الحوار الهاديء

أسئلة مباشرة الى غبطة الباطريرك ساكو الجزيل الاحترام

1 تيموثاوس 5: لاَ تَقْبَلْ شِكَايَةً عَلَى شَيْخٍ إِلاَّ عَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ 19
20 اَلَّذِينَ يُخْطِئُونَ وَبِّخْهُمْ أَمَامَ الْجَمِيعِ، لِكَيْ يَكُونَ عِنْدَ الْبَاقِينَ خَوْفٌ.

نشر غـبطة البطريرك ساكـو مقالا بعـنوان :
ضرورة رفع الكلمات المهـينة لكـرامة الإنسان من الصلوات
https://saint-adday.com/?p=51002

تربينا منذ نعومة اظافرنا بين اروقة الكنيسة وكنا نصِل الى قمة الافتخار والتكبر عندما كنا نحمل شمعة امام الشماس القارئ في الكنيسة او نحمل جرس خلال القداس او نحمل الحطرا او تاج الاسقف في المناسبات والاعياد ، فزرعت تلك الايام غيرة بل حباً بل ايماناً في قلوبنا جعلتنا مرتبطين بذلك التراث الثمين والغني خاصة بعد ان انفتحت عيوننا على المعرفة والقراءة والمتابعة والمشاركة في نشاطات الشباب والدورات الروحية بالاضافة الى ما اتاحته لنا التكنولوجيا من ابواب واسعة وبلا حدود لمن يرغب في البحث وصقل معرفته ، فتحولت تلك التبعية من الطفولة الى ايمان راسخ في تعاليم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وكنيسته التي بناها رسله الذين عايشوه ، وما اضاف اليها القديسون خلال الفي سنة والى اليوم.
فيكون من واجب كلٍ منا ان يديم البناء الشاهق لهذه الكنيسة من ما تُرِك لنا من تراث لا يقدَّر بثمن ، وهذا ما فعله كل القادة الكنسيين على الاطلاق دون استثناء والى اليوم ، فلم نسمع بان احداً يعتبر نفسه منتمياً الى الكنيسة وبكل الدرجات الاكليروسية لم نسمع بانه استهزأ او اهان نصّاً من الكتاب المقدس لانه :
تيموثاوس ٢
16 كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ.

بل كانوا يبنون على اعمال الاقدمين ويقدسونها ويضيفون عليها حتى وصلت الينا بالروعة الحالية، وكنت اتوقع ان يستمر هذا الاعتزاز والغيرة على ما استلمنا من القديسين ، وان يكون من أبسط واجبات السادة المسؤولين في الكنيسة الحفاظ عليها (على الاقل) ان لم يكونوا بالمستوى ان يضيفون عليها الجديد بالمستوى اللائق والمناسب.
نأتي الى ما جاء في مقال غبطة الباطريرك ساكو اعلاه والذي اهان كل ما تربينا عليه ربما حاول ان سيهزُّ ذلك الاساس المتين الذي اقامه الرب في قلوب ابناء الكنيسة بوصف كل ذلك الموؤوث باهانات مثل د*اع*شي والاستهزاء به باسلوب لا يليق بالقديسين وكتاباتهم فكانت الصدمة ، والانكى من كل ذلك هو السكوت المدقع الذي اتسم به كل الاكليروسيين الحاصلين على شهادات اكاديمية عليا وبتخصصات في الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة والفلسفة واللاهوت وغيرها وكأن الامر لا يعنيهم بعد ان كَلّفوا الكنيسة ملايين الدولارات في التمتع بالاقامة لسنين طويلة في الجامعات الكنسية.

عـندما وصلتُ إلى بعـض العـبارات التي وردت في المقال ، نسيتُ هـوية الكاتب وتصورتُه أحمد ديـدات أو شخص آخر متطرف حاقد على المسيحـية بشكل عام ، ولكن بعـد أن صفعـتُ وجهي تذكرتُ بأن الكاتب هـو رئيس أكبر وأقدَم طائفة مسيحية في الشرق .

