نبؤات الأنبياء عن مجىء المسيح
بقلم / وردا إسحاق قلّو
( ها العذراء تحبل وتلد أبناً وتدعو اسمه عمانوئيل ) ” أش 14:7
يسوع المسيح هو رجل التاريخ . فعندما نتناول نصوص العهد القديم سنقتنع بأن يسوع المسيح كان موجوداً ولا يمكن أن نحصر وجوده بعد التجسد فقط . إذاً لا يجوز الشك بدوره في العهد القديم لأنه موجود قبل أبراهيم ، بل ألتقى به في عصره وبغيره من الآباء والأنبياء الذين كتبوا مئات النبؤات في أسفارهم بعد أن كشف لهم الوحي الإلهي عن الكثير من أسرار المستقبل الذي سيظهر فيها المسيح كإنسان ، وقد تققت كل تلك النبؤات عدا الخاصة بحوادث نهاية العالم ومجيئه الثاني .
نبؤات كثيرة كتبت عن كل تفاصيل حياة المسيح . فقد وصف المولود الإلهي وصفاً دقيقاً بتلك النبؤات وكأن كاتب النبؤة كان يرى بعيون الروح حدث الميلاد ومكانه لا وبل كل حياته الزمنية على الأرض وإلى يوم صلبه وموته على الصليب وكيف صلب مع المجرمين ، وألقيت قرعة على ثيابه ، وكذلك دفنه وقيامته وصعوده إلى السماء ليجلس عن يمين القدرة . سنتناول بعض الآيات وندونها بحسب الترتيب التاريخي لأسفار العهد العتيق . الشعب العبري الذي أختاره الله ليولد إبنه في وسطهم ليؤمنوا به وينشروا رسالته في العالم ، فشلوا في معرفة زمن ميلاده بينهم لهذا السبب إعتذروا من إستقباله العائلة المقدسة في بيوتهم ، فملكهم لم يلد في وسطهم ، بل ولد في حضيرة الحيوانات خارج بلدة جده داود كأفقر الفقراء . وهذه أبرز النبؤات التي أعلنت عنه أسرار سبقت حدث وزمن ميلاده :
1- إبراهيم استقبله في مضيفه قبل تجسده كضيف وأعترف به ( رباً ودياناً ) ” تك 18 ” .
2- يعقوب ( لا يزول صولجان الملك من يهودا ولا يشترع من صلبه حتى يأتي شيلون فتطيعه الشعوب ) ” تك 10:49″ .
3- قال يعقوب ( إني رأيت الله وجهاً لوجه ونجت نفسي ) ” تك 30:32 “.
4- موسى رآه في العليقة فقال عنه ( سيقيم الرب بينكم نبياً مثلي من بني إس*رائي*ل ، له تسمعون ) ” تث 15:18 ” .
5- يسوع بن نون رآه متسلحاً يحارب في أريحا فسقط على وجهه ساجداً له إلى الأرض كعبد ( رئيس جند الرب ) ” يش 14:5″ .
6 – رآه صموئيل ( مسيح الله ) ودعا الكهنة والملوك مسحاء ( 1 صم 12: 3و5 ).
7- رآه داود فرنم له نشيداً ووصفه وصفاً عظيماً ، قائلاً ( أنت أبرع جمالاً من كل البشر ، إنسكبت النعمة على شفتيك ، لذلك باركك الله إلى الأبد ، وفي جلالك وبهائك تقلد سيفك على فخذك أيها المقتدر ، وبجلالك اركب ظافراً لأجل الحق والوداعة والبر ، فتقتحم يمينك الأهوال . سهامك مسنونة تخترق أعماق قلوب أعداء الملك ، وتسقط الشعوب صرعى تحت قدميك ) ” مز 44: 2-5 ” .
8- تحدث عنه سليمان الملك وكأنه يراه ، قال ( الرب حازني في أول طرقه قبل عمله منذ البدء ، من الأزل مسحت من الأول من قبل أن كانت الأرض . ولدتُ حين لم تكن الغمار والينابيع الغزيرة المياه . قبل أن أقرَّرتَ الجبال وقبل التلال ولدت ) ” أم 8: 22-25 ” .
9- إشعياء النبي ، كتب ( ويخرج قضيب من جذر يس وينمي فرع من أصوله .. وفي ذلك اليوم أصل يس القائم راية للشعوب ، أياه تترجى الأمم ) ” 1:11 ، 10 . رو 12:15 ” .
10- أما أرميا النبي فتنبأ عنه ، قائلاً ( نسمة أنوفنا ، مسيح الرب ، أخذ في حفرهم ذلك الذي قُلنا فيه ” في ظِلِّه نَحيا بين الأمم ” )
11 – حزقيال وباقي الأنبياء قالوا عنه ، أنه المسيح الرب . الملك الحاكم المشترع ، رسول الآب ، إلإله الأبن الوحيد
12- . قال عنه دانيال النبي أنه ( إبن الإنسان ) ” دا 7: 13-14″ وإبن الإنسان الذي يمضي إلى الأب فيدفع إليه الحكم والجلال . وأنه ( حجر قطع لا باليدين … فصار جبلاً كبيراً وملأ الأرض كلها ) ” دا 2: 34-35 ” .
13- وميخا النبي وصف لنا الموقع الذي يولد فيه ، فقال ( أما أنت يا بيت لحم أفراتة ، مع أنكِ قرية صغيرة بين ألوف قرى يهوذا ، إلا أن منك يخرج لي من يصبح ملكاً في إس*رائي*ل وأصله منذ القدم ، منذ الأزل ) .
14- أما زكريا فرآه بالروح ، فقال ( هوذا ملكك يأتيك صديقاً مخلصاً وديعاً راكباً على أتان وجحش إبن أتان ) ” زك 9:9 ” .
وفي العهد الجديد ، يبدأ الرسول يوحنا إنجيله بوصف المسيح قبل التاريخ ، أي قبل كل النبؤات ، وقبل تأسيس العالم ، أي منذ البدء بأن المسيح هو كلمة الله الأزلي ، والكلمة كان لدى الله . والكلمة هو الله . به خلق كل شىء . والرسول يحث الناس للإيمان به لكي يحيوا ، وإن لم يؤمنوا فينالوا الدينونة العظيمة ،فقال ( من لم يؤمن بالإبن لن يرى الحياة أبداً، بل يحل عليه غضب الله) ” يو36:3 ” لأن بالإيمان وحده يشترك الإنسان بالإبن ، ويتحد معه في المعمودية ، وهذا هو الشرط الأساسي لنيل الخلاص . فبسبب عدم الإيمان سيعرض الإنسان نفسه إلى مواجهة غضب الله الذي أرسل ابنه الوحيد لكي يخلص كل من يؤمن به .
التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 ”
