مقالات دينية

سامحني، كنت سابيعك بدينار

“سامحني، كنت سابيعك بدينار !”

إعداد / جورج حنا شكرو

سامحني، كنت سابيعك بدينار

ركب أحد الخدام سيارة أجرة وقال للسائق:
– من فضلك أريد أن انزل عند باب الكنيسة، ثم دفع الأجرة للسائق، وعن طريق الخطأً أرجع السائق له الباقي ديناراً واحداً .. ففكر الخادم في سرِه وقال:
– هل أقول له إنك أخطأت معي، أم لا؟ وبقي يُكلم نفسه في صمت ويقول:
– لن أقول، الخطا ليس خطائي، إنما هو خطاءه، فهو الذي أعطاني إياه، ثم إن دينار واحد لا قيمه له، ويمكن أن يكون الرب قاصد بأن يعطيني إياه لكي أعطيه لواحد ثاني محتاج اليه .. وربما أن هذا السائق يكسب الكثير فلن ينكسر أو يخسر في الإيراد بسبب هذا الدينار .. ولكن هذه ليست أمانة؟ فكيف أقبل بهذا الدينار الذي ليس من حقي؟ فاق الخادم من سرحانه على صوت السائق وهو يقول له:
– الكنيسه يا أستاذ،أجاب الخادم:
– ألف شكر، ولكن تفضل من فضلك هذا الدينار، فقد أعطيته لي أنت عن طريق الخطأ!!
– إبتسم السائق وقال له:
– لا،، هذه لم تكن غلطة!! فتعجب الخادم وقال له:
– كيف تقول لم تكن غلطة؟ ولماذا تبتسمت بهذا الشكل؟ فقال له:
– لأنني قصدت أن أعطيك هذا الدينار ، كي أختبرك وأرى ماذا ستفعل ؟ وكنت قد قررت إن ارجعته لي ، فانني سأبدأ بالذهب إلى الكنيسة إعتبارا من يوم الأحد القادم ، كي أتوب وأعترف لأني لم أدخل الكنيسة منذ سنين طويلة .. أما إذا كنت قد أخذته ، لكنت قد قاطعت الكنيسة طوال عمري . لأن شكلك خادم مؤمن وماسك الإنجيل ، فإذا كان الخدام الذين يذهبون إلى الكنيسة ليسوا بأمناء ، فكيف أذهب أنا ، وماذا سأعمل هناك بينهم ؟؟
– فنزل الخادم للحال من السيارة وهو يشعر بأن الأرض تلف به ، فسند نفسه على الحائط ، ونظر في الأرض ، وصرخ فى قلبه قائلا :
– “سامحني يا رب سامحني، كنت على وشك أن ابيعك بدينار !
“فإنظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء” …

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!