مقالات دينية

عيد العنصرة – عيد ميلاد عروس المسيح

الكاتب: وردااسحاق
عيد العنصرة – عيد ميلاد عروس المسيح

 
( وها أنا أرسل لكم ما وعد به أبي فأقيموا في مدينة أورشليم الى أن تلبسوا قوة من الأعالي ) ” لو 49:2″
أنه عيد حلول الروح القدس على الكنيسة ، فتعمدت بهذا الروح ، وولدت ولادة روحية ، مصدرقوتها هو الله ، لأن الروح القدس الذي حل فيها ، هو روح الله المساوي للآب والأبن في الجوهر . وهو مصدر الحياة مع الله ويصفه قانون الأيمان ب ( الروح المحي )  يسمى هذا العيد  ،  بعيد العنصرة وتعني بالعبرية ( جمع أو أجتماع ) ويسمى عند اليهود بأسماء متعددة منها الحصاد ” خر 16 : 23 ” وعيد أوائل الثمار ” عدد 26: 28 ” وعيد الأسابيع ” تث 9:16 -10 و لا 15:23 ” وأطلق عليه عيد الخمسين لأنه يقع بعد خمسون يوما من الفصح اليهودي ويعتبر أحد الأعياد الثلاثة الكبرى عند اليهود ( الفصح- عيد الخمسين – والمظال ) وعيد العنصرة كان يجذب كل اليهود من العالم الى أورشليم ، ويوافق هذا العيد أيضاً تسليم الشريعة لموسى النبي في سيناء بعد خروج بني أسرائيل من أرض مصر بخمسين يوماً .   
أما عندنا نحن المسيحيين فيوافق أيضاً يوم الخمسين بعد القيامة أو بعد الفصح اليهودي . ويسمى بعيد البنتيكوستي (تعني الخمسين يوماً ) . اليهود يحتفلون به لذكرى استلام موسى الشريعة على ألواح من الله . أما نحن المؤمنون فنحتفل به كعيد الروح القدس الذي كتب َ وصايا الله على ألواح قلوبنا اللحمية .
في يوم الأحد قام الرب من بين الأموات . ويوم الأحد أيضاً أصبح اليوم الذي صنعه الرب وأنزل روحه القدوس على كنيسة الرسل بحضور العذراء مريم . أذا يوم الأحد أصبح يوم الرب في العهد الجديد فلماذا يتمسك البعض لحد اليوم بيوم السبت كالأخوة السبتيين ( الأدفنتيست ) ؟ صاحب هذا العيد ثلاث ظواهر غريبة وهي : هبوب ريح عاصفة و نزول ألسنة النار التي ترمز لوجود الله ( طالع خر 2:3 و خر 18:19 ) والتكلم بالألسنة .  
الروح القدس هو روح الله الذي هوحي بهذا الروح ، وناطق بكلمته ( الأبن ) . لهذا نقول بأن الروح القدس هو أقنوم الحياة في الطبيعة الألهية ،
في العهد القديم كان الأقنوم الأول ( الآب ) أكثر تواجداً من الأبن والروح القدس . وفي العهد الجديد تجسد الأقنوم الثاني ( الأبن ) وأسس عهداً جيداً عهد المصالحة والخلاص . بعد ما أتم رسالته الخلاصية وقبل أنطلاقه الى السماء وعد تلاميذه بأرسال الأقنوم الثالث ( الروح القدس ) لكي يعطيهم القوة من الأعالي ( متى جاء روح الحق فهو يرشدكم الى الحق كله ) ” يو 13:16 ” نزلت على الرسل على شكل ألسنة نارية .  تنبأ يوحنا المعمدان وقال ( هو سيعمدكم بالروح القدس والنار ) ” مت 11:3 ” . هذا الروح وهب الكنيسة مواهب وقوة ونور فأعطى القدرة الفاعلة للرسل ومواهب كثيرة وبواسطته تم تدوين أسفار العهد الجديد . . أنه الروح الواهب للحياة . ولهذا الروح الدور الكبير في نشأت الكنيسة المقدسة ويدخل في كل أسرارها . هذا الروح تعطيه الكنيسة المقدسة وعلى مرور الأجيال للمؤمنين بشخص الرب يسوع وتعليمه فيلبس هذا الروح من خلال سر الميرون الذي يختم المعمد بهذا الختم ، يقول الرسول ( بعد إذا آمنتم به ختمتم بروح الموعد القدوس ) ” أفسس 13:1 و 14:3 ) . هكذا يفيض هذا الروح في قلوب المؤمنين فيجعلهم أولاد الله بعد ولادتهم ولادة جديدة ، هذه الولادة التي تحدث بها الرب يسوع لنيقاديموس . وهكذا يسكن روح الله في الأنسان ويقوده الى النور لكي يصبح حراً بالأنصياع الى صوت ذلك الروح الذي يخلق في المؤمن الحرارة للفعل الممجد حيث الغاية والهدف . والروح القدس يشفع في المؤمنين عند الآب كما يشفع الأبن . ويبعث الرجاء في نفس المؤمن فينتعش بالروح كما فعل بالأنبياء . وحتى الصلاة المرفوعة الى السماء يجب أن تكون بواسطة الروح القدس الساكن في الأنسان منذ عماده . كما أكد الرب على أهمية الصلاة الجديدة والعبادة بالروح للسامرية على بئر يعقوب . وكذلك أشار القديس يوحنا الى ذلك عندما أكد على دور العبادة بالروح والحق . هذا الروح أفحم العالم كله بنوره ، أنه الشاهد العظيم في كل مؤمن معمد ، وهو الذي يسكب في نفس المؤمن المحبة والفرح والسلام لأنها من ثماره .عبر الرسول بولس عن سكنى الروح القدس في المؤمنين . فقال ( أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله … ) ” 1قو 19:6″
كما أضاف قائلاً ( أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم ….) (1 قو 16:3 ) .
أعتادت الكنيسة منذ نشأتها بمنح هذا الروح للمؤمنين . بدأها الرسولين بطرس ويوحنا مع أهل السامرة فوضعا عليهم الأيادي فقبلوا الروح القدس ” أع 8: 15-17 ” .
كذلك تعطي الكنيسة هذا الروح بمسحة الزيت المقدس (ميرون) بعد العماد لكي لكي يبقى ثابتة في المعمد : قال عنها الرسول يوحنا ( وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم …) ”
1 يو 27:2 ” .
أوصانا الروح القدس الحال فينا منذ ولادتنا الجديدة أن نصغي الى صوته ونعمل بحسب وصاياه . ليتمجد روح الرب القدوس الآن وعلى الدوام والى الأبد الآبدين
بقلم
وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!