الحوار الهاديء

الرابطة الكلدانية والعَلَم الكلداني

الكاتب: نزار ملاخا
 
 

الرابطة الكلدانية والعَلَم الكلداني  
حيا عما كلدايا
نزار ملاخا
قبل أن ندخل في صلب الموضوع لابد وأن نشرح أو نمر مروراً سريعاً عما تعنيه بعض المصطلحات المتعلقة بالموضوع، فتقول بعض الدراسات والمصادر أن
الشِّعار : ــ هو الصبغة أو الشارة التي يتفق عليها القوم أو الفريق ليعرفوا بعضهم بعضاَ.
الراية : ــ هي المربعة التي تُنشَر ولا تُلوى والمتفق عليه إنها دون اللواء.
اللواء: ــ من اللوى لأنه يُلوى لِكبره وهو الكبير المستطيل.
البيرق : ــ وهو العَلَم الكبير
العَلَم : ــ هو الإصطلاح الأخير الشامل للواء والراية والبيرق
الرمز: ــ ممكن أن يتحول الإنسان إلى رمز من رموز بلاده من خلال أعماله وأفعاله، والرمز يمكنه أن يصبح عَلَماً تعتمده بلدان مختلفة، مثلاً هناك الرمز الديني اليهودي (النجمة الخماسية) الذي تم إعتماده كعَلَم، كما أن في المسيحية رموزاً تم إتخاذها كشعار وليس علم، مثل السمكة وزهرة الزنبق والصليب والنجمة الخماسية التي تستخدم للإشارة إلى جروح السيد المسيح الخمسة، ونرى في الإسلام رموزاً تم إتخاذها كأعلام لبعض البلدان منها الشهادتان الموجودة على عَلَم المملكة العربية السعودية، أو لفظ الجلالة”الله” الموجود على العَلَم الإيراني وكذلك الهلال والنجمة على العَلَم التركيوغير ذلك.
 يقول المؤرخ العثماني واصف أفندي ” إذا أجتمع قوم تحت لواء واحد يحصل بينهم الإتحاد ”
وقال عمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة
أبا هِندٍ فلا تَعْجَل عَلينا ……….. وأنظرنا نُخبركَ اليَقينا
بأنّا نُورِدُ الرّايات بيضاً ……… ونصدرهنَّ حُمراً قَد روينا
وقال الشاعر صفي الدين الحلي : ــ
بيضُ صَنائعُنا، سودٌ وقائعُنا، خضرٌ مرابعُنا، حُمرٌ مواضينا
ونحن الكلدان أول عَلَم تم إعتماده هو العَلَم الكلداني من تصميم المؤرخ الفنان عامر حنا فتوحي وتفاصيله موجوده على الموقع
 http://chaldeanflag.com/flag.html
وتم شرحه في أكثر من مناسبة، أما النشيد القومي الكلداني فقد وضع كلماته الأستاذ أبلحد أفرام السكرتير العام للحزب الديمقراطي الكلداني، وبذلك يكون العَلَم والنشيد القومي الكلداني من رموز الكلدان ومَن يهين عَلَم الكلدان فقد أهان الكلدان جميعاً
. https://www.youtube.com/watch?v=3ZLQUrk8EUE

وبمناسبة الحديث عن العلم فإن العراق رفع أول علم له في تاريخه كان في عام 1921 عند إنشاء المملكة العراقية الهاشمية في عهد الانتداب البريطاني. وكان العلم يحوي خطوطاً أفقية بالترتيب أسود-أبيض-أخضر، مع شبه منحرف أحمر في الجانب، ونجمتين سباعيتين بيضاوين ترمزان للمحافظات ال 14 في المملكة. وتصميم العلم وألوانه مشابهان لتصميم علم الثورة العربية الكبرى، التي قام بها الهاشميون على الحكم العثماني خلال الحرب العالمية الأولى.

 
وقد تم تغيير العلم بمراسيم وقوانين ومع تغير الحكومات، إلى أن أصبح بثلاث نجمات كانت تدل على الإتحاد بين العراق ومصر وسوريا، ثم تغير المعنى إلى الوحدة والحرية والإشتراكية إلى أن تم رفعها نهائياً واليوم العلم العراقي بدون نجمات.
ولكل دولة شِعار وعَلَم ورَمز. ويجرنا الحديث إلى شعار د*اع*ش وليس عَلَم وبداخل الشعار يوجد ختم يقال بأنه ختم النبي محمد
الفيلسوف الإنجليزي ( برتراند راسل ) يقول : إن العالم في انتظار مصلح يوحِّد العالم تحت عَلَم واحد وشعار واحد .وتقول الكاتبة فدوى مساط في مقال لها نشره موقع الحرة الألكتروني في 26/7/2015 فالحمار الذي يتخذه الحزب الديمقراطي الأمريكي شعارا له، تحول إلى رمز للثورة والتمرد منذ عقود طويلة. قصة الحمار مع الديمقراطيين بدأت سنة 1828 عندما اختار المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة آنذاك أندرو جاكسون شعار(لنترك الشعب يحكم) إلا أن إلا أن الحمار لم يتحول إلى رمز سياسي للحزب الديمقراطي Read more: http://www.alhurra.com/content/story-behind-democratic-donkey-republican-elephant/213213.html#ixzz3gygg4BH7 وظهر الفيل كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة في دعاية سياسية مساندة للينكلن في هذه الإنتخابات التي فاز بها فعلا، لكن الفيل لم يتحول إلى شعار سياسي للجمهوريين Read more: http://www.alhurra.com/content/story-behind-democratic-donkey-republican-elephant/213213.html#ixzz3gygvxU3B Read more: http://www.alhurra.com/content/story-behind-democratic-donkey-republican-elephant/213213.html#ixzz3gygP5Pib
 
