مقالات

رؤية محمد الغزالي تجاه جبابرة العصر الراهن

يشير الكاتب محمد الغزالي في كتابه الموسوم (الاسلام والاستبداد السياسي) الى الملوك والجبابرة ويقارنهم مع من تملك مقادير الامور في الوقت الحاضر، فهو يصف كل شخص تجبر وتكبر على اهله وشعبه بحكم السلطة المطلقة التي تولاها، بانه من الجبابرة الملعونين، دون الالتفات الى الاستار التي يتخفى حلفها من شعارات زائفة وشارات يزعم بانه عادل بموجبها، ما دام يبت بامر الناس دون عدل ٍوانصاف، ويملك سلطة الاقصاء والتقريب بين الافراد على وفق اهوائه ومزاجه، فانه مسؤول امام الله عن تبعات ذلك، ويرى ان ذك من ضعف شخصية المتجبر لان من قوته، لان لسلطة المطلقة اغواء يوسوس ملكها بالتجبر واحتقار الاخرين واستصغارهم واستباحة دمائهم؟، فيضعف امامها، وعلى وفق ما ورد ذكره في الصفخة (65) من كتابه اعلاه،

ويقول ان من سمات هؤلاء الجبابرة، بانهم لا يقبلون النصح ويعتقدون انهم اسمى من ان يوجه لهم النصح والارشاد، ويفرضون بان لا يعصى امرهم، حتى لو كان نقداً القصد منه التقويم لمسار الاخطاء في لاداء، وما جاء في الكتاب اعلاه هو العرض لضمانات الحريات في الاسلام، وكان كلامه اعلاه هو من ثنايا عرضه لموقف الاسلام من ضمان الحريات،

الا نه يؤكد على ان المآل الذي آل اليه وضع الحريات في العالم الاسلامي، ليس بسب مبادئ الاسلام السمحاء، وانما بسبب من تقلد امر المسلمين من بعد الرسول الاكرم (ص)، فان من اتى كان اغلبهم من الشباب الطائش والخليع، وهذا انعكس على عموم المسلمين مع وجود المتزلفين والمنافقين الذين سعوا وما زالوا في مسعاهم لتزويق سوء الافعال، وتبرير جسامة الاخطاء، وتهوين فداحة الاضرار، من اجل ان يبقى هذا الشاب النزق او الخليع في مركز السلطة ليغدق عليهم بالهبات والمنح والعطايا، على حساب العامة من الافراد والمواطنين وغيرهم،

وانقل ما قاله الكاتب الغزالي في الصفحة (62) حيث يقول (بيد ان المسلمين مع الاسف افلت من ايديهم الزمام على عجل، فبعد ن كان حكامهك رجالاً من طراز “عمر” اصبح امرهم الى شباب خلعاء من امثال “يزيد”)، ثم يستشهد الغزالي بحديث رسول الله (ص) (هلاك امتي على أُغيلمةَ قريش)، ومغزى هذا الحديث النبوي الشريف، الذي اخرحه احمد بن حنبل ورواه البخاري، يشير الى ان تسليم الامور بيد الغلمان امرٌ مهلك للامة، فهؤلاء منقادون لطيشهم، ولا يملكون الحكمة، والتاريخ سجل لنا حوادث كثير عن طيش الغلمان، وما زال يدون في صفحاته، نماذج لهم عاثت في الارض الفساد ومزقت المجتمعات، حتى انها سعت للتشكيك بالقيم والمبادئ السامية للاسلام من اجل ديمومة سلطانها، واستمرار انتفاعها بما توفر لها من منافع السلطة،

ويصل الكاتب الغزالي الى النتيجة التي يعتقد انها حتمية لاستمرار هؤلاء بالتجبر، حيث يقول ان الله بين بكتابه الحكيم ان جبروت الفرد الحاكم اذا انساح ولم توقفه حدود لشريعة وتحتبسه ضوابط القانون فسدت الاحوال واختفى الرجالوهانت الحقوق وضاعت الكرامات.

[1] الكتاب المصري الاسلامي محمد السقا الغزالي ولد في مصر عام 1917 وتوفى عام 1996

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!