عيد العنصرة … التشابه بين عنصرة العهدين
عيد العنصرة .. التشابه بين عنصرة العهدين
بقلم / وردا إسحاق قلّو
( جئت لألقي على الأرض ناراً ) ” لو 49:12 “
العنصرة ، هو يوم حلول الروح القدس على التلاميذ والذي يصادف بعد صعود الرب بعشرة أيام ، ويسمى بعيد الخمسين ( بنطيقوسطي ) لأنه يقع بعد خمسين يوماً من قيامة المسيح . أما لفظة ( العنصرة ) فتعني بالعبرية ( جمع أو إجتماع ) فكانوا التلاميذ مجتمعين في العلية ، معتكفين بصوم وصلاة . وعند اليهود هو أحد الأعياد الثلاثة الكبرى الذي يجذب إلى أورشليم أعداد كبيرة من اليهود من كل أطراف المسكونة . والمسيحيون يعتبرون هذا اليوم إتمام لوعد المسيح لتلاميذه ، فقد أمرهم بعدم مغادرة أورشليم ، بل الأنتظار فيها إلى أن يحل عليهم المعزي . وبهذا الروح القدوس أسس المسيح كنيسته ، وبه أعطى القوة والتعزية لتلاميذه وجعلهم يتذكرون كل أقوال المسيح لهم . كما نوَّرَ هذا الروح طريقهم وأعطاهم مواهب مختلفة ، أُرسِلَ هذا الروح من السماء فأحدث دَوّي قوّي كريح عاصف هز أورشليم ، وكان مركز تأثيره على البيت الذي كان يحتوي التلاميذ .
كانت أورشليم مكتضة باليهود الزائرين فحضروا إلى حيث التلاميذ لمعرفة أسباب الصوت العجيب وهم في حالة حيرة . اما في داخل البيت فقد ظهر على الحاضرين ألسنة من نار توزعت ووقف كل لسان على رأس أحد المجتمعين فامتلأوا من الروح القدس ، وبدأت مواهبه تظهر عليهم ، فأخذوا يتكلمون بلغات غريبة .
خرج التلاميذ لمقابلة الحشود التي هَبّت على ذلك المكان ، فوقف بطرس مع التلاميذ ليخطب أول عظة طالباً من الجميع الأصغاء إلى كلامه . وكان الجميع يصغون إليه ويفهمون لغته بوضوح رغم إختلاف اللغة التي كان ينطق بها بطرس ، فالذين قبلوا كلامه آمنوا وتعمدوا ، فأنضم إلى التلاميذ في ذلك اليوم فقط نحو ثلاثة آلاف نفس ، وكان كل يوم ينضم إلى الكنيسة أعداداً جديدة .
التشابه بين عنصرة العهد القديم والعهد الجديد
في العهد القديم في العهد الجديد
- أطلق عليه ( عيد العنصرة ) والتي تعني جمع أو إجتماع .في يوم العنصرة كان التلاميذ مجتمعين منتطرين وعد الرب لهم وهو حلول الروح القدس عليهم
- يقع بعد خمسين يوماً من الفصح اليهودي يقع بعد خمسين يوماً من قيامة المسيح ، وهو عيد ميلاد الكنيسة .
- هذا اليوم يوافق تسليم الشريعة لموسى من قبل الله على جبل سيناء بعد خروج إس*رائي*ل من مصر بخمسين يوماً .في هذا اليوم حل الروح القدس على التلاميذ بعد قيامة المسيح بخمين يوماً .
- يحتفلون به اليهود كعيد إستلام موسى الشريعة من الله والمكتوبة على ألواح حجرية . الروح القدس الذي حل على التلاميذ كتب على ألواح قلوبهم اللحمية وصايا الرب لكي يذّكِرهم بكل ما قاله يسوع لهم .
- عيد العنصرة هو أحد الأعياد الثلاثة الكبرى عند اليهود ويسمى أيضاً بعيد الحصاد ” خر 16:23 ” . في هذا اليوم نضج الزرع وأبيضت الحقول للحصاد ( طالع يو 36:4 ) فحصد الرسول بطرس بعظة واحدة ثلاثة آلاف نفس ( أع 41:2 ) .
- كان اليهود يأكلون في هذا العيد خبزاً مختمراً بعكس عيد الفصح حيث كانوا يأكلون فطيراً أي مختمر كرمز للعبودية . في العهد الجديد تحررت البشرية من عبودية الخطيئة ليعيشوا أحراراً كأولاد الله .
- قديماً كَلّمَ الله أيوب من العاصفة ( أي 1:38 ) وموسى ( تث 2:5 ) وإيليا ( 1مل 11:19 ) وحزقيال ( حز 7:37 ) فكان إقتران حلول روح الله بالعاصفة تعبيراً عن حضور الله . في يوم العنصرة هب ريح عاصفة سمعوه الناس في كل أورشليم بوضوح فتجمعوا ليتحققوا عن المصدر ، فاجتمعوا عند الرسل . والريح يرمز إلى القوة ، وللعمل الغير المنظور ( يو 8:3 ) .
- ظهرت نار في العليقة ( خر 2:3 ) وحل الرب في النار على جبل سيناء ( خر 18:19 ) كما كانت الريح والنار إعلاناً لظهور الله لحزقيال مظهرة مجد الله ( حز 14:1 ) . وكذلك النار طَهَرَت شفتي إشعياء . وكانت النار تأكل الذبيحة الإلهية المقبولة ، والتي كانت تحمل خطايا من قدمها . نار يوم الخمسين لم تحرق التلاميذ المجتمعين لأن خطاياهم حملها يسوع على الصليب ، والنار التي حلت عليهم كانت ألسِنة رمو اللسان والكلام والتحدث بلغات عديدة أفاد منها الرسل في كرازتهم ونشروا الحق في العالم كله . والألسِنة التي استقرت على التلاميذ كانت منقسمة لكي توزع على كل منهم الموهبة حسب قياس كل منهم .
- في العهد القديم تفرقت الألسِنة عند بناء برج بابل بسبب الخطيئة ( تك 11: 1-9 ) . في العهد الجديد استخدم الرب مواهب الروح القدس الحال على التلاميذ لتجميع كل الأمم في وحدة روحية هدفها إعلان الخلاص للجميع . فأتت إلى الرب شعوب وقبائل وألسنة لتجتمع معه في الفردوس ( رؤ 5 ) .
- ماتت البشرية بسبب سقوط الإنسان في الخطيئة . خلع عن البشرية كل عتيق وألبس الإنسان روحاً جديداً يتجدد حسب صورة خالقه ( قول 3: 9-10 ) والروح القدس يلد المؤمن في جرن المعمودية ، ويحل عليه الروح القدس في سر التثبيت ” مَسحة الروح القدس ” ليولد ولادة جديدة ارسل روحك أيها المسيح فيتجدد وجه الأرض