مقالات دينية

زمن مجىء المسيح وإنقضاء الدهر

زمن مجىء المسيح وإنقضاء الدهر

بقلم/ وردا إسحاق قلّو

( إِلّا أَنَّ «يَوْمَ الرَّبِّ» سَيَأْتِي كَمَا يَأْتِي اللِّصُّ فِي اللَّيْلِ.) ” 2 بط 10:3 “

كثيرون يدّعون ىأن نهاية العالم قريبة جداً ، فهناك من يحدد الوقت ويدعو الناس إلى اليقظة والتهيئة لأستقبال العريس ، فمن أين لهم هذا العلم المناقض إلى كلام الوحي الإلهي الذي سجله لنا البشير متى ، قال ( فأما ذلك اليوم ُ وتِلكَ السَّاعة ، فما من أحدٍ يَعلمها ، لا ملائكة السّموات ولا الإبن إلاّ الآب وحدهُ ) ” 36:24 ” . فوليم مللر أدعى أن المسيح سيأتي في سنة 1843م لكنه لم يأتي . بعده حددت حركته موعد المجىء في سنة  1890لنهاية الدهر . وهكذا عينت حركة شهود يهوه عدة مرات تاريخ نهاية العالم وعودة المسيح ، كما حدد تلك النهاية تشارلز راسل عام 1874 ، وسنة 1876 حيث زعم بأن المسيح عاد فعلاً إلى الأرض ولكن بشكل غير منظور .  لنسأل ونقول : كيف عرف ، وهل رآه هو فقط ؟ وبعد ذلك تم تعيين موعد مجيئه سنة 1914 ونهاية العالم الشرير وبحسب تعبير راسل . ومن بعده جاء جوزيف روذرفورد فحدّدَ عام 1920 ، وبعدها 1925 لعودة المسيح مع آباء العهد القديم . ولماذا آباء العهد القديم ؟ وهكذا أتى ناثان نور متنبئاً بأن نهاية العالم ستكون سنة 1974 ! وا زال برج المراقبة التابع لهذه الحركة يراقب عن كثب مجىء المسيح . نقول ، من أين لهم هذا الإعتقاد ، وعلى أي نصوص من الكتاب يتكلون ؟ هناك آيات تحثنا إلى التهيئة لقرب زمن المجىء كقول الرسول يعقوب ( فإصبروا أنتم أيضاً وثبتوا قلوبكم ، إن مجيء الربِّ  قريب ) ” يع 8:5 ” . لكن الرب يسوع أعلم رسله بعدم تعيين زمن مجيئه ( طالع مر 32:13 ) .

  عندما نتأمل بالنصوص المدونة في أسفار العهد الجديد ، فسنصل إلى قناعة بأن مجىء الرب ليس بالقريب العاجل وكما نفهم من قول الرسوا بولس ، قال ( ونسألكم أيها الأخوة ، في أمر مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا لديه ، ألا تكونوا سريعي التّزعزعِ في رشدكم وسريعي الإرتياع من نبوةٍ أو قولٍ أو رسالةٍ يزعم أنها منا تقول إن يوم الرب قد حان . لا يخدعكم أحد بشكل أو بآخر ) ” 2 تس 2: 1-2 ” . لماذا لأن الرب يسوع أكد لنا بأن المجيء سيسبقهُ مقدمات وعلامات وبحسب الترتيب الذي أعلنه لنا الرب مبتدأًين من وقت مغادرته لهذا العالم وصعوده إلأى السماء ، ومن بعدها ستبدأ المرحلة الأولى وهي مرحلة إنتشار كلمة الأنجيل المقدس في العالم كله ، تقول الآية ( وسيكرز بأنجيل الملكوت هذا في المسكونة شهادة لكل الأمم . وحينئذ يأتي المنتهى  ( مت 14 :24  طالع أيضاً مر 10:13 و أع 8:1 ) فلتطبيق هذا الكلام على يومنا هذا نلاحظ بأن أكثر من ثلثي العالم بعيد عن نور الأنجيل ، ودخول العالم كله وإهتدائه إلى المسيحية يشير إلأيه الرسول بولس ، قائلاً ( فإني لا أريد أيها الخوة أن تجهلوا هذا السر ، لئلا تكونوا عند أنفسكم حكماء ، إن العَمى الّذي أصاب قِسماً من إس*رائي*ل سيبقى إلى أن يدخل الوثنيون جملةً ) ” رو 25:11″ . سفك دم المسيح هو لخلاص كل الأمم ، وحتى لليهود الذين دفعوه إلى الصلب ، وما يزالوا يتحدون رسالته ويعادون كنيسته ، لكن محبة الله ستشملهم أيضاً قبل إنقضاء الدهر . وعبَّرَ القديس بولس عن هذا الخلاص بهذه الآية ( وهكذا ينال الخلاص إس*رائي*ل بأجمعه على ما ورد في الكتاب : ” من صهيون يأتي المُنقذ ويزيل كل كفرٍ عن يعقوب … فلا رجعةً في هبات الله ودعوته ) ” رو 11:26،29 ” .

