مقالات دينية

ألعطاء بركة  ..♰..♰..♰

ألعطاء بركة  ..♰..♰..♰

 

من سفر يشوع بن سيراخ الأصحاح 7
31 اخْشَ الرَّبَّ بِكُلِّ نَفْسِكَ، وَاحْتَرِمْ كَهَنَتَهُ.
32 أَحْبِبْ صَانِعَكَ بِكُلِّ قُوَّتِكَ، وَلاَ تُهْمِلْ خُدَّامَهُ.
33 اتَّقِ الرَّبَّ، وَأَكْرِمَ الْكَاهِنَ.
34 وَأَعْطِهِ حِصَّتَهُ بِحَسَبِ مَا أُمِرْتَ بِهِ، وَالْبَاكُورَةَ لأَجْلِ الْخَطَاءِ،
35 وَعَطِيَّةَ الأَكْتَافِ وَذَبِيحَةَ التَّقْدِيسِ وَبَاكُورَةَ الأَقْدَاسِ.
36 وَابْسُطُ يَدَكَ لِلْفَقِيرِ، لِكَيْ تَكْمُلَ بَرَكَتُكَ.
كثيرا ما يتساءل البعض لماذا خفت البركة ولم يعد الله يعطينا كما كان يعطي أجدادنا قديما ؟
هل يتغير الله من جيل إلى جيل ؟
ألا يُشرق الله شمسه على الأخيار والأشرار ويُمطر على الجميع ؟
لماذا انقلبت الآية اليوم الفقير يزداد فقرا والغني يزداد غنى ؟
قد تكون هذه الآيات المباركة من سفر يشوع بن سيراخ دليلا لفهم حكمة الله وتدبيره فائق الوصف .
يخبرنا سفر الرؤيا بأن الله هو نفسه على مر الدهور إله رحيم طويل الأناة لا يتغير فهو نفسه أمس واليوم وإلى الأبد ولا يبخل ببركته ورحمته فهو الرؤوف محب البشر .
ربما تورد الآيات أعلاه إضاءة ولو بسيطة لنفهم الواقع الذي نعيش فيه فالأصل في كل شيء خشية الرب .
يقول الكتاب المقدس :
اَلْحَكِيمُ يَخْشَى وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ، وَالْجَاهِلُ يَتَصَلَّفُ وَيَثِقُ. أمثال 14 : 16
وَلاَ يَكُونُ خَيْرٌ لِلشِّرِّيرِ، وَكَالظِّلِّ لاَ يُطِيلُ أَيَّامَهُ لأَنَّهُ لاَ يَخْشَى قُدَّامَ اللهِ. سفر الجامعة 8 : 13
وهنا لا بد من توضيح ما معنى خشية الله .
خشية الله لا تعني الخوف من الله فالمحبة الكاملة تطرح الخوف بعيدا بحسب الرسول يوحنا حيث يقول :
لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ. 1 يوحنا 4 : 18
وبناء على كلام الوحي الإلهي بفم الرسول يوحنا أن الذي يخاف الله لم تكتمل محبته بعد . طبعا هذا لو اكتملت فينا محبة الله ومحبة القريب .
خشية الله إذا لا تعني الخوف منه بل تعني الالتزام بوصاياه كما دونها الوحي الإلهي في الكتاب المقدس .
فإن لم نلتزم بتعاليم الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة المستوحاة من كلمة الله معناها أننا لا نخشى الله بل يؤدي عدم الالتزام هذا للوقوع في الخطيئة فتنطفئ محبة الله والقريب في قلوبنا .
ربما هذا الكلام ينقلنا إلى حقيقة معنى خشية الله أنه ليس الخوف منه بل اتباع وصاياه .
من أهم مظاهر خشية الله بحسب القديس يشوع بن سيراخ هو احترام كهنة الرب .
كان القدماء يحترمون الكاهن بقوة وينظرون إلى الكاهن نظرة احترام وتقدير احتراما للرتبة التي يحملها من الله فكانوا يكرمون الكاهن في كل مناسبة ويقدمون له من إنتاج غلاتهم ليعيش الكاهن عزيزا مكرما لا يعوزه شيء .
كان الكاهن متواجدا في جميع المناسبات بل ويجلسوه في صدر المجلس .
كنت أسمع مقولة من بعض الرجال كبار السن الذين رقدوا رحمهم الله :
لا تطأ على جُبة الكاهن ولو بالخطأ
كنا ونحن صغار نتسابق حين نرى كاهنا في الطريق للسلام عليه وتقبيل يده ليعطينا البركة باسم الرب .
فما هو الوضع اليوم ؟
كل الأمور القديمة التي تخص الكاهن انتهت .
بل أصبح أحد معاني الرجولة هو الثورة في وجه الكاهن وتحقيره
يدفعون الألوف وعشرات الألوف في مناسبات الفرح والحزن وغيرها ولا يتحدثون إلا بالفتات الذي يقدموه للكنيسة أو للكاهن .
ليس للفقير نصيب في الخيرات بل يتم طرد الفقير شر طردة وإن رغبوا بتقديم شيء لفقير يقدمون لمجد أنفسهم وليس لمجد الله وهم ينسون أن كل الخير الذي عندهم هو من الله لكي يُشار لهم بلقب ( المحسن الكبير ) بزهو وخيلاء وكبرياء .
يقول الوحي الإلهي :
لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي وَلاَ تُؤْذُوا أَنْبِيَائِي. أخبار الأيام الأول 16 : 22
وتكررت هذه الآية بالحرف في مزمور 105 : 15 حيث يقول :
لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي، وَلاَ تُسِيئُوا إِلَى أَنْبِيَائِي».
أرجو أن أكون قد أجبت على هذا الموضوع بنعمة الرب وربما أجبت أيضا بعض تساؤلات المؤمنين في موضوع البركة ولماذا خفت في أيامنا عسانا نستقي دروسا لبناء حياتنا وأن تتحسن علاقتنا بالله
والرب يمنحكم كل بركة ونعمه
آمين

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!