مقالات عن مانكيش

منكيش الجمال والعطاء / الحلقة 20 / الاعياد والمناسبات الدينية

الدكتور عبدالله مرقس رابي
منكيش الجمال والعطاء /الحلقة 20
الآعياد والمناسبات الدينية
الدكتور عبدالله مرقس رابي
باحث أكاديمي

ان الهدف من هذه الحلقة هو تعريف الاجيال بتراث شعبنا في قريتنا منكيش وحتى بين أفراد مجتمعنا في المهجر .اذ يعد التراث الاجتماعي أحد العوامل الاساسية في التواصل الحضاري  للمجتمع وتقوية أواصر الاتحاد  للافراد.
يحتفل أهل منكيش قي المناسبات الدينية العامة والتي تخص أفراد شعبنا في كل المدن والقرى على مدار السنة الطقسية الكلدانية ، ففي عيد الميلاد يتجول الاطفال ليلة الميلاد في أزقة البلدة لزيارة العوائل فيمكثوا أمام باب الدار قائلين أهزوجة تدل على البشرى لميلاد المسيح وهي معروفة في منكيش ومطلعها (ميل ميلافا) وبعدها تخرج ربة البيت لاستقبالهم وتوزع لهم الزبيب والجوز والتين المجفف والرمان , وأما بعد دخول المنتوجات الصناعية فاشتملت على الحلويات المتنوعة .
وفي ليلة عيد الدنح الذي يصادف 6 كانون الثاني من كل عام وهو ذكرى عماد السيد المسيح , يجتمع أفراد الاسرة من الأبناء والأحفاد ويجلس الأبن البكر في الوسط ويحيط به الاخرون وينشر أحدهم عليه مواد غذائية يرغبها الجميع مثل اللوز والتين وفيما بعد أصبحت الحلويات , ويحاول المحيطين التقاط ما يتمكن من هذه المواد .
أما في عيد السعانين يكون الاحتفال بحمل الأولاد لأغصان الزيتون , وقد يحضرها الساعور قبل العيد بيوم , ويتجولون في أزقة البلدة مرتلين قائلين المدائح المعروفة في عيد السعانين .

وفي عيد القيامة يصبغ الأهالي في سبت النور السابق للعيد البيض بالوان زاهية يحضرونها من النباتات البرية في الماضي , وفي السنوات الاخيرة من الاصباغ التي تباع في الاسواق . وتدل البيضة الملونة على الحياة الجديدة التي جاءت بقيامة المسيح , وفي أثناء القداس الاحتفالي الكبير الذي يقام فجر يوم العيد يجلب الاطفال معهم البيض ويتناولونه بعد اعلان القس قيامة المسيح (قيامتا) . وفي أيام العيد يتجمع الشباب في ساحات البلدة لكي يمارسوا لعبة (كسر البيض) فالذي تكسر بيضته يعد خاسرا .
.
من المناسبات الدينية المعروفة في منكيش وابدى أهلها اهتماما متميزا بها والتي تتحول الى مهرجانات دينية واجتماعية هي :
1ـ    ذكرى مار كوركيس الشهيد التي تصادف 24 نيسان من كل عام وفي أجمل أيام منكيش الطبيعية حيث الربيع الذي يلبس الارض رداء” أخضر فتكسي الورود الجميلة كل مكان وتتفتح أزهار الاشجار فتختلط الالوان الطبيعية مع ألوان ملابس فتيات منكيش الجميلات اللواتي يسارعن الخطى مع ذويهن حيث المروج الرائعة والشمس الهادئة التي ترسل أشعتها لتضرب الخدود الوردية فتزيدها رونقا وبهاء”, أنها حقا ساعات من العمر فكل شيء يضحك , الطير والجبل والشجر والارض . وفي هذه المناسبة يتعاون أهل البلدة في الطبخ الجماعي لاكلة الهريسة فتنهال النذور على الكنيسة من الخرفان والديكة والحبية , وتطبخ الأكلة بالقرب من الكنيسة , ويقام القداس الاحتفالي ويخرج بعد نهايته موكب الاطفال والشمامسة ويتقدمهم القس حاملا صورة الشفيع مار كوركيس ويتوجه حيث الطعام ليباركه وثم يوزع بالتساوي حسب حجم الاسرة . ويعرف أن مار كوركيس هو شفيع منكيش وقد شوهدت له أعاجيب من أهل البلدة عندما كانت تتعرض الى الهجوم من قبل الاعداء بأن هذا القديس ظهر ممتطيا حصانه ليبعد الأذى عن البلدة ، ورويت مثل هذه الحالات من قبل جماعة الأكراد وأفراد الشرطة المقيمين هناك . وفعلا لم يستطيع أحد من الأعداء النيل من منكيش مهما حاولوا وكرروا اعتداءهم .

2 ـ ذكرى مارت شموني
تصادف يوم الثلاثاء الاول من أيار دائما وهي من أيام الربيع الجميلة أيضا ,اذ يطلق على مقبرة البلدة (مارت شموني). واحياءاً لهذه الذكرى يخرج الأهالي لزيارة المقبرة والمكوث هناك من الصباح الباكر والى المساء , وتطبخ أكلات متنوعة , وبعد اقامة الصلاة وقراءة الانجيل وتلاوة الوردية في موقع يتوسط المقبرة يبارك القس الطعام بعد جمع كمية من كل أسرة فيأكل الناس مع ضيوفهم بشكل جماعات أو فرادى كل حسب رغبته .

3  ذكرى مار توما :
تصادف 3 تموز من كل عام , يحتفل به المسيحيون الشرقيون في كل مكان , بينما في منكيش له احتفال خصوصي متميز , اذ يخرج الأهالي بعد حضور القداس الى البساتين الخضرالمحيطة بالبلدة على شكل جماعات متوزعة عليها , وتطبخ الأكلات المتنوعة , وتمارس ظاهرة رش الماء على بعضهم البعض , وتقوم جماعات من الشباب من الجنسين بزيارة صومعة مار توما في الجبل المقابل للبلدة وفي السنوات الاخيرة لتوفر الأمن والأطمئنان لأهالي منكيش ، يتوجه المؤمنين الى صومعة مارتوما في لفح الجبل وتُقام الصلوات والقداس هناك .

4 عيد الصليب :
يصادف 14 أيلول من كل عام . يحتفل أهل منكيش بذكرى اكتشاف الصليب المقدس وبمناسبة اعادته من المدائن الى القدس , ويتم ذلك بجمع الرماد من البيوت وتوزع على شكل أكوام صغيرة على سطح الكنيسة وصب النفط عليها واشعالها في الليل بعد اقامة الصلاة والمراسيم المناسبة , وكذلك تبادر كل اسرة باشعال النيران بالطريقة نفسها على سطح دارها فتحول البلدة ليلا الى منظر ولوحة جميلة جدا تضفي على الناس الأبتهاج والسرور .
تعد هذه المناسبات فرصة لجمع شمل الأحبة والأقرباء من سكان منكيش وضيوفهم من كل صوب في العراق . اذ ينتهز المهاجرون هذه الفرص للسفر الى بلدتهم للمشاركة في الاعياد .
..

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!