مقالات دينية

كنيسة العائلة ودورها في التنشئة

وردا أسحاق     

 

 

كنيسة العائلة ودورها في التنشئة
بقلم / وردا أسحاق قلّو
( لأنه حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة بأسمي فهناك أكون في وسطهم ) ” مت 18:20″
العائلة المسيحية هي نواة الكنيسة المقدسة ، بل هي كنيسة صغيرة ، ومدرسة للتعليم والتأديب والتهذيب والصلاة . فيها يتربى الأطفال في كنف العائلة المؤمنة . فالزوجان يجب أن يعيشا حياة طاهرة مع الميسح الذي هو ثالثهم . والثلاثة هم واحد ( ما جمعه الله لا يفرقه إنسان لأنهما جسداً واحداً ) يصبحان جسداً واحداً موحداً مع المسيح الذي باركهم في سر الزواج المقدس . والمسيح هو باني ذلك البيت وحافظه لأنه إن لم يبني الرب البيت فباطلاً تعب البناؤون ” مز 1:127″ وبوجود المسيح في العائلة يحل السلام والإيمان والحكمة . ولكي تكون العائلة أكثر وفاءً للمسيح فيجب أن يكون لها مذبحاً عائلياً للصلاة التي تطهر البيت من أفكار عدو الخير . طبعاً هنا ليس المقصود بالمذبح كمذبح الكنيسة الذي تجرى عليه تقديم الذبيحة الألهية . بل مذبح البيت تقدم عليه الصلوات والتراتيل وتتلى كلمة الله كل يوم أمام أفراد العائلة ومن أكثر من سفر ، كما يتم شرح كلمة الله لكي تدخل في القلوب والعقول فترشد الجميع إلى حياة القداسة ، وكما يقول المرنم (( لأنه حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة بأسمي فهناك أكون في وسطهم ) ” مت 18:20″
كلمتك سراج لخطايا ونور لسبيلي ) ” مز 105:119 ” وكلمة الله ترشد الجميع غلى طريق الخلاص الأبدي . ومن دراسة كلمة الله كل يوم يتربى الجميع وخاصة الأطفال حياة الصلاة كل يوم ، وبسبب الصلاة يتباك البيت وأهله ، ويدرك الأبناء أن للصلاة قوة تصنع آيات كما يقدمون لله طلباتهم الخاصة . إضافة إلى صلوات المخدع الفردية ، وهكذا يتعلم الأبناء معنى الصلاة وأهميتها ومعنى الخشوع أثناء الصلاة . ومذبح البيت مهم ومطلوب لأن الله يريد أن نقدم له التسبيح ونرفع له الصلوات في كل حيت ، وليس في الكنيسة فقط . هكذا تنمو الفضيلة بين أبناء العائلة فيتعلم الأبناء مخافة الله منذ نعومة أظافرهم . لذلك يقول الحكيم ( أدِب أبنك فيريحك ويعطي نفسك لَذّات ) ” ام 17:29″ تعليم وصلوات العائلة هو غذاء روحي مهم ومطلوب ، وهو أهم من كل تعليم لأنه يسلح الأولاد بالسلوك الحسن ، والقوة ، ويضعهم في المسار الصحيح نحو الهدف ومتهيئين للمصاعب والتجارب فلا يهابون من الضيقات والإضطهاد ومن مشاكل هذا العالم ، يتلذذون بحمل الصليب كل يوم ، بل لا يهابون من الموت .
كذلك في مدرسة البيت ينبغي قراءة سيرة القديسين والشهداء الأبرار كيف قدموا أجسادهم للموت طوعاً من أجل نشر كلمة الله والدفاع عنها ونشرها . كما يجب أن يكون الزوجين مثالاً صالحاً لأبنائهم فس سلوكهم وإيمانهم ومحبتهم لبعضهم وللآخرين ، مع التدريب على فضيلة ضبط النفس في أوقات الضرورة كما يقول الرسول بولس ( من يجاهد بضبط نفسه في كل شىء ) ” 1قور 25:9 ” والذي يساعد الوجين على محاربة الغضب هو ضبط النفس وأساسها المحبة التي تتحمل كل شىء ، والمحبة التي ربطهم في الزواج المقدس تحفظهم في القداسة ، لأن المحبة تتأنى وترفق وتتحمل كل شىء ، وتصبر على كل شىء ” 1 قور 13: 4-7″ . وهكذا سيتحمل كل عضو في العائلة ضعفات الآخرين بسبب الوداعة والمحبة التي يعيشها المؤمن .
ومن مذبح العائلة سيتعلم الجميع سر التوبة والمصافحة والمصالحة ، ومن ثم ممارسة سر التوبة والأعتراف المتواتر . وهكذا يرشد الزوجين الأبناء إلى أب الأعتراف لكي يتناولون جسد الرب ودمه في الكنيسة بأستحقاق . وهكذا سيؤدي الزوجان دورهما الحقيقي في مدرسة العائلة ويصبحا قدوة ناجحة لأبنائهم متحملين المسؤلية الكبرى لتربيةالأولاد أكثر من الكنيسة لأن البيت هو المدرسة الأولى التي ينمو فيها الطفل أيمانياً ، ويسوع سيتمم عملهم ويثبته عندما يشترك جسده بأجسادهم ، ودمه بدمائهم في سر الأفخارستية وحسب قوله ( من أكل جسدي وشرب دمي ثبت فيّ وثبتُّ فيه ) ” 56:6″ .

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!