قصة قصيرة الموظف المختص للقاص احمد دسوقى مرسى – مصر

تقدمت بخطى ثابتة ، و علقت على فمى أبتسامة ودودة و قلت بصوت رقيق :

فنظر إلى الرجل من خلف مكتبه ، بوجه كالح ، و عينين عابستين ، و قال بصوت أجش :

و أشار الشاب إلى ركن قصى قبع فيه رجل هائل الجرم بوجه أسمر جاد أتجهت إليه من فورى

و أبتسمت حتى تجذبه ابتسامتى ، و مددت يدى إليه بالطلب فمد يداً غليظة و أمسك به و راح يقرأه كلمة ..كلمة فى هدوء أثارنى …ثم ألقاه على المكتب ، و ألتفت إلى يمينه و رفع صوته قائلاً :

و تملكنى غيظ عارم ، سرى فى عروقى ناراً كاوية …لقد كان يوجه سؤاله إلى زميله الذى يجاوره فـرد عليه ( سيد أفندى ) هذا و كان رجلاً أشيب الشعر :

يعنى أذا كان أحنى الرأس قليلاً و تغاضى قليلاً …لربما حصل على حقه و زيادة

فقلت له و أنا أتميز غيظاً :

فقال لى بصوت هادىء ، غير مبال :

و أشار بسبابته إلى أعلى …فقلت فى نفسى ، و الدماء تلهب رأسى : ” يا حشرة سامة على مكتب الوزارة ” .

و ابتسمت فى آسى و أنا أبتلع غضبى :

و كرهت الرجل من أعماقى و كأن كراهيته نبتت فى قلبى منذ زمن بعيد ، و لعنته ألف لعنة فى نفسى …

و لم أشا أن أساله عن غرفة هذا المسعود المستكاوى المختص بهذه الطلبات التى على شاكلة طلبى التعيس .

و سألت فراشاً فى الردهة يجلس على كرسى فى استرخاء و النوم يكاد يداعب جفنيه

و أشار الرجل إلى غرفة تقع عن يساره …و دخلت …فوجدت رجلاً نظرت إليه فتوسمت فيه الطيبة …فتوجهت إليه و سألته عن الأستاذ ” مسعود المستكاوى ” فقال لى و هو يضحك :

و أستأنف حديثه مع زميله و كأنه لا يرانى فأنسحبت أخرج فى هدوء أتفرس فى وجوه الرجال الذين يذهبون و يجيئون و الذين يدخلون الغرفة …عل من بينهم هذا ” المسعود المستكاوى ” المختص بتوقيع الطلبات ، و الذى سيحل بحضوره أزمتى المستعصية و سألت ساعياً خرج من مكتب قريب و كان يحمل اوراقاً كثيرة فى يمناه .

فقال الرجل …بأبتسامة طيبة ، رقيقة لأول مرة ألقاها منذ هذا الصباح :

و أمسك بيدى ، و دخل بى المكتب الذى غادرته منذ دقائق        و قال بصوت مرتفع رزين :

و ألتفت الرجل إلى شخصى ، فإذا هو ذلك الموظف الذى أخبرنى منذ قليل بخروج ” مسعود المستكاوى ” …وهو يضحك…فنظرت إليه مصعوقاً ، و الغضب الحبيس يكوينى و قلت فى تملق :

و لكنه لم يتكلم و لم يعلق على نفاقى المصنوع و مد يده المعروقة و أمسك بطلبى ثم أعطاه لى بعد لحظات…و قال لى بصوت غاضب :

قصة الموظف المختص

أحمد دسوقى مرسى من مصر

Exit mobile version