مقالات سياسية

مرحباً بكم في دولة حيدر العبادي … ميليشيات في الشوارع

الكاتب: المشرف العام
ورد الينا عبر البريد الالكتروني مقال للكاتب عدنان حسين ارتأينا نشره في هذا المنتدى لأهميته

مرحباً بكم في دولة حيدر العبادي
 
***********

ميليشيات في الشوارع 

 عدنان حسينعادت الى شوارع مدننا، وبخاصة العاصمة بغداد، ظاهرة الق*ت*ل وخطف الأشخاص واحتجازهم بقصد الإبتزاز والحصول على المال، بعدما تراجعت نسبياً في السنوات السابقة، بيد ان العودة تبدو قوية هذه المرة، فالقصص المتداولة تدلّ على قدر من الإنفلات في هذه الأعمال الإجرامية.صديق وزميل حدّثنا منذ يومين عن محاولة لخطفه وابتزازه في احد شوارع العاصمة بما يناظر أفلام المغامرات الهندية والمصرية .. وقفت له عصابة في عرض الشارع ومثلّ أفرادها عليه تمثيلية في الهواء الطلق مفادها انه صدم أحدهم بسيارته، ونقلوا “المصدوم” الى أحد مستشفيات وسط بغداد، ليتموا تمثيليتهم بإخراج “المصدوم” ملفوفاً بكتلة من اللفائف الطبية البيضاء وباستخراج أشعة أكس وتقرير طبي، تفيد كلها بإصابة “المصدوم” المزعوم بإصابات خطيرة.. وهنا بدأ خيط المساومة.. أن يدفع “تعويضاً” مالياً كبيراً في الحال أو “يُجرجر” الى مركز الشرطة وتثار ضده، بالإضافة الى ذلك، “قوامة” عشائرية!! .. وتبيّن لاحقاً ان أمر حادث الصدم لم يكن سوى تمثيلية متقنة ومرتبة سلفاً للإيقاع بالصديق وابتزازه، وهي تمثيلية ما كان لها ان تجري بدم بارد في الطريق لولا وجود تواطؤ بين افراد العصابة وعناصر في سلك الشرطة بحسب تقديرات الزميل.الصديق الزميل كان سعيد الحظ لأنه كشف اللعبة ووجد في الوقت المناسب مكاناً مناسباً يلوذ به ويُبعد الشر عنه، لكنّ العشرات من منحوسي الحظ يدفعون حياتهم أو تحويشات أعمارهم، في الأقل، ثمناً للإنفلات الأمني العائد الى الشوارع.اللافت ان هذا الإنفلات الأمني مقترن بالنشاط الملحوظ لجماعات مسلحة ( ميليشيات معروفة وأخرى غير معروفة) تستخدم سيارات ومعدات تشبه الى حد كبير السيارات والمعدات التي تملكها مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية وتسيّرها في الشوارع: رباعية الدفع ومظللة، ومدجج ركابها بأسلحة خفيفة لكن قاتلة .. القياديون في هذه الجماعات يتنقلون في مواكب شبيهة بمواكب الوزراء والقادة العسكريين والأمنيين.. وعناصر هذه الجماعات يتصرفون في الشوارع وفي الأسواق كما لو انهم تابعون لمؤسسة أمنية حكومية، وفي بعض الأحيان يتعاملون مع الآخرين كما لو انهم دولة فوق الدولة، فيُجبون الأموال من الناس بحجج وذرائع ومسوّغات مختلفة ويسيئون معاملة الناس، بمن فيهم أفراد الأجهزة المكلفة بتطبيق القانون وحفظ الأمن والنظام العام، الشرطة والجيش، أنفسهم.هذه ظاهرة خطيرة للغاية لا ينبغي التهاون معها بأي حال من الأحوال .. أي تهاون يعني إنفلات زمام هذه الجماعات، وإنفلات زمامها يعني طغيانها على الدولة والمجتمع في نهاية المطاف، وهو ما يقود عادة الى حرب أهلية ضروس وطويلة الأمد.تعاظم أمر الميليشيات وسواها من الجماعات المسلحة غير النظامية يتعارض كلياً مع أمر بناء الدولة، بل انه عامل هدم وإبادة لكيان الدولة .. راجعوا تجربة لبنان .. راجعوا تجربة الصومال… انظروا الى ما يجري في ليبيا واليمن، إن كنتم غافلين.
 
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!