مقالات دينية

النصرانية والمسيحية في رسائل بولس الرسول ج1

الكاتب: فريد عبد الاحد منصور
     النصرانيه والمسيحيه في رسائل القديس بولس الرسول ج1 (1)مابين رحلة بولس الرسوليه الاولى ورحلته الثانيه, وقفت الدعوه الانجيليه على مفترق الطرق, تتبصر طريق المستقبل وتقرر مصيرها. وقد تم ذلك في مؤتمر الرسل بأورشليم سنة 49ميلاديه.وكما يلي:1-   لقد قامت قيامة النصارى من بني اس*رائ*يل, بزعامة الفريسين المتنصرين, على بولس وبرنابا لدعوتهما الى تحرير المسيحيه من الموسويه. بدأ الصراع بعد عودة الرسولين من رحلتهما الاولى بين الاممين في(المشرق)الاناضول. فتقرر الاحتكام الى مجلس الرسل والكهنه والاساقفه في اورشليم. فكان المؤتمر. ونعرف أن نظرية بولس خرجت منتصره بفضل تأييد زعيم الرسل بطرس وزعيم أهل البيت يعقوب(أخي الرب)وأسقف أورشليم أم الكنائس.فحرر المؤتمر المسيحين والاممين من الشريعه والختان,. ولكنه ترك النصارى من بني اس*رائ*يل أحرارا في اقامة التوراة والانجيل معا, الختان والعماذ معا, السبت والاحد معا.2-   فكان مؤتمر الرسل سببا غير مباشر لانقسام أهل الانجيل الى (نصرانيه)بني اس*رائ*يل,والى مسيحية المهتدين من الاممين. وتكتل النصارى حول يعقوب, وانتسب المسيحيون الى بولسلكن غلاة النصارى من بني اس*رائ*يل لم يغفروا ابدا لبولس دعوته لتحرير المسيحيه من الموسويه فشب الصراع للحال بين النصرانيه والمسيحيه وكانت عقيدة النصارى مبينه على ثلاث أركان:   أ-اقامة التوراة والانجيل معا.   ب-أعتبار يسوع المسيح (كلمة الله وروحا منه)تعالى,ففسروا(كلمة الله)بأنه(ملاك كلمة الله)أي ملاكا حل في يسوع الناصري,وذلك تحت تأثير الكلام الفيلوني, بخلاف النظريه المسيحيه التي تؤمن بأن(كلمة الله)من  ذات الله فهونطفه الذاتي,كما ستتبلور النظريه بفضل تهيأت بولس في فاتحة الانجيل بحسب يوحنا.            ج-اعتبار حلول كلمة الله في يسوع الناصري ظاهريا لاتجسدا أو تأنسا, وقد فارق المسيح قبل                  الالام يسوع الناصري, بدليل قوله على الصليب(الهي الهي لماذا تركتني)ولما رجع المسيح                الكلمه الي يسوع في القبر قام من الموت وارتفع حيا الى السماء. وهذا مصدر عقيدة الظاهريه             في النصرانيه, ومصدر عقيدة(الشبه)في موت المسيح, فقد (شبه لهم) انهم ق*ت*لوا المسيح, وهم لم يق*ت*لوا الا يسوع الناصري , لان المسيح الكلمه حي خالد لايموت بل فارق يسوع قبل الامه وموته وعاد اليه في قيامته.  2-تلك هي العقائد الثلاث التي قسمت الدعوه الانجيليه  الى النصرانيه والمسيحيه, حول يعقوب وبولس.فأعتبر غلاة النصارى من بني اس*رائ*يل (مرتدا وكفروه ولاحقوه الى مراكز دعوته في انطاكيه وغلاطيه   وفيلبي وكورنتس وروميه, وهذا الصراع (النصراني والمسيحي) هو الذي نجده في كل رسائل بولس الذي يعتبر اولئك النصارى (الخوه الكذابين). نجد عند ائمة  المفسرين لبولس حيره في استيضاح هوية خصومه                                                                                             فيظن