مقالات سياسية

سلطان الجادرية، هل هو فعلاً كما يقولون؟

رضوان العسكري       

 

سلطان الجادرية، هل هو فعلا كما يقولون؟

هكذا يسمي البعض السيد (عمار الحكيم)، نسبةً لمنطقة الجادرية التي يسكنها، حاله كحال جميع قادة ورؤساء الاحزاب السياسية الاخرى بدون استثناء.

الجادرية: هي عبارة عن مساكن ومقرات لجميع قادة الاحزاب الشيعية والسنية والكردية وغيرها من الاحزاب الاخرى، لكن الاعلام الاعور رسخ تلك الفكرة في عقول العامة، مع انه يستأجر بيتا عاديا من وزارة المالية، وحول كراجات تابعة للقصر الذي تسكنه، عائلة الرئيس الراحل الطالباني، من جملون مبني من البلوك الإسمنتي، الى القاعة التي عليها اليوم، بعد تعديلها وتغليفها وتزيينها بصورة جيدة، لتظهر بهذه الهيئة.

لم يسكن الحكيم ايٍ من القصور الرئاسية التابعة للدولة العراقية، ولو اراد السكن فهو كحاله السياسيين الآخرين، فما يُمنع منه الحكيم يُمنع منه غيره، يمنع المالكي من القصر الذي هو فيه, و(بهاء الأعرجي) من (قصر الرحاب), و(ابراهيم الجعفري)من (قصر السجود), وإياد علاوي, وسليم الجبوري, والنجيفي، وحنان الفتلاوي، وعدنان الاسدي واخويه من القصور الرئاسية الاخرى، ناهيك عن بعض الفلل التي يسكنها الكثير من الساسة اللذين لم يعرف العراقيين حتى أسمائهم وانتماءاتهم، لا يسع المجال لذكرهم.

القضية ليست الجادرية فحسب، وإنما الحكيم بحد ذاته، لذلك حاول الاعلام المأجور توجيه كافة الأنظار باتجاهه، وجعله هدفاً سهلاً للشارع العراقي، لأن الأغلب يعتبره المنافس الاقوى، فاستهدافه واستهداف القيادات التابعة له وأنصاره، هي محاولة لإضعافه، والحد من قوته التي يخشاه الجميع، فَلَو رجعنا قليلاً الى الوراء، واستقطعنا بعض الأحداث ودمجناها مع احداث الْيَوْمَ سنلاحظ ان المستهدف شخص الحكيم لا غيره، فعندما كانت (منظمة بدر) تابعة للحكيم كانوا يصفونها بـ (منظمة الغدر)، ويتهمونها بق*ت*ل العراقيين في ثمانينيات القرن الماضي، أما الْيَوْمَ فيطلقون عليها (ببدر الظافرة)، وكان يطلق على أمينها العام (هادي العامري) بـ (بهادي طيارة)، ويتهمونه بالعمالة والخيانة، اما الْيَوْمَ فيلقب بـ (شيخ المجاهدين) لأنه ترك الحكيم وتزوج دولة القانون (زواج كثالوكي).

طيلة الفترة الماضية، اَي منذ السقوط الى ما قبل عدة أشهر، كانت جميع قيادات المجلس الأعلى تسب وتشتم في مواقع التواصل الاجتماعي ليل لنهار، بسب وبدون سبب، والكل متربص بهم، وينظر الى افواههم، ولا ننسى قضية (النستلة)، وكيف تحولت الى قضية رأي عام، وطريقة تناولها من قبل الإعلام، وبعض الخطباء وعامة الناس، وكأن الشيخ (جلال الدين الصغير) قد شتم الشرف العراقي.

ولا تنسوا الاستاذ (باقر جبر صولاغ)، الذي يصفونه (بست البيت)، وكيف نال منه الاعلام، ناهيك عن الاعلام الذي كان همه الاول والأخير محافظ البصرة (ماجد النصيراوي)، والطرق التي كانوا يهاجمونه بها، على مستوى قيادات في الاحزاب الاخرى، اما الْيَوْمَ فأصبح من الماضي، ولَم يذكره احد، ونُسيت البصرة ومحافظها الذي دخل تحت عباءة المالكي.

اغلب المحافظين لا يعرف الشارع العراقي أسمائهم ولا احزابهم، الا في المحافظات التي يديرونها، الا المحافظين التابعين للحكيم فالكل يهاجمهم ويتهمهم وكأنهم الوحيدين في العراق، ناهيك عن وزارات الدولة، فهناك وزارات لم يعرف الناس أسمائها ولا الوزراء اللذين يديرونها، وهذا لا ينتهي عند الْيَوْمَ، وسيستمر ما دام الحكيم في السياسة.

إن المتابع المنصف يدرك جيداً حجم التسقيط والاستهداف الذي يتعرض له الحكيم وتياره، وحجم الأموال التي تنفق من اجل ذلك، وعدد الجيوش الإليكترونية التي تقود تلك الحملات، في مواقع السوشيال ميديا، فَلَو كان الحكيم مؤيداً لحزب السلطة، لما تعرض لما نشاهده على مدى السنوات الماضية، ولو كان مع الاحزاب والحركات التي تدعي الجهاد والانتماء الخارجي، لما يجرأ احد على النيل منه، ولو قدم قادتهم ما قدمه الحكيم من تضحيات جسام لقالوا ان العراق ملكنا وملك آبائنا، لما قدمناه من اجل العراق، لكن جعبتهم فارغة لذلك ارتدوا ثوب الجهاد ليجمل صورهم القاتمة، وليشرعن انتمائهم لغير العراق؟.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!