مقالات دينية

{ الفردوس و الجحيم }

الشماس عوديشو الشماس يوخنا

{ الفردوس و الجحيم }

إن تعاليم الآباء القدّيسين الأوائل واضحة بخصوص الفردوس والجحيم. لذا رأيت من الأفضل إيراد بعض من أقوال الآباء بهذا الخصوص.

 يقول القدّيس اسحاق السرياني : إنّ الفردوس هو محبة الله حيث يوجد التمتع بكلّ البركات. أمّا أولئك المعاقَبين في جهنم يُضرَبون بسوط المحبة
( فالجحيم إذاً الجحيم هو عذاب محبة الله. )

 و يورد القديس غريغوريوس اللاهوتي في تعليمه عن الحياة الأبدية ، قائلاً : أن الحياة الآتية ستكون نوراً بالنسبة لأصحاب الأذهان المطهرة وبالطبع بحسب درجة طهارتها ونسمي هذا ملكوت السموات. وهي ستكون ظلمة بالنسبة لأولئك الذين اظلَّم عضو التمييز لديهم ، التي هي في الواقع اغتراب عن الله وبحسب درجة عماهم.
 وبحسب القدّيس غريغوريوس اللاهوتي أيضاً : فإن الله هو هو نفسه الفردوس والجحيم بالنسبة للإنسان ، طالما أنّ كلّ شخص يتذوق قوى الله بحسب حالة روحه.

 نجد نفس التعليم أيضاً في الكتابات النسكية للعديد من القديسين ، فعلى سبيل المثال :
 يقول القدّيس يوحنا السلمي : إنّ نفس النار تسمى كل من تلك التي تحرق ، وتلك التي تنير.

 إنّ هذا التفسير الخاص بالفردوس والجحيم هو تعليم عام لآباء الكنيسة الذين فسروا بطريقة تجريدية ما قيل عن النار الأبدية والحياة الأبدية. وخلصوها من الأفكار البشرية ومن صور الأشياء الحسية.
فتعليم الآباء القديسين واضح بأن الفردوس والجحيم غير موجودين من وجهة نظر الله ولكن من جهة الإنسان. الله ذاته هو الفردوس بالنسبة للقديسين ، وهو نفسه الجحيم بالنسبة للخطأة.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!