مقالات دينية

المقارنة بين مجىء المسيح الأول والثاني

الكاتب: وردااسحاق

المقارنة بين مجىء المسيح الأول والثاني

بقلم/ وردا أسحاق عيسى

وندزر – كندا

 

 

 

 

( المجد لله في العلى ! وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة ) ” لو 14:2″

الكتاب المقدس هو أحد المصادر التاريخية الهامة الذي نقل للبشرية أحداث كثيرة تاريخية وجغرافية وسياسية لدول كثيرة ، كبلاد ما بين النهرين ومصر والأردن والأراضي المقدسة وسوريا ولبنان وبلاد فارس …. ويصل عدد الدول التي ذكرها الكتاب الى 33 دولة . فالكتاب المقدس بعهديه هو مصدر موثوق به لغرض الدراسات الروحية والزمنية . كذلك هو الدليل الذي يشرح لنا تفاصيل موضوع بحثنا الخاص بتجسد المسيح من خلال قرائتنا للنبؤات التي تتحدث عن ميلاد الطفل يسوع في مذود للبقر في بيت لحم ، وكذلك عن النبؤات التي توضح لنا تفاصيل مجيئه الثاني .

ولد الطفل الألهي ولادة عجيبة كأنسان لكنه ليس من ذرية آدم ، بل هو أبن الله المتجسد والذي غيّرَ مجرى التاريخ ومجريات الأمور ومفاهيم العالم السياسية والأجتماعية والأقتصادية والروحية . هذا الطفل السماوي أعاد العلاقة بين البشر والخالق ، فكسر حاجز العداوة فتتمت المصالحة ، فأستطاع الأنسان أن يقابل الله في سر الأفخارستيا .

 ميلاد المسيح هو الحدث المحوري والفاصل للتاريخ الى ما قبل الميلاد وبعده . صاحَبَ ميلاد المسيح أحداثاً كثيرة من الطبيعة والسماء ومن بني البشر ، ظهر نجماً ساطعاً ليكون دليلاً للمجوس والذي قادهم الى هيرودس والى الطفل يسوع ومن ثم أعادهم الى ديارهم كما شاء الله .

 سجد الملوك المجوس للمولود وقدموا له الهدايا التي كانت ترمز الى حياة الطفل ومكانته الحقيقية ( مت 11:2) . ظهرت ملائكة السماء وقدمت التسبيح ( المجد لله في العلى ، وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة ! ) ” لو  14:2″ . والرعاة الذين بشرهم الملاك  . أما الأرض فهيأت للمولود فتاة تقية ، عذراء، من خلالها عبر المسيح الى عالمنا ومنها أتخذ له جسده المبارك ، وأحداث كثيرة حدثت في مجىء الرب من ميلاده حتى صعوده الى السماء . وهكذا سيسبق مجيئه الثاني أحداث كثيرة سجلها لنا الوحي الألهي والتي تدفعنا الى التأمل عن طريق المقارنة بين مجىء المسيح الأول الى العالم وبين مجيئه الثاني وأنتهاء العالم ، فنقول :

 

1-    في مجيئه الأول أتى الى العالم بسرية فولد في ملء الزمان ، في يوم فريد كانت بيت لحم تعج بعوائل كثيرة ملأت البيوت والخانات فلم يبقى مكان للعائلة المقدسة الفقيرة فأبتعدت الى خارج البلدة ( إذ لم يكن لهم موضع في المنزل ) ” لو 7:2″ فلم يعلم به إلا القليل من البشر ( من رعاة ومجوس ) . أما في مجيئه الثاني فسيأتي على الغمام مع ملائكته القديسين وسط رعود وأبواق الملائكة وهتافات تسبيح ، وستظهر علامة الصليب في السماء وتتزلزل الأرض كلها ، سيراه جميع البشر من آدم الى آخر مولود في يوم ظهور الرب ويقومون الأموات من القبور فيرون المسيح في مجده ، وكما تقول الآية ( هوذا يأتي مع السحاب وتنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض  ) “رؤ 7:1 ” .

