الحوار الهاديء

قراءة جديدة في مبادرة أنبارنا الصامدة

الكاتب: مهند ال كزار
مهند ال كزار – قراءة جديدة في مبادرة أنبارنا الصامدة
 
من الطبيعي أن حلول الأمس, لا تتلائم مع مشاكل اليوم, وأن قراءات اليوم التالي تختلف عن قراءات اليوم السابق.
في ٢٠١٤/١/٦ قدم السيد عمار الحكيم مشروعاً بأسم(أنبارنا الصامدة) حيث كانت ازمة الانبار في بداياتها, على منصات مايعرف بالاعتصام في ذلك الوقت.
تناولت هذه المبادرة العديد من الامور التي تمس جوهر الخلاف السياسي القائم, منها صندوق اعمار خاص بمحافظة الانبار, بقيمة ٤ مليار دولار على مدى أربع سنوات, وبواقع مليار دولار سنوياً لبناء المحافظة تضاف الى موازنة المحافظة الاتحادية.
كذلك دعم العشائر الانبارية الاصيلة التي تحارب الار*ها*ب لغرض تمكينها من الصمود, وأنشاء قوات دفاعية مهمتها تأمين الحدود الدولية, والطرق الاستراتيجية في المحافظة ودمجها بتشكيلات الجيش العراقي.
أصدار تعليمات من مجلس الوزراء والسيد القائد العام للقوات المسلحة, لتعويض أبناء العشائر المشاركة في العمليات العسكرية ضد الار*ها*ب, وبعيداً عن التعقيدات الادارية لتكون دفعة معنوية لهم.
رفعت أغلب القنوات التلفزيونية شعار(الانبار صامدة), مع بداية هجوم د*اع*ش على هذه المدينة, وهو ماذكرنا بهذه المبادرة التي لو كانت هناك ارادة حقيقة على لحل الازمة منذ عام ٢٠١٤, لكانت هي المدخل لانهائها.
التخوين، والاستخفاف, هو ما واجهته هذه المبادرة, من قبل المتصيدين بالماء العكر, وأصحاب الطابور الخامس.
عندما تطرح بعض المبادرات العقلانية, يجب علينا أن نضع جميع الانتمائات الحزبية الضيقة على جانب, ونركز على مستقبل العراق الموحد الذي يشترك فيه الجميع بدون أستثناء.
لو أحتكم الجميع لعقولهم, لما طرحت الولايات المتحدة, وغيرها من الدول مشروع تقسيم العراق على الطاولة, ولما وصل بنا الحال الى فقدان الامن في أغلب المحافظات, حتى أصبح التهديد قاب قوسين أو أدنى من بغداد وكربلاء والنجف.
لو درسنا وضع الانبار الجيبولتيكي (الجغرافي), بحكم جوارها مع السعودية والاردن وسوريا, لما أنتشرت في شوارعنا وأزقتنا الحزينة قطع الشهادة السود.
أن الملك لعقيم, أنا ربكم الاعلى, أنا الدولة والدولة أنا, جميع هذه الامور زرعناها منذ سنين واليوم نقطف ثمارها.
متى نتفهم أن لنا شركاء في هذا الوطن, ومتى يتفهم الشركاء أننا عراقيون بالفطرة, متى نتعلم من دروس وتجارب الاخرين, لكي نكون طلابً مثابرين, مؤمنين بأن الله خلق العراق بهذه الالوان والتنوعات والاثنيات, التي لها حقوق وعليها واجبات, وسلب الحق أو الواجب سوف يخل بميزان العدالة ويكون غير معترف فيه.
قرى ومدن حل عليها الظلام والدمار, أناخت بمأسيها ومعاناتها في وسط قارعة الطريق, أيتام وأرامل فاقت كل الارقام, ق*ت*ل, وعذاب, وتشريد, بسبب واحد؟!
الشيعي رافضي, السني ناصبي, المسيحي كافر, الصابئي نگس!, اليزيدي شيطان, وغيرها من خزعبلات, العصر الحجري.
وما هي النتيجة؟
علي شهيد, زوجتي أرملة, أبني يتيم, بيتي مهدم, شارعي مهجور, وطني مكسور, هويتي ضائعة, ديني منحرف, أنسانيتي مفقودة!!
أعتقد هذا هو المطلوب, أم إن هناك شيئ أخر؟
أنا شخصياً أتمنى أن يكون شيئً أخر…

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!