أتمنى أن يُـقرأ هذا المقال البسيط ومقال غـبطة البطرك ساكو بتجرّد وليس بتعاطف مع هذا أو ذاك ، أو درجته الدينية أو منصبه ، لأن الـفرق هـو نوع غـيرة الكاتب على ما توارثه من آبائه الـقديسين ، ومقدار تعمّقه في الكتب المقدسة وإيمانه بنزاهة الكتاب المقدس .
أولاً: لكـوني شماساً إنجـيلياً مرسوماً ، فإنّ أولى إلتزاماتي التي تـفرضها الدرجة الدينية هي (الطاعة) وأنا لا أخالفها ما دامت تسير في طريق الكنيسة الكاثوليكية وإيمانها ومبادئها والأسس التي بنيت عـليها وليس إستـناداً إلى إجتهاد أيٍّ كان ومهما كان منصبه وعـلومه .
وحسب مقـولة غبطة البطرك ساكو : ( لم تعـد هـناك نخـبة في الكـنيسة والـبـقـية تـطيعها ) .
والرسول بولس يقـول : غلاطية (1 : 10)
أَفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ.

بعـد قـراءتي المقال وامتعاضي مما جاء فـيه ، قـرأتُ تعـلـيق أحـد أبناء الكـنيسة مع ردّ غـبطة البطرك ساكو عـليه ، زاد إمتعاضي وألمي ، فعـبّـرتُ عـن رأيي بتعـليق مناسب وأرسلته عَـبر الموقع الباطريركي، فظهـر الجواب ( تعـلـيـقـك في إنـتـظار مراجعة المدير ) ! وبقي كذلك لمدة ، وبعـدها رُفع من الموقع مما يدل عـلى عـدم موافـقة المدير أو القائم بأعـماله عـلى نـشره . ولكونه يهمّ كل فـرد من أبناء الكـنيسة ، آثـرت نـشره هـنا عسى أن يستفـيد منه أحدهم .
أما تعـلـيقي عـلى مقال البطرك أعلاه كان :

11 أكـتـوبر 2022  في 1:04
غـبطة الباطريرك لويس الجـزيل الإحـترام

كـنت أتوقع من سيادتكم أن ترشدوا الأشخاص الذين يهـينون أبناءكم بكلمات جارحة مثلما جاء به السيد ميشو في تعـليقه أعلاه مثل (سفهاء ! ) والباقي أمامكم ، وأن لا تـنشروا سمومهم بـين أبناء الكـنيسة .
وأنا أتحدى أن يعلم السيد ميشو معنى كلمة واحدة من التي ايّدها وبقوة والمقصود بها في الكتاب المقدس ((من التي ترفضون إستعمالها في الصلاة)) والتي تعتبرونها سيادتكم مهينة للإنسان ، إلّا إذا إعتبر نفسه موازياً أو أعلى من الله رب الكل ــ حاشا .
هـل يتفضل السيد ميشو ويشرح لنا علاقة (د*اع*ش) في مقالكم أعلاه وينوّرنا به لنتبناه في إيماننا ؟؟؟
أما أن تدعم ما جاء به السيد ميشو مِن كلام مهين لأبناء الكنيسة ، فهذه مصيبة كبرى ، لأن الإهانة القادمة من الله في كتابه المقدس (حسب رأيكم) هي أهون من إهانة الإنسان لأخيه الإنسان (كما جاء في رد السيد ميشو ــ وأنتم تسيرون في مسيرته عـلى إختلافها مع تعاليم كنيستنا) ، ولا ننسى بأن المخلـّص قال :
متى ( 5 : 22 ) وأمّا أنا فأقول لكم :
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.
ليس كل مَن إخـتلف بالرأي معكم هـو سـفـيه وعـفـن ووو
سيدنا العـزيز ساكو : أنت صاحـب منصب قـيادي عالمي يجب أن تقـف عـلى بُعـدٍ متساوٍ من الجميع (لا بأس أن ترشد مَن تعـتقـد بأنه يحتاج الإرشاد) ويجـب أن تُعطوا الحـرية للمؤمن أن يفكر ويختار ويناقـش ، فإن الله خلق الإنسان حراً ولم يخلقه يحمل إيمانا محدداً دون أن يختاره هو ، فمَن هو الإنسان الذي يُسَفّه الحرية التي منحها له الرب الآب الخالق ؟؟؟
يبدو أن نشركم لتعليق السيد ميشو جاء فـقـط لكونه يسند ما أتيتم به (وهـو غير مُلِم ولا متخصص بأبعاده الإيمانية واللاهـوتية) .
لهـذا أتمنى من سيادتكم أن ترفعوا تعليق السيد ميشو مِن موقعكم لتثبتوا بأنكم أب للكل وليس للمتملقين فـقـط .
تحياتي وإحترامي .
الشماس الإنجيلي : قيس سيپي
*************

