الحوار الهاديء

موقف غبطة البطريرك والزوبعة الجديدة

الكاتب: سمير اسطيفو شبلا
موقف غبطة البطريرك والزوبعة الجديدة
الحقوقي سمير شابا شبلا

نعم حسنا فعل زميلنا العتيد وليم وردا عندما صرح لموقع نركال الموقر حول تفسير الحماية الدولية لشعبنا في سهل نينوى كونها ليست استقدام قوات أجنبية مباشرة أو غير مباشرة أيضا! نقولها ونؤكد ها نحن الشعب المغلوب على أمره، هذا الشعب الأصيل لا يستحق أن يكون لعبة بيد السياسيين من جهة و تتقاذفه أمواج رجال الدين من جهة أخرى، ليس كونه شعب اصيل فقط بل تعدى صبره إلى لعق جراحه وتبعثره بين أرجاء المعمورة باحثا عن شيء فقده في وطنه الأم ألا وهو = المواطنة
لأنه هنا استشهد الدين اسحق الإنسان بين الرجل ما يسمون أنفسهم فرسان المرحلة، باعتقادنا كشخص و مجموعة، انهم متشرذمين متفككين ان كانوا رجال دين وسياسيين/ حزبيين و حركيين
وما فصل الدين عن السياسة الا مفتاح حل لم عضلاتنا كمكون وكشعب، فلا داعي هنا تكرار ما حدث في أوروبا ولماذا سميت بالعصور المظلمة، واليوم تدفع ثمن ديمقراطيتها وثوراتها وخاصة في القرن الـ الثامن عشر

الموضوع
كلام وموقف الكنيسة الكلدانية من الأحداث الجديدة بشخص غبطة البطريرك الجليل مار لويس ساكو ليس بجديد وإنما ينم عن رؤية خاصة بالكنيسة تجاه قيادة سفينة نجاة شعبنا الايل الى الانقراض، وجب علينا هنا ان لم نطع كلام وموقف رؤسائنا وخاصة الدينيين منهم، ليس كجنود مشاة بلا وعي ثقافي دون أن نقع بمطبات الطائفية والمذهبية ودون دخولنا في نفق التعصب! كما اطلعنا على ردود الأفعال المؤيدة ومن الضد ولكن خوفنا كان من ردود الأفعال المتشنجة والمتجهة نحو التعصب القاتل!

البطريرك والحماية الدولية
لا اعتقد جازما ان غبطة البطريرك ليس مع الحماية الدولية لشعبنا الجريح وهو يعلم علم اليقين أننا نتجه نحو الانقراض!! وهذا بحد ذاته ليس من صالح الكنيسة كليا! ومن جانب آخر أن الحماية الدولية تصب لصالح الكنيسة حتما، حفاظا لوجودها كمؤسسة، وان اصحاب العيش المشترك كانوا السبب الرئيسي في ايصالنا الى ما نحن عليه بسبب الق*ت*ل والخطف والتغيير الديمغرافي و وكانت الهجرة! وما حرق بيت أحد مواطنينا في قرقوش ما بعد التحرير خير دليل على كلامنا وكذلك تدمير بيوتنا و عقاراتنا الخاصة كمكون وكشعب بين النهرين الى ان وصل الامر بيع نسائنا وبناتنا و عوائلنا في سوق الدعارة والنجاسة أغنيائنا منها الكنيسة لم تحرك ساكنة في وقتها سوى سعادة البطريرك الذي حرر ثلاثة سبايا بسعر ؟؟؟؟؟؟ا، كان الوحيد الذي لبى ندائها في حينها ونقولها مع الاسف

تفسير الحماية الدولية
نؤكد كلام زميلنا القدير وليم وردا أن الحماية الدولية لا تعني عمل سياج محافظة سهل نينوى داخل السياج عساكر من امريكا واوربا وغيرها!! تحمينا من عيشنا المشترك في وطننا!! وهذا غير ممكن لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في الثقافة ولا في المجتمع أو في الاجتماعيات
إنما الحماية الدولية التي نقصدها هنا هي حماية دولية حسب الدستور العراقي الأعرج الحالي، أي حماية دولية لشعبنا حسب الدستور العراقي العراقي، مثلا : الإشراف على الانتخابات البرلمانية من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، اليوم نرى ان المجتمع الدولي بمن فيهم أمريكا وروسيا وأوروبا بشكل عام وايران وتركيا مؤخرا يحاربون الار*ها*ب الد*اع*شي، ولكنهم متفرقون إلى أكثر من جبهة فيما يتعلق الأمر بمصالحهم الخاصة ونقصد بها سياستهم الخاصة و مصلحة شعوبهم وبلدانهم
نتذكر جميعا ومعنا الآلاف ينتقدون أداء ممثلي شعبنا في البرلمان العراقي والكوردستاني وخاصة الذين لم يحركوا ساكنا فيما يخص لجنة وضع الدستور وموافقتهم ومواقفهم غير المسؤولة تجاه مكونهم وشعبها الأصيل حينما وافقوا في إقرار الدستور الذي اقل ما يقال عنه “غير منصف” ان كان تجاه شعبنا الاصيل او تجاه شعب ما بين النهرين بشكل عام!! نعم كان منصفا لتقسيم الكعكة على ما يبدو وهذه نتائجها نراها ونلمسها اليوم! ان كان طلب تغيير الدستور العراقي باشراف وحماية دولية (اي تطبيق الاعلان العالمي ١٩٤٨ والعهدين ١٩٦٦ وملاحقها وما تلاهما من بيانات لحقوق الإنسان حسب المعايير الدولية
إذن الحماية الدولية التي تعني ضمان حقوق شعبنا الاصيل في الدستور العراقي والقوانين المرعية حسب المعايير الدولية لحقوق الإنسان لا يمكن رفضها من اية جهة كانت ومهما كانت وخاصة من رجال الدين، منهم غبطة البطريرك!! ولكن الحماية الدولية لا يقبلها أي انسان حر شريف ان كانت وصاية دولية مباشرة ومهما كان موقع تلك الدولة

الخاتمة
كثيرا ما نجد تأويل كلام رؤساء الكنائس إلى حد الاتهام المباشر مع الاسف لأسباب عديدة منها عدم وجود لجنة اعلامية مثقفة داخل المؤسسة الكنسية تأخذ على عاتقها تفسير تصريحات المسؤولين وشرحها بمعنى “عدم قبول الكنيسة لحماية دولية” حسب تفسيرات وتأويلات من الذين يرغبون وضع الكلام ليس في مساره الصحيح، نجد مع غبطة البطريرك ان هناك تشرذم حزبي وسياسي داخل سياسيي العراق (هناك مع ايران – مع امريكا – مع تركيا – مع دول الخليج – مع اوربا – مع روسيا ) فريق يؤيد سوريا وح*زب ال*له وإيران وروسيا والآخر ضده! ونحن بين سندان هذا وجاكوج ذاك!! أين المفر؟ أما الهجرة او الامان بحماية دولية لان جماعتنا في العيش المشترك لم يتعظوا بعد ما حل بنا من كوارث ولا زالوا يفكرون بالتغيير الديمغرافي والمصالح الحزبية والطائفية والمذهبية وحتى القومية الضيقة
نرجو ونطلب من ربعنا الجالسين في المنفى إن لم يتمكنوا من الرجوع إلى الوطن لأي سبب كان، العيش مع أهلهم داخل العراق في فترته العصيبة عندها لهم الحق في اتخاذ القرارات وليس النقد الذاتي فقط

٠٣ شباط ٢٠١٧..

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!