين قدمتهم الكنيسة في العراق وسوريا، وعندما اصلي يكون الصليب أمامي كي يذكرني بمآسي الشعبين.
وعن ابرشية زاخو بعد السؤال عن عدم تعاون اسقف الأبرشية ربان القس مع المهجرين والنازحين وأيضاً عدم استعداده للعمل مع الرابطة الكلدانية يقول: أنا كأسقف أستطيع ان ارفض ما اريد واعمل بما أريد، لكن هذا لا يجوز، لأن كل العمل يجب أن يصب في خدمة الكنيسة، فكل ما يخرج من السينهودس بالأجماع على جميع الأساقفة العمل بموجبه، عندما سئل المسيح عن من يدخل ملكوت السماء فأشار إلى طفل، كي يقول على الجميع ان يكونوا مثل هذا الطفل بطيبته ومسامحته.
ورغم عدم قناعة المطران ربان بالرابطة إلا أنه يجب ان لا يوقف عمل الأبرشية بها، لأن الرابطة تخدم شعبنا، وهي رابطة غير مسيسة لكن لا يمنع ان تعمل بالسياسة بما يؤول للخير على شعبنا.
وقد أنتقد الغبن الذي يلاحق المسيحيين بالقانون الذي يحول الأبناء المسيحيين إلى اسلام في حالة أسلمة أحد الزوجين، وهذا يشمل الأبناء إلى عمر الثامن عشر، ولو ارادوا العودة إلى المسيحية لأعدموا بحس قانون الردة، وغبطة البطريرك يعلن امام المسؤولين تذمره من هذا القرار، وكعادة المسؤولين يؤيدون بالوجه ويطبقون شيء آخر بالخلف! أحد البرلمانيين يدعي بأنه لم اسمع بهذا القرار! فقال له البطريرك: إذهب إلى اليوتيوب وستسمع بنفسك
 
أما عن الشراكة مع الفاتيكان فيقول المطران الجليل فرنسيس قلابات:
الشراكة مع الفاتيكان ليس خيارنا، بل المسيح أختارها لنا
وهذا يعرقل الوحدة بين الكنائس كون الطرف الآخر يشرطون قطع الشراكة مع الفاتيكان
نحن لسنا كنيسة مستقلة بينما واحدة مع روما، وروما هو كرسي بطرس الذي تأسس بالإرادة الإلهية

http://saint-adday.com/permalink/8028.html

 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!