 

2-    في مجيئه الأول أسس كنيسته المقدسة ( عروسته ) أسسها على الحجر فكل من ينتمي أليها سينال الخلاص ويدعى أبن الله . أما في مجيئه الثاني فيأتي العريس لكي يأخذ العروس التي أحبها ( أفسس 25:5 ) ، فيكافىء المنتمين الى كنيسته بأجساد جديدة ومجد لا يوصف ، ويأخذ المؤمنين حسب وعده (.. أعود اليكم وآخذكم اليّ ، لتكونوا حيث أكون أنا ) ” يو 3:14″ً

 

 

3-      في مجيئه الأول أرسى السلام في العالم لأنه رئيس السلام ونشر المحبة بين بني البشر . ومصالحتهم مع الله ، لا للدينونة ، لأن يسوع لم يأتي ليدين ، بل ليخلص ، قال ( روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين . لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالأطلاق ، والعمي بالبصر ، وأكرز بسنة الرب المقبولة ) ” لو 4: 18-19 ” أما المجىء الثاني فسيكون لمكافأة الأبرار ولدينونة الأشرار

 

4-    تمت جميع النبؤات التي تنبأت بمجىء المسيح الأول حرفياً ، وهكذا سوف تتم كل النبؤات التي قالها يسوع عن مجيئه ، وكذلك نبؤات الأنبياء والرسل الأطهار ، فعلينا أن نصدق تلك الأقوال التي تتحدث عن تفاصيل مجيئه الثاني ونتهيأ لملاقاته كالعذراى الخمسة الحكيمات

 

5-    صاحب مجىء المسيح الأول ظواهر سماوية كظهور النجم أمام المجوس ، وتبشير الملاك للرعاة ، وظهور جمهور من جند السماء منشدين ، وسجود المجوس لطفل صغير مقمط في مذود للحيوانات ( لو 1 ، ومت 2 ، ومز 72) كما قامت الأموات وأظلمت السماء يوم موته على الصليب وتزلزلت الأرض وأشقت الصخور وحجاب الهيكل . وهذه الأحداث ما هي الى نبؤة واقعية لما سيحدث في يوم القيامة العظيم ومجىء الرب الثاني إذ تتزعزع السموات وتتساقط النجوم وسيأتي معه أيضاً أجواق من الملائكة ، ويقوم الأموات عديمي الفساد ويتغيّر المؤمنون الأحياء بطرفة عين ومن ثم يختطفون فوق السحب لملاقات العريس ( مت 24 و1قو 15: 51-58 ) .

 

 

6-    في مجىء المسيح الأول تآمر الملوك وقادة اليهود لق*ت*ل الطفل ( أع 27:4 ) أما في الثاني فسوف يخفي الملوك وقادة اليهود ويقولون للجبال وللصخور أسقطي علينا وأخفينا من وجه الجالس على العرش ، ومن غضب المسيح في ساعة غضب الرب العظيم ، ومن يستطيع الوقوف أمامه ( رؤ 6: 13-17 ).

 

7-    في المجىء الأول ولد فقيراً فقدس الفقر بفقره ، وأحب الفقراء وقال ، من يطعمهم يطعمني ومن يكسوهم يكسوني ومن يزورهم يزورني … عاش فقيرا ، ومات فقيراً من أجل البشرية . أفتقر ذلك الغني لكي نستغني نحن بفقره . لكن بمجيئه الثاني سيأتي كملك الملوك ورب الأرباب فيصبحوا الملوك والأغنياء فقراء ومجردين من كل شىء .

 

8-    في مجيئه الأول أتى وديعاً ومتواضعاً أخلى ذاته آخذاً صورة َعبدٍ ومخفياً لاهوته ، تحمل الأصابات والجلد والبصق والشتم وبعدها صلب على خشبة العار . أما في مجيئه الثاني فسيأتي كأسد مزمجر لدينونة الأحياء والأموات فيرسل ملائكته لحصاد الأرض فيكافىء المؤمنين به ، أما الرافضين له فسينالون الهلاك الأبدي .

 

 

9-    في مجيئه الأول أعلن صفاة الله وكمالاته في شخصية الذي حل فيه كل ملء اللاهوت جسدياً ” كول 9:2″ الله ظهر في الجسد ” 1 تي 16:3″ ولكي يفدي البشرية ويخلصها ويردها الى الفردوس ( اليوم ستكون معي في الفردوس ) ” لو 43:23 ” . أما في مجيئه الثاني فسيكافىء الأبرار بأكليل المجد ويدخلون الى فرح سيدهم ” مت 22:25″ ويخلصها من الجسد ، ويعاقب الأشرار ، والله صادق في أقواله .

 

10- في المجىء الأول جاء الى خاصته ( اليهود ) وخاصته لم تعرفه ولم تقبله ” يو 11:1″ فأتجه نحو الأمم فسلم لهم الكرم ، ويكون لهم الخلاص أيضاً . أما في مجيئه الثاني ، فسوف تصير كل ممالك الأرض له ، ويطرح سيد هذا العالم في النار الأبدية ، وسيملك الرب يسوع الى أبد الآبدين ” رؤ 15:11″ .

في الختام نقول : المؤمنون ينتظرون بصبر مجيئ الرب ويوم القيامة لكي يرونه في مجده العظيم فيهتفون قائلين :

( آمين ! تعال أيها الرب يسوع ) ” رؤ 20:22″

 

 

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!