مقالات دينية

الموت الثاني هو البعد عن الله

الكاتب: وردااسحاق
الموت الثاني هو البعد عن الله
الله خلق الأنسان لكي يبقى خالداً . لكن بعد السقوط في الخطيئة مات ، لأن أجرة الخطيئة هي الموت . وللموت أنواع ، الأول يموت في الخطيئة وهو حي يرزق , والثاني يموت من الحياة ، فينفصل الروح عن الجسد ، فالذي يموت هو الجسد فقط فيتوارى تحت التراب لكي يتحلل الى عناصره الأولية فيعود الى التراب ، لأنه كان من التراب . أما الروح فخالدة لا تموت بل تنطلق خارج الجسد . الفناء أذاً كان للجسد  . الخطيئة هي التي تق*ت*ل الروح وأن كان الروح في داخل جسد الأنسان . أي الأنسان الحي الخاطىء هو ميت وإن كان حياً . فالأبن الضال كان يعيش ويتمتع مع الزانيات لكنه كان ميتاً ، لهذا قال عنه والده ( لأن أبني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد ) ” لو 15: 24″ . لهذا يقول الأنجيل المقدس ( ليضىء على القابعين في الظلام وظل الموت ، ويهدي خطانا في طريق السلام ) ” لو 79:1″ . فالذين مع المسيح هم أحياء لأن نور المسيح يضىء نفوسهم أما الذي ينشغلون في متاهات هذا العالم فهم موتى لأنهم بعيدين عن نور المسيح . لهذا قال يسوع للرجل الذي أراد أن يتبعه ( أتبعني ودِع الموتى يدفنون موتاهم ) ” مت 22:8″ . فالذين كانوا يدفنون الميت كانوا أحياء في الجسد والنفس لكنهم موتى في الروح . لهذا يقول ملاك كنيسة سرديس . هذا ما يقوله من له أرواح الله السبعة والكواكب السبعة : ( … أني عالم بأعمالك يطلق عليك اسم معناه أنك حي ، مع أنك ميت ) ” رؤ 1:3″ .
المؤمن يموت مرة واحدة فقط ، وهو أنفصال روحه عن جسده ، ولا يموت مرة أخرى ، لأن بموت المسيح مات الموت عن المؤمنين به . اذاً المسيح دمر سلطان الموت نهائياً . فلا موت بعد الموت للمؤمن ، بل له الحياة الأبدية الخالدة ، وكما تقول الآية ( وبعد ذلك المنتهى ، متى سلّم الملك لله الآب ، أبطل كل رئاسة … لأنه لا بد أن يملك حتى يضع جميع أعدائه تحت قدميه . وآخر عدوّ يبطل هو الموت …) ” 1قو 15: 24-26″ .
الموت الأول ليس عقابا كافياً لمن يرفض المسيح ويخالف شريعته فأنه ( من خالف شريعة موسى ق*ت*ل من غير رحمة ” بناء على قول شاهدين أو ثلاثة ” فأي عقاب أشد من ذلك العقاب يستحقُّ ، كم ترون ، من داس ابن الله وعدّ دم العهد الذي قدس به نجسا واستهان بروح النعمة ؟ ) ” عب 10: 28-29″ . عقوبة هؤلاء هو البكاء وصريف الأسنان في النار الأبدية ، من جهة ، والسعادة الأبدية مع الله للمؤمنين من جهة أخرى ، فيقول ( أقول لكم : أني لا أعرفكم . أبعدوا عني يا جميع فاعلي الأثم ، هناك يكون البكاء وصريف الأسنان ” هذا ليس فناء ” أذ ترون ابراهيم وأسحق ويعقوب وجميع الأنبياء في ملكوت الله وأنتم مطرودون الى الخارج ) ” لو 13 : 27-28″هكذا ينذر الرب قائلاً . ( الويل لكم أيها المشبعون فإنكم ستجوعون ، الويل لكم أيها الضاحكون الآن فإنكم ستنوحون وتبكون ) ” لو 25:6″ الضاحكون والمشبعون في هذه الدنيا سيبكون ويجوعون في الآخرة . أي لا فناء لهم ، بل سيخلدون في العذاب وخاصة عذاب البعد عن وجه الله المنير، وهو الموت الثاني . العقاب هو أبدي لأن الخاطىء سيدان بدينونة أبدية . وهكذا يوَضح لنا الرسول يوحنا في ” رؤ 14: 10-11″. ( فإنه يسقي من خمر غضب الله المصبوبة صرفا من كأس غضبه ويعذّب بالنار والكبريت أمام الملائكة القديسين ، وبحضرة الحمل ، ويصعد دخان عذابهم الى دهر الدهور ، ولا راحة لهم نهاراً وليلاً للذين قد سجدوا للوحش ولصورته ولمن أخذ سمة اسمه )
   في الختام نقول أن الخطاة سينفصلون عن الله أبدياً وعذابهم الأكبر هو عطشهم الى رؤية مجد الله ونور بهائه ، وسيعذبون بالمجهول نهاراً وليلاً مع الوحش والنبي الكذاب الذي خدعهم بتجاربه ، ومدة عذابهم ستطول الى أبد الدهور
ولألهنا كل المجد
بقلم
وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا
 
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!