ولكـن إلى اليوم لم يُـرفع التعـليق ولم يُـنشر تعليقي ، أليس هـذا أمراً غـريباً ؟ والأغرب مِن ذلك ، تمّ ترقـية المقال إلى أعلى صفحة الموقع لعدة أيام أخرى !
فأنا أسأل غـبطة البطرك ساكـو بعـض الأسئلة التي أثارها المقال والتعليق عليه وعسى أن يصلني الجواب :
هل الله د*اع*شي ؟
إذا وردَت عـبارةٍ ما ــ في الكـتاب المقـدس ــ محتوية على ما لا يعجـب غـبطتكم او لم تسعفكم معرفتكم الواسعة في هضم وتحليل المعنى المقصود في النص ، هل يكون الكتاب المقدس د*اع*شي ؟
نعم ، في الكـتاب المقـدس توجد آيات عـن الحروب والقـتل والزنى والرجم وقـطع الرؤوس ووو ، فهل ذلك يجعل الله د*اع*شي ؟
هل يحق لأي إنسان أن يصف أقدس كتاب وأعـظمها بـ ( د*اع*شي )؟ معقولة ؟
و مِن قِـبَل مَن ؟؟؟ من غـبطة البطرك رئيس الكـنيسة وحافـظ إيمانها ؟؟
كيف ترفع كلمة ــ عـبد ، خادمة ــ من الصلاة وتضيف إليها كلمة د*اع*شي ؟
مَن قال نحن لسنا عـبيداً ؟؟
هل من المعـقول لم يقرأ غـبطتكم لوقا 18 ؟
13 وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلًا: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ.
مَن الذي نزل مُبرراً يا ترى ؟؟؟
لو أتممنا الناموس والإيمان ، كيف نعبر ، وماذا نقول
10 كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ، لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا.. لوقا  17
سؤال آخر : الكتاب المقدس مبني من واقع زمني جغرافي حضاري ثـقافي حقـيقي بـيـئيّ وآنيّ ، وكل ما جاء به يرمز إلى مَعنىً مُعيناً يجب وضعه في الزمن والـبـيئة التي قـيل فـيها ليعكس ما قصده الروح الـقدس في إيحائه الكاتب أن يذكره . فهل يحق لأي إنسان الإستهزاء بالنص وخاصة بعـد أن يقـطعه من موقعه دون إعـطاء أبعاده الزمكانية ؟ بكلمات أخرى ، هل نعيد كتابة الكتاب المقدس ونرفع منه : المنجل والصياد والحقل والمحراث والزارع والمقراع والمناخس ؟؟؟ لأن زمنها إنتهى ولا تُستعـمل اليوم ؟ ونستبدلها بالمكائن والطائرات والحاصودات (الدرّاسات) والقنابل النووية و الـ (آي پات ) والنظرية النسبية ؟ معقولة ؟ .

رومية  4 –  34  لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟

سؤال آخر : كيـف يسمح غـبطتكم أن يشتم أحدهم إخـوة في الكـنيسة ويصفهم بكلمات جارحة من داخل داركم ؟ ألم تقرؤا :
1 كورنثوس (6 : 10)   وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.
ولكن هـنا ربما سيقـول غـبطته عن نفسه :
أنا أيضاً قلت : عفينا ، فليتا ، وخارج عـن القانون وووو . فلا بأس !!!

سؤال آخر : كيف تسايرون كاتب شتّام في تحريضه لغـبطتكم ضد كاهـن أمين ونشط مملوء من الروح الـقدس في كل طروحاته و كرازاته ؟ ( بل هـو هـيكل للروح القـدس ) ؟ وتوجّه تهديداً مباشراً له عَـبر ردّكم ؟؟؟ هل هكذا يكون أبو الآباء ؟
ولي الكثير من الأسئلة في السياق نـفسه ولكن اليوم نكتفي بهذه .
فأنا شماس وإنسان ، ولكن الشيطان يُحرّك شكوكاً بسبب هذه الأقوال وقد يقودني إلى الإلحاد .
ولكن هـيهات ! إيماني مبني على الصخـرة ولا يزعـزعه المشكك ومهما حاول الشيطان أو إستعـمل من أدوات لـيُهـلِك حتى المختارين .

أتمنى أن يصلني الجواب عـلى الأسئلة أعلاه عَبر أية وسيلة كانت .
وأطلب من إدارة الموقع مسح أي تعليق يخرج عن اللياقة الأدبية والأخلاق العامة في الكلمات التي يستعملها الكاتب .

غـيرتي على كنيستي خطَّت بقلمي

الشماس الإنجيلي
قيس سـيپي

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!