الحوار الهاديء

نتحد ام نفترق

الكاتب: ماهر مرقس مرخو
هل نحن متحدين فقط في الانتخابات؟ ربما يكون هذا صحيحاً حيث ان كل عمل سياسي موجه نقوم به نحن المسيحيين ومع الاسف كشعب مهمش في بلدنا وكأقلية قومية فرضت عليه المواطنة في الدولة العراقية يفترض ان يكون عملاً جماعياً حيث ان اي عمل جماعي نقوم به في مواجهة التهميش والاقصاء من قبل الحكومة و مقارعة السياسيين الذين يحاولون تهميشنا مع اننا ابناء العراق الاصلاء يجب ان يكون حده الادنى اجماع كامل و رافض و مناهض لفكرة التهميش و منطلقاً نحو اكبر حيز ممكن للتوافق وادارة انواع الاختلاف في مجتمعنا. فهل تعتبر المشاركة في البرلمان خياراً للعمل الجماعي لمواجهة التهميش ام ان هذه المشاركة خياراً لكونها امراَ متاح فقط ( حتى الان) ؟ 
تفيد لنا المعطيات الاحصائية ان الاحزاب المسيحية بكافة اشكالها التي شاركت في الحكومة العراقية و في الحياة السياسية تستثمر كل جهدها في طرح و مرافعة قضايا مدنية تتعلق بالحياة اليومية و القضايا الجماهيرية لمجتمعنا المسيحي اما المواضيع التي خاض فيها نوابنا المسيحيين في البرلمان من مختلف الاحزاب و القوائم فتكاد تكون ذات مواضيع في سياقات مختلفة بغض النضر عن كثافة العمل و جودته ولم تنبع هذه المعطيات من الفراغ ولا من قلة الحيلة او من عدم ابداع النواب المسيحيين حيث ان الموضوع ببساطة ان المساحة الطبيعية التي تمنحها طبيعة العمل البرلماني في العراق للمسيحي في مواجهة السلطة. 
على المسيحي ان يمثل ابناء شعبه وقضاياه في البرلمان في سياق محدود و طبيعي و هي علاقتنا نحن كمسيحيين بالحكومة و ذلك فيما يتعلق بالموضوعات الخدماتية او فيما يتعلق بالخطاب السياسي و مساهمة الاحزاب و النواب في صقل وبناء الرأي العام المناهض للتهميش و الاقصاء و هذا ما يتوجب على ابناء شعبنا في البرلمان العراقي فعله عندما اختاروا المشاركة في الحياة الساسية و هنا نسأل لماذا لا يكون العمل جماعي و لماذا لا نكون متحدين دائماً و ليس فقط في الانتخابات و البرلمان وانما في كل شيء.
ان الوضع الطبيعي لمشاركتنا في اي مضمار يتعلق بمجابهة السلطة في مقولتها و ممارستها و ان يكون هذا العمل مبنياً غلى حد ادنى من التوافق و الاجماع و الاهم من ذلك هو التنسيق لأن اي فعل سياسي نقوم به كشعب مهمش ستكون النتيجة الحتمية ان الوحدة هي الوضع الطبيعي الذي لا بد ان يكون.
علينا ان نتعلم العيش معاً كأخوة او الفناء معاً كأغبياء
..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!