كثيرون ان جداله مع اهل الشريعه هو مع اليهوديه, وان صراعه مع اهل الحكمه هو مع الهلنستيه          , وان دفاعه ضد اهل الغنوص هو مع الغنوصيه المشركه ونحن نرى ان صراع بولس في رسائله كلها كانمع النصرانيه الاسرائليه المتستره, حينا بيعقوب كما في انطاكيه وغلاطيه وحينا بكيفا, بطرس الرسول كما في كورنتس ورومه. وماجعل المفسرين في حيره من امرهم هو غياب تاريخ النصرانيه وتطوير عقيدتهم عن بالهم ونحن الذين درسنا ذلك في(عهد الفتره) مابين الانجيل والاسلام يمكننا ان نرجع اخصام بولس في رسائله الى النصارى من بني اس*رائ*يل وحدهم في تطوير عقيدتهم.3-   ان صراع بولس في رسائله كلها كان مع النصرانيه لاقامة المسيحيه.أ-ففي الرسائل الكلاميه الى الغلاطيين والى الكورنثيين والى الرومانيين يتصدى بولس(للنصرانيه المحافظه)التي تريد اقامة التوراة والختان مع الانجيل والعماذ. فكان شعار بولس ضدهم ان(الخلاص والتبرير بالايمان بالمسيح والانجيل لا بأعمال الشريعه) فقد نسخ المسيح الشريعه بصليبه. يقول للغلاطيين(ان الانسان لايبرربأعمال الشريعه بل بالايمان بيسوع المسيح….. اذ مامن انسان يبرر بأعمال الشريعه)(غلا16:2) ويقول للفيلبيين في حمله عنيفه على(اهل الشر)و (اهل البتر) اي الختان( في كل شيء لاادرى سوى اقذار حتى اربح المسيح واجدني فيه, لاعلى بري الذي من الشريعه بل على البر الذي بالايمان بالمسيح البر الذي من الله القائم على الايمان) فيلبي 38-9  ويقول للكورنثيين في دفاع عنيف ضد النصارى من بني اس*رائ*يل الذين طعنوا سيرته وفي دعوته وفي رسوليته متسترين خلف بطرس ومعتمدين على اسلوب الحكمه في تقديم انجيلهم:(لوجاءكم احد يدعو بيسوع اخر لم ندع به او نلتم روحا اخر غير الذي نلتموه او انجيلا اخر غيرالذي قبلتموه لاحتملتموه بطيب خاطر ولكني احسب اني لم انقص في شيء عن اولئك الرسل الضناديد!..اولئك الناس رسل كاذبون عاملون مكارون متنكرون في الرذ على النصارى الذين يتوسلون الحكمه لاقامة الشريعه مع الانجيل, اني لااستحي بالانجيل لانه قمة الله لخلاص كل من مؤمن لليهودي اولا ثم الاممي,لان بر الله يتجلى فيه من ايمان الى ايمان(رو116-17) فألان قد اعتلن بر الله بمعزل عن الشريعه مشهودا له من الشريعه والانبياء, بر الله بالايمان بيسوع المسيح لجميع المؤمنين(رو321-22) ويتوسل الى المسيحين الرومانين اللطف في معاملة النصارى من بني اس*رائ*يل الضعفاء في الايمان, الذين يقولون بالحلال والحرام في الاطعمه(رو141-4)فعلينا نحن الاقوياء  ان نحتمل اوهان الضعفاء ولانرضي انفسنا(رو151) لكن هناك فئه منهم غلاة النصارى من بني اس*رائ*يل يبشرون بنصرانيتهم للمسيحين الرومانين فيبلونهم: هولاء مقاطعتهم واجبه(ايها الاخوه اناشدكم ان تحذروا الذين يثيرون الشقاق بينكم ويعبثون فسادا بخروجهم على التعليم الذي تسلتموه فأبتعدوا عنهم فأن امثال اولئك لايعملون للمسيح ربنا بل لبطونهم ويضلون القلوب السليمه بمعسول كلامهم وتملقهم)(رو1617-18) فأخصام بولس في رسائله الكلاميه هم وحدهم النصارى المحافظون الذين توسلوا حينا الحكمه الهلنستيه لاقامة الشريعه مع الانجيل في تهويد المسيحين.   