مقالات دينية

موعظة الاحد السابع من الرسل (20/7/2014)

الكاتب: المطران سعد سيروب
موعظة الاحد السابع من الرسل (20/7/2014)
 
المطران سعد سيروب

 قراءة الانجيل المخصصة للاحد السابع من الرسل: لوقا 13/ 22-35
السؤال عن الابدية وعن الخلاص سؤال يثيرنا ويشغل بالنا، ليس بقدر ما هو متعلق بنا فحسب، ولكن لتعلقه بالكثيرين ممن نُحب ونريد أو حتى نكره ونمقت. وغالبا ما نسأله عن الآخرين وكأننا على يقين من مصيرنا ومستقبلنا. وهذا ما يريد الرب أن يركز عليه في هذا النص من الانجيل. يحول يسوع تفكير الرسل من المستوى العام الى المتسوى الشخصي المتعلق، هذا ما يفعله دائماً. فبالنسبة له المهم هو القرار الشخصي.  أريد أن أقف على بعض النقاط الاساسية في هذا النص: أولاً، يقول لنا الرب يسوع بانه لا يكفي الانتماء الى شعب معين أو أثنية أو لغة أو قومية أو جنس لكي يكون الانسان مخلّص. ولا يكفي أيضا الانتماء الى يسوع أو الكنيسة: “أكلنا وشربنا معك وعلمت في شوارعنا…”. أننا نحتاج الى شيء آخر.  وهذا هو الشيء الثاني الذي يريد الرب يسوع أن يكشفه لنا. فما يضعنا على الطريق الصحيح لا يمكن أن يكون امتيازا نملكه أو مكانة نحظى بها، أنه القرار الشخصي الذي نتخذه والذي به نتبع الرب يسوع كل يوم في حياتنا. وهذا ما يعطينا أن نفهم معنى “الباب الضيق” الذي يتكلم عنه الانجيل: أنه باب محبة الله والقريب. إن ضيق الباب ليس في قصد الله وإرادته، فالله يريد أن جميع الناس يخلصون. ولكنه ضيق لانه يحتاج الى الاجتهاد للدخول إليه. صحيح القول، أن نعمة الله تجلت في أبنه يسوع المسيح، ولكن قبول هذا النعمة والمحافظة عليها يحتاج الى جهد بشري حثيث والى عمل مستمر يتجسد في قرار شخصي يضعني دوما في حركة حب واقعي نحو الله ونحو القريب.  لا نحتاج الى أعمال كبيرة ومعجزات لكي نكون مؤمنين بيسوع، الانجيلي متى يضيف بهذا الخصوص: “سيقول لي كثير من الناس في يوم الحساب: يارب يا رب، أما باسمك نطقنا بالنبؤات، وباسمك عملنا المعجزات” ولكن جواب المعلم هو: “ما عرفتكم مرّة” (متى 7/ 21-23). نعم ليست المعجزة والنبؤة والعمل العظيم الذي يجعل مني أحد أبناء السماء وأبنا للملكوت. أنها المحبة باصالتها الكبيرة التي تجعلني اقترب من الله وأكون قديساً.  لقد جعل يسوع الخلاص متوفراً للجميع وليس مقصوراً على فئة معينة من الناس. الامتياز الحقيقي الذي يمكن أن يحعلني جزءًا من ملكوت الله هو المحبة لله والقريب. أيا كنت وأينما كنت، انت مدعو من الرب يسوع لتكون جزءا من مخططه الالهي وتصميم خلاصه: “يأتون من المشارق والمغارب ويجلسون على مائدة الملكوت..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!