مقالات دينية

معمودية يسوع في الأردن ،كما رأتها ماريا فالتورتا

معمودية يسوع في الأردن ،كما رأتها ماريا فالتورتا
إعداد / جورج حنا شكرو
رجالٌ كُثُر على الضفّة اليمنى من الأردن. البعض يبدون من أبناء الشعب وآخرون أثرياء، وكثر يظهرون فرّيسيين بثيابهم المزينة بشرّابات.
في الوسط، المعمداني واقفاً على صخرةٍ يتحدث عن مجيء المسيح ويحثُّ السامعين على تهيئة قلوبهم بتخليصها مما يُثقِلُها وبإصلاح أفكارهم.
لكنها لغة جافّة. انه ينقب ويقص بلا شفقة.
 أرى يسوعي يتقدّم على طول ممرّ ضيّق في مُحاذاة الحافّة المُعشِبة والظليلة التي تُجانِب الأردن.
يسوع وحيد. يسير على  مهلٍ ويصل وهو يتقدّم إلى وراء يوحنا.
ما من شيء يُميِّز يسوع من الناس الآخرين. يبدو رجلاً من الشعب بالنسبة إلى ثوبه، سيّداً بالنسبة إلى جمال قسماته، إنما لا تُميِّزُه من الجمع أيُّ علامةٍ إلهيّة.
ومع ذلك كأن يوحنا يشعر بانبعاثٍ روحاني خاص. إنه يستدير ويُحدِّد فوراً مصدر هذا الإنبعاث.
ينزل بحيويّةٍ عن الصخرة التي كانت تقوم له مقامَ منبرٍ ويمضي طَلقَ المُحيّا نحو يسوع المُتوقِّف على بُعد بضعِ أمتارٍ من مجموعةٍ ويستند إلى جذع شجرة.
يسوع ويوحنا يُحدِّقان في بعضهما بعضاً برهةً.
يوحنا يصيح بعدما سمَّر فيه نظره الثاقب:
” هذا حمل الله. كيف يمكن أن يحدث أن يأتي ربّي اليّ؟” يسوع يجيب بهدوءٍ:“ذاك لأُتِمّ طقس التوبة.” “أبداً يا رب . أنا من يجب أن يأتي إليك لأتقدَّس، وأنت من يأتي إليّ؟” ويجيبه يسوع، وهو يضع يداً على رأسه، لأن يوحنا انحنى أمام يسوع:” إسمح بأن يحدث كلُّ شيء ٍ كما أشاء. ليتمّ كلُّ عدلٍ ويُوجِّه طقسك البشر نحو سرٍّ أسمى ويُعلن لهم انا الضحية في هذا العالم.” يوحنا يُراقبه بعينٍ تُلطِّف دمعةٌ نظرها، ويتقدمه نحو الضفّة. يسوع يخلع رداءه وقميصه، مُبقِياً على نوعٍ من سروالٍ صغير قصير وينزل إلى الماء حيث يوحنا.
يوحنا يُعمِّده ساكباً على رأسه من ماء النهر، بنوعٍ من طاسٍ مُعلَّق إلى خصره ويبدو قوقعةً أو نصفَ قرعةٍ مُيبَّسة ومُفرَغة.
 يسوع هو بالضبط الحمَل، الحَمَل ببياض جسده، تواضع قسماته،لطافة نظره.
فيما يُعاود يسوع الصعود الى الضفّة، ويستغرق في الصلاة، بعد أن يلبس، يعرضه يوحنا للجميع ويشهد بأنه تعرّف اليه بالعلامة التي دلّه اليها روح الله والتي تحدِّد الفادي بلا خطأ.
بعد الرؤيا قال يسوع لماريا شارحاً: فيما يُعاود يسوع الصعود الى الضفّة، ويستغرق في الصلاة، بعد أن يلبس، يعرضه يوحنا للجميع ويشهد بأنه تعرّف اليه بالعلامة التي دلّه اليها روح الله والتي تحدِّد الفادي بلا خطأ.
بعد الرؤيا قال يسوع لماريا شارحاً: “يوحنا لم يكن بحاجة الى علامة لنفسه. ان عقله، المقدَّس مُسبقاً منذ أحشاء أمه كان يملك هذه الرؤية للذكاء الفائق الطبيعة التي كانت لتكون نصيب كل البشر لولا خطيئة آدم. لو أن الانسان لبث في حال النعمة، في البراءة والوفاء لخالقه، لكان رأى الله عبر المظاهر الخارجيّة.
ذلك كان قدر الإنسان: رؤيه الله وفهمه، مثل إبن بالنسبة الى أبيه.
لكن يوحنا طُهِّر من الخطيئة حين انحنت المملوءة نعمة بحُبٍّ لتُقَبِّل اليصابات. لقد قفز الطفل فرحا في أحشائها.
إن الروح القدس الذي جعل من مريم أُم المخلِّص، بدأ عمله الخلاصي عبر مريم، حق القربان الحي للخلاص المتجسد.
يوحنا كان الشفتين وأنا الكلمة. هو السابق في الإنجيل ومصيره شهيد. أنا من يُعطي كمالي الالهيّ للإنجيل الذي بدأه يوحنا واستشهاده للدفاع عن شريعة الله.
يوحنا لم يكن يحتاج الى أي علامة، إنما بالنسبة الى غلاظة ذهن الآخرين، كانت العلامة ضرورية.
أنا كذلك لم أكن أحتاج الى معموديّة. لكن حكمة الرب ليوحِّدنا في تلك اللحظة ليفتح عليّ السماء ويُنزِل ذاته، حمامة إلهيّة، ويُنزِل من السماء الإعلان الأقوى:“هذا هو إبني الحبيب، الذي به سُرِرت.
الآن أيضاً تتكرّر إنما لا يقبلها العالم أو بالأحرى لا يتقبل المعجزات الراهنة وينسى مُعجزات الماضي.
والحال هذه، لا أمتنع. أُكرِّر نفسي لأُخلصكم، لأقودكم الى الإيمان بي.” ( الإنجيل كما كُشِف لي_ الكتاب الاول)

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!