ب –ثم أسر بولس مدة خمس سنوات(ربيع58-ربيع63) فخلا الجو لاخصامه النصارى ليعبثوا فسادا في كنائسه المسيحيه في ولاية اسيا الرومانيه وفي مقدونيه وبما ان الغنوص الملفقه من الحكومه الهلنستيه والعبادات السريه الشرقيه, قد أخذت تنتشر بين الهلنستيين واليهود في المشرق(الاناضول) خصوصا في ولاية أسيا, حول عاصمتهاأفسس(نور اسيا) كما سموها.  توسل النصارى تلك الغنوص الهلنستيه واليهوديه كما أبرزتها مخطوطات قمران فأقاموا لهم غنوصا (نصرانيه) بلبلوا بواسطتها كنائس بولس , فرد عليهم برسائله الصوفيه الثلاثه الى اهل كولوسي واهل فيلبي واهل افسس. يظن كثيرون ان بولس في تلك الرسائل الصوفيه يتصدى للغنوص الهلنستيه واليهوديه. وفاتهم أن النصرلنيه تقمصتها في غنوصها.  فبولس في رسائله الصوفيه يرد على الغنوص (النصرانيه) التي ستأخذ اسم(الكير نثيه) على ايام يوحنا الرسول, لتطرفها في الهلنستيه. يرد بولس بأن(الغنوص الساميه) هي في المسيحيه وأن تعابير السر , الملء, الرأس, الجسد , تتحقق كلها في المسيحيه في وحدة الوجود الحقيقيه.وما الاناشيد الصوفيه التي يطلقها بولس في الرسائل الثلاث(فيل62-11, كول115-20, أفسس13-14)الا جوابا تنشده الكنائس المسيحيه بوجه النصرانيه الغنوصيه لاعلان سر المسيح ملء الله وملء الكون وملء الانسان فليس المسيح أدنى من الملائكه الذين يسمونهم بتعبير هلنستي(اركان الكون) انه رأس الملائكه(كو210) ورأس الجسد(الكنيسه)(كو1 رأس الكنيسه جسده وملئه(افسس123)فقد شاء الله ان يوحد الكون  في المسيح رأسا له(افسس110). ونعرف ان بولس يرد على النصارى من بني اس*رائ*يل بقوله في الفيليبيه لقد ازدادت الدعوه للمسيح بسبب بولس في القيود( ولاجرم ان فئه منهم  يدعون للمسيح عن حسد وخصام انهم يدعون للمسيح عن كيد وبنيه غير صالحه يظنون انهم بذلك يزيدون قيودي ثقلا)(فيل115-17) وبقوله في الكولوسيه (اياكم ان يخبلكم احد بالفلسفه بذلك الغرور الباطل القائم على سنة الناس وأركان العالم فذلك ليس بحسب المسيح فأسلكوا اذن في المسيح الرب يسوع كما تعلمتموه)(كو2 ان النصارىيجمعون السنه اليهوديه الى النظريه الغنوصيه في اركان الكون  ويضيفون التحريم في الطعام الى الزهد المفرط بتأثير الغنوص. ويقولون بعبادة الله لابعابادة المسيح الذي هو الرأس(كول218-19). وبقوله في الافسسيه مشيرا الى عبادة الملائكه(لتدركوا….أي قوة فائقه أظهرها لاجلنا نحن المؤمنين فكشف عن عزته القديره فيالمسيح اذا اقامه من بين الاموات واجلسه الى يمينه في السموات فوق كل رئاسه وسلطنه وقوه وسياده وفوق كا اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في الاتي ايضا وجعل الكل تحت قدميه(أف118-22). فبولس في الرسائل الصوفيه الثلاث يرد على النصرانيه الغنوصيه في عقائدها الثلاث خصوصا في تفضيل الملائكه على المسيح وهذه هي النصرانيه عينها في ثوبها الغنوصي______________________(1) منقول

 
 
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!