مقالات دينية

ترجمة الكتابة المنقوشة على مسلة عثر عليها في الصين مكتوبة بالكلدانية

الكاتب: اسحق بفرو
 
ترجمة الكتابة المقوشة على مسلة عثر عليها في الصين مكتوبة بالكلدانية

بالحقيقة ذاك الذي هو كاهن والاه السلام الذي لابداية له هو مبدأ جميع الموجودات ولا يُدرك ولا يُرى ، وهو خفي عن العيون وموجود لا نهاية له ، الذي بيده محور المسكونة ، قد خلق وأَجد جميع الاشياء ومنح سر الوجود لذوي العقول الذي له يليق مبدئيا التعظيم والتبجيل ، هو إلاهنا ثالوث واحد وجوهر خفي غير مولود الرب الحقيقي .
(فصل بشكل صليب ) بين اربع زوايا المعمورة لتعيينها وأعطى الحركة للاثير الاولى وأنشأ الملف الثانوية . فتبدل الظلام والخلو :وبت السماء والارض واخذت الشمس والقمر بالدوران . والليل والنهار بالتعاقب . وبعد ان اتم جميع الاشياء صنع الانسان الاول وجعل فيه الاستقامة والانتظام وولاه السلطة على سعة المخلوقات . وكانت طبيعة الانسان الاولية وضيعة بلا ميل الى العجرفة . وكان عقله خالا من الميول والشهوات لكن الشيطان بذر رغبات في نفسه الى السعادة فوق ما له من البرارة ودس فيه علاما شبيها بظلام حالته في الخطيئة .
وبالنتيجة ان ثلاثمائة وخمس وستين شكلا من الاضاليل توالت وتعاقبت تاركة اثرها البالغ في إصطياد الانفس البريئة باحبولاتها  الخداعة  . الواحدة تعلم ان المادة هي المبدأ الاول للمسكونة والاخرى تنفي حقيقة القيام بالذات ناكرة تثنية الطبيعة ، واخرون يدعون السعادة بالصلوات والذبائح واخرون يفتخرون بالفضيلة محتقرين غيرهم مذاهب الحكمة البشرية باتت بخزي عظيم ، مقاصد البشر وميولهم استمرت في حركة متواصلة الا ان عناءهم ذهب سدى ضرام القلق فيهم اصبح لهبة مفترسة ، اصابهم العماء فازدادوا ظلاما ضلوا طريقهم فتاهوا وابوا الرجوع الىسواء السبيل .
إلا ان الاقنوم الثاني من الثالوث الاقدس الماسيا ضياء الاب ورب المسكونة ، حجب جلالته وظهرعلى الارض كإنسان ، فاذاع الملائكة البشرى ، بأن عذراء ولدت قدوسا تا-تسين . وظهر كوكب ساطع اخبر بمجئ المبارك ولما رأت فارس هذا الضياء بادرت الى تقديم هداياها تكميلا للشريعة القديمة التي دوتها الاربعة والعشرون حكيما . علم كيفية تدبير المالك والعوائل وفقا لنظامه العظيم واسس ديانة الروح القدس : الاقنوم الاخر من الثالوث الاقدس ، واعطى للانسان ان يحسن العمل بالايمان الصحيح ، واضعا نظام الوصايا الثمان وانقذ العالم من اللذة اللحمية وجعله طاهرا نقيا وفتح له ابواب الفضائل الثلاث على مصاريعها ،وادخل الحياة ومحق الموت . وأناط شمسا ضويا فأنار مرابع الظلمات ، وهكذا فشلت جميع حبائل الشيطان ، قاد الماسيا  سفينة الرحمة ونقل ركابها الى مقر النور ،فصارت انفس الموتى الى الخلاص ، وبعد ان اتم عمل القادر على كل شيء عاد في رأد الضحى الى موطن الطهر وترك لنا السبعة والعشرين سفرا من كتابه المقدس فتوفرت وسائل الانقلاب وانفتح تماما باب الحياة السعيدة الذي كان مختوما .
أمر بمعمودية الماء والروح التى تنقذ من الاباطيل العالمية وتنقي حتى تعيد البياض الناصع (رسله ) يحملون الصليب بمثابة الختم ، وقد مد الصليب نفوذه الى اربعة اقطار المسكونة وضم اليه دون تفريق ، يحملون الخشبة وينادون باقوال المحبة الطيبة يلتفتون الى الشرق في صلواتهم ، ويركضون في سبيل الحياة والمد ، يتركون لحاهم ليدلوا الى مهمتهم الخارجية ويحلقوا قمة الرأس ليتذكروا كفرانهم بمحبة الذات ، ليس لهم عبيد او إماء لان عندهم جميع الناس اشرافا كانوا او وضيعين باعتبار متساوٍ، لا يجمعون كنوز او ثروات لكنهم يعطون بنفوسهم مثالا اعلى للفقر والتجرد . نقاوتهم القلبية مستمدة من الاختلاء والتأمل ، ونزوعهم الى الشبكية يتشدد بالصمت والانتباه . يجتمعون سبع مرات في اليوم للسجود والتسبيح ويقدمون صلواتهم لأجل الاحياء والاموات . ومرة في كل سبعة ايام عندهم ذبيحة غير دموية ، يطهرون قلوبهم ويستعيدون الطهر ، هذه الطريقة الطاهرة السليمة هي سرية وصعبة للتسمية ، إلا ان فضائلها تتلألأ بازدهار في ممارستها ولذلك نحن مضطرون ان نسميها الديانة ذات الجلال .
إنتقد الاب ويجر منطوق هذه المسلة انتقادا قاسيا :بان ما جاء فيها عن الثالوث الاقدس وعن تجسد الكلمة ولاهوت ابن البتول غامض ناقص وبانها اهملت ذكر الالام واستعملت كلمات من الطائوية لايفهمها تماما قراؤها المسيحيون …
 
منقول من:
المصدر ::سلسلة بطاركة الكلدان
تأليف ::جورج البناء
 
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!