الحوار الهاديء

العراق بحاجة الى الديمقراطية والعدالة وليس الى التقسيم

الكاتب . قيصر السناطي

العراق بحاجة الى الديمقراطية والعدالة وليس الى التقسيم
اثار اعلان الأستفتاء في اقليم كوردستان في الخامس والعشرين من شهر ايلول القادم ردود افعال محلية وأقليمية ودولية لما له من تأثير على الوضع الداخلي والأقليمي . من المعروف ان حق تقرير المصير مكفول حسب القوانين الدولية، ولكن في وضع العراق غير ممكن وصعب للغاية وليس في مصلحة الجميع وللأسباب التالية:
1- ان الدستور العراقي الفدرالي يضمن حقوق الجميع دون الحاجة الى تقسيم البلاد حيث ان الدستور قابل للتطوير في حالة وجود حاجة لتعديله والذي كتب بعد سقوط النظام السابق؟
2-ان شعب العراق متعدد القوميات والأديان والطوائف وهي متوزعة بشكل يصعب الفرز بين المناطق سكانيا وجغرافيا.
3-ان الحضارات القديمة التي ازدهرت في العراق كانت تسكن في بلاد ما بين النهرين وتمتد من الخليج الى جنوب تركيا وقسم من سوريا ، وهذا يعني ان الحضارات التي تعاقبت على هذه الأرض من سومرية وأكدية وبابلية كلدانية وأشورية وغيرها مرورا بسيطرة المسلمين القادمين من الجزيرة اضافة الى غزوات الأقليمية من بلاد الفرس وتركيا ، جعلت من هذه البلاد موطنا لجميع هذا الخليط السكاني المتنوع.
4- ان الجغرافية قد تكون قريبة نوعا ما في المحافظات الشمالية ولكن فيها تنوع سكاني لايمكن الفصل بينهم بسبب تقادم الزمن والتغير الديموغرافي الذي حصل خلال الاف السنين ضمن حدود هذه البلاد.
5-ان مصير هذه البلاد التي شهدت حروب طاحنة وغزوات جعلت دماء كل العراقيين دون استثناء تروي هذه الأرض من الشمال الى الجنوب وشاركوا جميعا في السراء والضراء وكانت تلك الحروب تنعكس على الجميع في سلبياتها وقد دفع العراقيون اثمانا باهضة دفاعا عن وجودهم وأرضهم.
6-ان التقسيم يعني ان هناك حدود يجب ان تحدد الجغرافية والموارد والمياه والأماكن السياحية سواء كانت اثار او مراقد دينية ، وهذه يعني الدخول في حروب قد لا تنتهي وتسير بالعراق الى المجهول.
7-ان الوضع الداخلي والأقليمي والدولي في وضع لا يحسد عليه حيث لا زال د*اع*ش يحتل اراضي تتبع الأقليم وأخرى تتبع المركز ،والدواعش لا يزالون يشكلون عائقا في استقرار الوضع في العراق وفي العالم.
8- ان دول الجوار لا تشجع استقلال اقليم كوردستان لأنها سوف تتضرر على المدى البعيد بسبب وجود الأكراد في بلدانها وهي تركيا وأيران وسوريا ولديها مصالح مع المركز اكثر بكثير من مصالحها مع الأقليم.لذلك هناك اتصالات اقليمية ودولية لمنع هذا الأستفتاء.
9-ان موقف المكونات الصغيرة المسيحيون مثلا من الكلدان والأشوريون والسريان تمتد حضارتهم من الجنوب الى اقصى الشمال وأثارهم وكنائسهم ومراقدهم منتشرة في كل البلاد ، كيف لهم ان يعيشوا منقسمين بين المركز والأقليم ، هل رجل الدين الساكن في بغداد عندما يزور كنيسته في الشمال عليه الحصول على الفيزا(التأشيرة) لكي يزور ابناء رعيته.
10-لماذا نفكر بالتقسيم ونحن في القرن الواحد والعشرين حيث ذهبت الأنظمة الدكتاتورية ولا يمكن لأي حكومة ان تفكر في اضطهاد مكون من شعب العراق لأنها سوف تكون مكشوفة امام الشعب وسوف تسقط اذا لم تطبق العدالة والمساوات بين ابناء الشعب.
11- ان الخلل الحاصل الأن والفوضى التي يشهدها العراق الأن هي بسبب النظام الشمولي الذي كان سائدا والذي شن حروب داخلية ضد الأكراد وضد دول الجوار مما جعل الشعب يدفع ثمنا لتلك الحروب المدمرة والتي لا زالت اثارها الأقتصادية والأجتماعية ماثلة على المشهد العراقي.
12-ان الأستفتاء اذا ما جرى سوف يكون لصالح الأستقلال على الأغلب وسوف يضع حكومة الأقليم تحت ضغط الشعب وسوف تطالبها بتنفيذ الأستقلال وهذا لن يكون في صالح الوضع الداخلي في الأقليم كما ان العلاقة بين الأحزاب الكوردية ليس مثاليا.
وفي الختام نقول ان على قيادة حكومة الأقليم ان لا تتسرع الى ان يتم الأستقرار ويطرد د*اع*ش من البلاد وعليها الأن ان تستمر في الحوار مع المركز وعلى حكومة المركز ان تتخذ اجراءات عاجلة لتلبية مطالب الأقليم العادلة عن طريق الحوار بأسلوب اخوي يضمن سلامة العراق ارضا وشعبا ، لأن التقسيم يعني دخول العراق في نفق مظلم لأنه في وضع لا يحسد عليه. فهل ينتبه المخلصون الى الخطر القادم ؟ هذا ما سوف تكشفه الأيام المقبلة .
وان غدا لناظره لقريب..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!