آراء متنوعة

ماذا جلبت ح*ما*س للفلسطينيين؟

ماذا جلبت ح*ما*س للفلسطينيين؟

ما الذي تريده “ح*ما*س” بعدما كانت سببا مباشرا في نكبة ثانية أشد من النكبة الأولى على شعبنا الفلسطيني وهل المطلوب من الرئيس محمود عباس تكليف شخصية حمساوية قيادتها موسومة بالار*ها*ب عالميا؟

حروب ح*ما*س الخاسرة
بهجوم حاد وصلافة معهودة، انتقدت حركة ح*ما*س وبعض الفصائل ا*لفلس*طينية الأخرى والتي تتلقى غالبيتها التمويل من الجهة الإقليمية ذاتها، قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس تكليف الدكتور محمّد مصطفى رئيسا للوزراء في حكومة الكفاءات ووصفته بالقرار المتفرد، وهنا تجدر بنا الإشارة إلى أنّ الدكتور محمّد مصطفى شخصية وطنية ومهنية معروفة ومقبولة فلسطينيا وعربيا وعالميا، وليس من أبناء حركة فتح أو أي حركة أخرى مقربة منها، وقد لاقى تكليفه ترحيبا ملحوظا من الكثير من الدول، وهي خطوة موفقة من القيادة ا*لفلس*طينية.
لكن ما الذي تريده حركة ح*ما*س بعدما كانت سببا مباشرا في نكبة ثانية أشد وأعتى من النكبة الأولى لشعبنا الفلسطيني الباسل؟ وهل المطلوب من الرئيس محمود عباس تكليف شخصية حمساوية كل قيادتها موسومة بالار*ها*ب عالميا وفي بعض الدول العربية أيضا، أم أن يكلف أحد قادتها في الخنادق وأن يدير الحكومة من سابع أرضين، أو أن يكلف أحد قادتها في الفنادق خارج فلسطين بعدما قاموا بهجرة طوعية يضع العاقل أمامها العشرات من إشارات الاستفهام؟ وكما يقول الشّارع الفلسطيني هم يأكلون القطائف ونحن نأكل القذائف، وكيف يتيسر لحركة ح*ما*س الحديث أنها لن تكرر ما فعله ياسر عرفات بالخروج من بيروت بكلام يحتوي على مغالطات كبيرة يتوجب تصحيحها؟ فبيروت ليست أرضا فلسطينية وعندما حوصر الرئيس الشهيد ياسر عرفات في المقاطعة في رام الله أبى بشدة الخروج من فلسطين رغم كل الضغوطات العسكرية والدبلوماسية وقد دفع حياته ثمنا لهذا القرار، وحتى عندما كان عرفات في حصار بيروت كان رفاقه يتواجدون فوق الأرض، يتعرضون للقصف والاستهداف، حالهم حال أي مواطن لبناني أو فدائي فلسطيني، ولم يتواجدوا في الخنادق مختبئين من الطائرات ويسمعون هدير الدبابات فوقهم.

◙ يتجلى تخبط حركة ح*ما*س الواضح سياسيا ووطنيا، فهي قبل أن توزع تهم الخيانة والتكفير وتتحدث بأن فلانا أو علانا جاء على ظهر الدبابة الإ*سر*ائي*لية، عليها أن تتذكر أنها هي من جلبت الدبابة الإ*سر*ائي*لية

غني عن البيان أن السلطة الوطنية ا*لفلس*طينية وحركة فتح لم تنتقدا غزوة ح*ما*س في السابع من أكتوبر الماضي ورفضتا رفضا قاطعا إدانتها، وحمّلتا إس*رائي*ل كل المسؤولية واعتبرتا العملية رد فعل طبيعيا على الحصار الجائر وسلب المواطن الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة.

فاليوم وبعد انتقاداتها غير المنطقية وغير الوطنية يبدو أن حركة ح*ما*س قطعت شعرة معاوية بينها وبين حركة فتح، وبالتالي هي تتهرب من الاستحقاق الوطني الكبير بالدخول إلى منظمة التحرير ا*لفلس*طينية والقبول ببرنامجها المرحب به في كل أصقاع العالم، فح*ما*س اليوم تسير في طريق صدام حسين الا*نت*حا*ري، وهي خسرت وستخسر كل مكاسبها التي حققتها بالإجرام المهول في انقلابها، وما كانت تصريحاتها المعتدلة السابقة سوى ألاعيب لكسب الوقت ومحاولة بائسة لتصدير نفسها كطرف فلسطيني معتدل يسعى بكل جهده لأن يكون مقبولا أوروبيا وأميركيا.

وقد تجلى هذا الأمر في معاملتها بالغة اللطف والرقة للأسرى والرهائن الأجانب، ولكن ألا يتوجب على حركة ح*ما*س معاملة السجناء الفلسطينيين من أبناء جلدتها هذه المعاملة الجميلة، فقد مات في سجونها الكثير تحت التعذيب من أبناء فتح وحتى من معارضيها أو منتقديها، ففي رمضان الفائت مات الداعية والمقرئ الشيخ محمد الصوفي تحت التعذيب في 29 من رمضان تحديدا، لتعرضه للتعذيب الشديد بعد عودته من مصر بسبب انتقادات وجهها لإيران خلال إحدى خطبه في غزّة، وهذه قصة مأساوية مشهورة يعرفها كل أبناء قطاع غزّة الحبيب.

ويتجلى أيضا تخبط حركة ح*ما*س الواضح سياسيا ووطنيا، فهي قبل أن توزع تهم الخيانة والتكفير وتتحدث بأن فلانا أو علانا جاء على ظهر الدبابة الإ*سر*ائي*لية، عليها أن تتذكر أنها هي من جلبت الدبابة الإ*سر*ائي*لية، فإن كانت لا تستطيع ولن تستطيع أساسا أن تجبر جنود الاحتلال وآلياتهم على أن يعودوا أدراجهم، عليها أن تصمت وتطلب من الشعب الفلسطيني العفو، ولو عدنا إلى برنامج حكومة ح*ما*س بعد انقلابها الأسود لكان بكل وضوح، المزيد من القمع والمزيد من الفقر والمزيد من الدكتاتورية والمزيد من الحروب الخاسرة والسعي الحثيث للتقاطع مع مصالح اليمين الإ*سر*ائي*لي المتطرف باستدامة الانقسام.

أوس أبوعطا
صحافي فلسطيني

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!