مقالات دينية

توجيهات راعوية بشأن زمن الصوم الكبير

الكاتب: مشرف المنتدى الديني

 

 

توجيهات راعوية بشأن زمن الصوم الكبير 

– كتب قداسة البابا فرنسيس في رسالة الصوم لهذه السنة أن “زمن الصوم الكبير هو علامة الارتداد إلى الله بالتوبة والغفران. والصوم يدعو المسيحيين إلى تجسيد السر الفصحي واقعيا وعمليا في حياتهم الشخصية والعائلية والاجتماعية، وبخاصة بواسطة الصيام والصلاة والصدقة (عدد 3). هذه الثلاثة تشكل وحدة مترابطة ومتكاملة تصدر كلها من محبتنا لله.
– الصوم الكبير والقطاعة والصوم القرباني
بالصوم، وما يتصل به من قطاعة عن أكل اللحم والبياض، ومن إماتات، نكفر عما ارتكبنا من خطايا وزلات ونقائص وإهمال لواجب، ونتشبه بصوم يسوع ونشترك في آلامه من أجل فداء العالم، ونكتسب مناعة للإرادة والسيطرة على الذات؛ وننتصر على تجارب الشيطان وشهوات العالم.
يدوم الصوم الكبير سبعة أسابيع، استعدادا لعيد الفصح. يبدأ في اثنين الرماد، وينتهي يوم سبت النور ظهرا. ويقوم على الامتناع عن الطعام من منتصف الليل حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا، وعلى القطاعة عن اللحوم والبياض (الحليب ومشتقاته والبيض).
يفسح من الصوم والقطاعة أيام السبوت والآحاد والأعياد التالية: الأربعين شهيدا (9آذار)، مار يوسف (19 آذار)، بشارة العذراء (25 آذار) وشفيع الرعية. أما طيلة أسبوع الآلام من الاثنين إلى سبت النور فيبقى الصوم والقطاعة إلزاميين.
يعفى من الصوم والقطاعة على وجه عام المرضى والعجزة الذين يفرض عليهم واقعهم الصحي تناول الطعام ليتقووا وخصوصا أولئك الذين يتناولون الأدوية المرتبطة بأمراضهم المزمنة والذين هم في أوضاع صحية خاصة ودقيقة، بالإضافة إلى المرضى الذين يخضعون للاستشفاء المؤقت أو الدوري. ومعلوم أن الأولاد يبدأون الصوم في السنة التي تلي قربانتهم الأولى، مع اعتبار أوضاعهم في أيام الدراسة.
هؤلاء المعفيون من شريعة الصوم والقطاعة مدعوون للاكتفاء بفطور قليل كاف لتناول الدواء. ونظرا لمقتضيات الحياة وتخفيفا عن كاهل المؤمنين والمؤمنات، تبقى شريعة القطاعة إلزامية، في الأسبوع الأول من الصوم الكبير، وفي أسبوع الآلام، على أن يعوض من لا يستطيع الالتزام بالقطاعة بأعمال خير ورحمة.
– وتمارس الكنيسة القطاعة في مناسبات أخرى، وقد حصرنا كلا منها بأسبوع بما لنا من سلطان. وهي الآتية:
قطاعة الرسولين بطرس وبولس والرسل الاثني عشر (من 21 إلى 28 حزيران)، وقطاعة انتقال السيدة العذراء (من 7 إلى 14 آب) ، وقطاعة الميلاد (من 17 إلى 24 كانون الأول).
أما قطاعة يوم الجمعة فتبقى على مدار السنة. يستثنى منها يوم جمعة أسبوع المرفع، وأيام الجمعة الواقعة بين عيدي الفصح والعنصرة، وبين عيدي الميلاد والدنح. وتستثنى أيام الجمعة التي تقع فيها الأعياد التالية: ختانة الطفل يسوع (أول كانون الثاني)، عيد مار أنطونيوس الكبير (17 كانون الثاني)، دخول المسيح إلى الهيكل (2 شباط)، عيد مار مارون (9 شباط)، عيد مار يوحنا مارون (2 آذار)، عيد الأربعين شهيدا (9 أذار) عيد مار يوسف (19 آذار)، عيد بشارة العذراء (25 آذار)، عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس (29 حزيران)، عيد الرسل الإثني عشر(30 حزيران)، عيد التجلي (6 آب)، عيد إنتقال العذراء (15 آب)، عيد قطع رأس يوحنا المعمدان (29 آب)، عيد ميلاد العذراء (8 أيلول) عيد إرتفاع الصليب المقدس (14 أيلول)، عيد الحبل بسيدتنا مريم العذراء بلا دنس (8 كانون الأول)، عيد ميلاد الرب يسوع (25 كانون الأول)، عيد شفيع الرعية، عيد قلب يسوع.
– ويبقى التذكير بالصوم القرباني، وهو الإنقطاع عن الطعام إستعدادا لتناول القربان الأقدس خلال الذبيحة الإلهية، أقله ساعة قبل بدء القداس الإلهي. هذا بالإضافة إلى المحافظة على حالة النعمة والحشمة في اللباس والخشوع، واستحضار المسيح الرب الحاضر تحت شكلي الخبز والخمر.
– الصلاة والتوبة والرياضات الروحية
– زمن الصوم الكبير كمشاركة في سر برية يسوع، هو زمن قوي من السنة الطقسية، لأنه زمن العودة إلى الله بالصلاة الفردية والجماعية، في العائلة والرعية وعبر زيارات تقوية موجهة روحيا. والعودة إليه بالتوبة عبر سر المصالحة. فنطلب من كهنة الرعايا تنظيم أوقات إضافية والاستعانة بكهنة آخرين، لسماع اعتراف المؤمنين والمؤمنات، لكي يتمكن جميع أبناء رعاياهم وبناتها من الاحتفال بفصحيتهم.
وبما أن “المشاركة في سر برية يسوع” هي الخروج من ضجيج العالم وهموم الحياة اليومية، ينبغي إعطاء بعض الوقت لسماع كلام الله سواء بالقراءة والتامل الشخصي، أم بمتابعة البرامج الروحية التي تقدمها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
أما الوسيلة الفضلى لعيش العودة إلى الله فهي الرياضات الروحية في الرعايا. إننا نشدد على واجب المحافظة على هذا التقليد الروحي وتعزيزه. فلا تقتصر الرياضة الروحية في زمن الصوم الكبير على عظة يوم الجمعة، ولا على يومين أو ثلاثة في الأسبوع. فالرياضة الأسبوعية تملأ من كلام الله المؤمنين الصائمين عن الخبز، وتوفر لهم إمكانية الاعتراف بخطاياهم بندامة واعية، ونيل الغفران من رحمة الله والمصالحة معه. إنهم ببمارسة سر التوبة ينالون النعمة التي تقدسهم وتعطيهم مناعة على مقاومة تجارب الشيطان، وقوة للانتصار. هذا الواجب يثقل ضمائرنا الكهنوتية.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!