مقالات دينية

القديسين إيرازموس وإبراهيم القورشي من لبنان 

القديسين  إبراهيم القورشي وإيرازموس من لبنان 

القديسين  إبراهيم القورشي وإيرازموس من لبنان 

إعداد / وردا إسحاق قلّو

1- القديس البار إبراهيم القورشي ( القرن الخامس )

   كتب عنه ثيودوريتوس القورشي . كان ناسكاً ثم صار اسقفاً . لم يغيّر نمط حياته . أصله قورشي ، رؤض نفسه على الشهر والوقوف والصوم حتى إنعطبت رجلاه . لكن الرب الإله أبراه فقرر أن يستسلم للمخاطر في سبيل الله . رحل إلى لبنان . أقام في بلدة في جبل لبنان عرفت بغرقها في الوثنية . وقبل أن يسقف على قرّاي ولعلها قورقريّا الجاثمة في أعالي مجرى نهر إبراهيم ، بقرب العاقورة . أخفى إبراهيم في البلدة صفته النسكية ، صار مع رفقته يحمل الأكياس كأنه راغب في شراء الجوز . تلك البلدة كانت مشهورة بإنتاج تلك الثمرة .

  إستأجر بيتاً وأقام بهدوء ثلاثة او أربعة أيام ، ثم أخذ يرنّم بصوت خافت . بلغ ترنيمه تدخل شيوخ البلدة وطلبوا من إبراهيم الرحيل عن بلدتهم , في ذلك الوقت بلغ جباة الضرائب المكان وأبدو حيال الناس قسوة حتى كبّلوا بعضاً وجلدوا بعضاً . فلما رأى إبراهيم ما حلّ بالقوم توسّلَ إلى الجباة أن يقوموا بواجبهم بلطف . أما هؤلاء فطالبوه بتقديم كفالة عنهم . للحال تعهد بدفع مئة قطعة ذهبية في أيام . فتعجب أهل البلدة وسألوا إبراهيم المغفرة عما أساؤوا به إليه . كذلك عرضوا عليه أن يصير زعيماً لهم . فما كان منه سوى أن توجّه إلى حمص وإستدان من أصدقاء له هناك مئة ذهبية وعاد فسدد الدّين في الموعد المحدد . ثم أن أهل البلدة جددوا دعوتهم لإبراهيم بتسلم زمام أمورهم . فوعدهم أن يلبي رغبتهم إذا تعهدوا بأن يصيروا مسيحيين ويبنوا كنيسة لهم ، فوافقوا . إختار مكاناً وبنى كنيسة بمعاونتهم ، ثم صار لهم كاهناً ثلاث سنوات . وبعدها إستقر حالهم أقام أحد رفاقه مكانه وعاد إلى مسكنه .

   وذاع صيت إبراهيم وقيل تسقف بعد ذلك على قرّاي التي ذكرناها أعلاه وكانت غارقة في ديجور الوثنية ومستسلمة للشياطين لكثرة معاقرتها الخمر فكانت بحاجة إلى فلاّح مثله .

   بالنسبة لنسكه في مدة أسقفيته كان لا يستعمل الفراش ولا النار ، ويرتل في الليل أربعين مزموراً بكاملها ويقضي بقية الليل جالساً على كرسيه لا يسمح لجفنيه إلا بإستراحة برهة من الزمن . إستغنى عن شرب الماء وتناول الخضار المجففة والمطبوخة . إقتصر طعامه على أكل الخس والهندباء والكرفس وأمثالها من الخضار . وفي موسم الفاكهة كان يكتفي بها لسد حاجته . وكان لا يتناول شيئاً قبل خدمة المساء .

   وعلى قدر ما كان قاسياً حيال نفسه ، كان رفيقاً بالضيوف القادمين إليه . كان الفراش مهيأ لهم . يقدم لهم الخبز الفاخر الممتاز والخمر ذا النكهة الطيبة والسمك والخضار الطازجة والتوابل المعتادة . وكان يخدمهم كسميّه إبراهيم أبي المؤمنين ، الملائكة الذين زاروه .

   وكان يمضي النهار كله جالساً لقضاء بين الناس . وقيل لم يحصل قط أن أحد الظالمين خرج من عنده منتصراً على الحق بفجوره .

   ذاعت شهرته فبلغت أذني الملك . أرسل في طلبه وعانقهُ وتبرك منه . ولما رقد كان الملك في مقدمة من ساروا أمام نعشه . ظن أنه رقد في حدود العام 423م .

2- القديس الشهيد في الأبرار إيرازموس جبل لبنان (+303م)

 يُعيّد له اليوم في الشرق والغرب معاً . في الشرق ينسبونه إلى أوخريدا المقدونية وفي الغرب إلى فورميا الإيطالية . قيل عاش ناسكاً في جبل لبنان هرباً من الاضطهاد الذي لحق بالمسيحيين في زمن ذيوكلسيانوس قيصر . وقيل نما في النعمة والقامة حتى أُهل لمواهب جمّة . كان يقتات مما كان يأتيه به أحد الغربان نظير إيليا النبي . قُبض عليه وأُوقف أمام ذيوكلسيانوس . ضُرب ضرباً مبرحاً وجُوع حتى الموت لكن الله حفظه . أفلت من السجن . بشر وهدى العديدين وأقام رجلاً وابنه من الموت. أُمر بتقديم العبادة لزفس فضرب الصنم بصلاته فتحطم . قيل بشر أولاً في أوخريدا ثم انتقل إلى فورميا . يكرم بخاصة في البلقان وفي فرنسا وألمانيا . القديس غريغوريوس الكبير قال إن رفاته انحفظت في كاتدرائية فورميا في القرن السادس للميلاد . ولكن لما خرب العرب فورميا سنة 842 نُقل جسده إلى جيتا . يسمونه في الغرب ، أيضاً ، ألمو elmo ، وهو عندهم شفيع البحارة ويُستجار به لمغص الأطفال وآلام الوضع عند النساء وطاعون البقر وغير ذلك .

فبصلوات قديسيك أيها الرب يسوع المسيح إلهنا إرحمنا وخلصنا ، آمين

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!