بعد فترة نشر الإيمان تأتي مرحلة الإرتداد عن الإيمان ، تقول الآية ( لا يخدعكم أحد بوجه من الوجوه ، لأنه لا يريد أن يسبق الإرتداد أولاً ويظهر إنسان الخطيئة إبن الهلاك ) ” 2 تس 3:2 ” . هكذا سيرتد الكثيرين ، وإن لم يقصر الرب تلك الأيام سيسقط حتى المختارين . لهذا يقول الأنجيل ( .. ولكن ، إذا جاء ابن الإنسان ، أيجد إيماناً على الأرض ؟ ) ” لو 8:18 ” .

     بعد تلك المرحلة ستبدأ فترة إضطرابات كثيرة في العالم ، وصفها الرب يسوع ، قائلاً ( وستسمعون بحروب ، وبأخبار حروب ، إنظروا ـ لا تقلقوا فإنهُ لا بد أن يكون هذا كله ، ولكن لا يكون المنتهى . إذ ذاك ستقوم أمة على أمة ، ومملكة على مملكة ، وتكون أوبئة ومجاعات وزلازل في أماكن شتى ، وهذا كله أول المخاض ) ” مت 24: 6-8 ” .

    وهكذا يجب أن لا يحدد موعد مجيء المسيح ، بل علينا أن نتأمل بالنصوص جيداً لكي لا ترهبنا الأزمنة ، بل علينا أن نستعد للقاء العريس في أي لحظة  ( فأما الأزمنة والأوقات ، أيها الأخوة ، فلا حاجة لكم أن يكتب إليكم عنها لأنكم تعلمون يقيناً أن يوم الرب هكذا يأتي كاللص في الليل ) ” 1 تس 5:1-2 ” . أو ( وكما أن البرق يخرج من المشرق ويلمع حتى المغرب ، فكذلك يكون مجيء أبن الإنسان ) ” مت 27:14″ .

    أما العلامة الأخيرة فهي ظهور صليب الرب في السماء ، وبعدها يأتي الرب مع ملائكته القديسين على غمام فحينذاك يترك الأموات القبور ، والأحياء يتركون الأرض ويختطف الجميع في السحب لملاقات المسيح الذي قال لنا ( نحن الأحياء الباقين إلأى مجيء الرب لن نتقدم الأموات ، لأن الرب نفسه ، عند الصيحة وصوت رئيس الملائكة والنفخِ في بوق الله سينزل من السماء فيقوم أولاً الذين ماتوا في المسيح ، ثم نرفع معهم في الغمام نحن الأحياء الباقين ، لملاقات المسيح في الجو ، فنكون مع الرب دائماً أبداً ) ” 1 تس 4: 15-16 “

   وفي الختام يقول الرسول بطرس في رسالته الثانية ( وسيأتي يوم الرب كاللص فيه تزول السماوات ( إي كل الأفلاك ) بدوي قاصف ، وتنحل العناصر متقدة ، 

 وتحترق الأرض وما فيها من المصنوعات … غير إننا ننتظر على مقتضى موعد الله سماوات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البر ) ” 3: 10 و 13 ” .

أخيراً نختم نهاية العالم بالمراحل المتسلسلة التالية :

1- البشارة بالأنجيل في كل الأمم. 2- إهتداء الأمم. 3- إهتداء اليهود .

4 – مجيء المسيح الدجال وإرتداد العالم عن الإيمان . 5- حدوث إضطرابات وحروب في العالم . 6- حدوث عجائب وخوارق في السماء .

المطلوب منا دائماً هو أن نكون مستعدين لا لنهاية العالم ، إنما لنهاية حياتنا من هذا العالم بالموت الذي سينقلنا من هذا العالم ، لأن يوم موتنا به سينتهي العالم بالنسبة لنا ،  ومن ثم سنلتقي مع المسيح الديّان الذي ينتظر نهاية حياتنا من هذه الأرض .

 وله المجد دائماً .

التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!