Read more: http://www.alhurra.com/content/story-behind-democratic-donkey-republican-elephant/213213.html#ixzz3gyfouVYf
لقد جرت محاولات عديدة وكثيرة من أجل تغيير علم الكلدان ولكن الكلدان منذ البداية وإلى النهاية سيكون هذا هو عَلَمَهُم، إلا إذا حدثت ثورة وتم إسقاط النظام الكلداني ليقوم نظام بتسمية جديدة يخترعها تاريخيوا الخيال العلمي كالتسمية الثلاثية أو المركبة أم لربما سيصلون إلى تسمية جديدة لهذا الشعب الذي ما زال يئن تحت حِراب د*اع*ش من جهة ومن جهة أخرى تحت آلام ومآسي ضعف النظام وعدم توفر الأمن والأمان وأبسط مقومات معيشة الإنسان، فالعراقي بشكل عام والكلداني بشكل خاص يأمل أن يجد في بلده العيش الكريم بدلاً من أن يقف متسولاً على أبواب السفارات ليجد له لقمة عيش شريفة في إحدى دول اللجوء، وبالأمس القريب وأقصد تحديداً يوم 15/7/2015 أرسل رئيس الوزراء العراقي السيد حيدر العبادي ببرقية تهنئة لغبطة بطريرك الكلدان وينعتنا فيها بالطائفة!!! لا أدري هل فات على السيد رئيس مجلس الوزراء بأن الكلدان هم أصل العراق وشعبه الأصيل ؟ أم أنه على خُطى غيره سائراً ؟ أم أنه أستكثر على الكلدان أن يكونوا قومية مُعترف بها في الدستور العراقي ؟ أم أنه صَعُب عليه أن يقرأ التأريخ ليطّلع على تاريخ العراق الأصيل الذي يكوّنه تاريخ الكلدان؟ أم أنه لا يدرك من أن التسمية الكلدانية أقدم من تأسيس العراق الحالي بعدة آلاف من السنين ؟ لقد كتب الزميل ناصر عجمايا رئيس الإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان مقالاً نشر على موقع مانكيش
http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=8664
 
أقتطف منه هذه الفقرة
مع الأسف السيد رئيس الوزراء العبادي متشبع بالطائفية المقيتة على حساب الوطن والوطنية العراقية العرجاء في هذا الزمن العاثرالوارث، من قبله رفيقه المالكي الذي كرر فعلته الرذيلة بأعتبار الكلدان جالية عراقية، متناسياً هو ورفيقه العبادي في بحثهم عن أصولهم التاريخية يظهرا كلداناً أصلاء وهما بعيدان عنها، ناكرين وجودهم القومي حباً باسلاميتهم التي فرضت على أجدادهم الأجداد متشبعين بالعروبة وفق نظرية عفلق (الأسلام هو العروبة والأخيرة هي الأسلام) كما دونها بكتابه في سبيل البعث بذكرى الرسول العربي، حينما قال :(كان محمداً لكل العرب وليكن كل العرب محمداً ، ومحمداً هو البحر وأي أنسان عربي هو قطرة في هذا البحر، ومحمداً كالجبل وأي أنسان عربي هو ذرة في هذا الجبل) .. وعليه فالأخوة في الأحزاب الأسلامية الشيعية هم جميعاً بعثيين وأن لم ينتموا كما قالها رئيس النظام السابق .. من حيث يعلمون أو لا يعلمون .. وهذه هي الكارثة الكبيرة في غيهم وسياستهم اللا سياسة ، بل تخبط فكري وفوضى خلاقة رتبها الأمريكان لهم فنفذوها ولا زالوا على حساب الشعب والوطن، ليأتي اليوم (العبادي) يرسل برسالة شكر لغبطة أبينا البطريرك مار لويس ساكو الأول على أساس الطائفة الكلدانية المسيحيةالرابط
http://saint-adday.com/permalink/7678.html.
وهذه هي صورة البرقية المشار إليها
 

ألم يكن من واجب البطريركية أن ترد على رسالة السيد رئيس الوزراء وتصحح له هذا الخطأ الذي سبقه إليه رئيس مجلس الوزراء السابق السيد نوري المالكي حينما نعت الكلدان شعب العراق الأصيل وقال بأنهم جالية.
 
حول الإستزادة من الموضوع وتفاصيله ننشر رابط مقال الأستاذ أبلحد افرام السكرتير العام للحزب الديمقراطي الكلداني حول أن الكلدان قومية مستقلة بذاتها والمنشور في جريدة “أومثا كلديثا” العدد الأول حزيران 2002الصفحة 2وعلى الرابط التالي
http://www.chaldeansonline.org/umtha/umtha1/umtha1_p2.pdf
بعد كل هذه النبذة المختصرة عن العَلَم والراية والشِّعار والبيرق نقول ونتساءل: ـــ
هل ستفتخر الرابطة الكلدانية برفعها العَلَم الكلداني والنشيد القومي الكلداني المعتمدان عالمياً أم ستناقض قول برتراند راسل وسترفع كل مجموعة صغيرة عَلَم لها يختلف عن العَلَم الأصلي المُعْتَمَد رسمياً عند الكلدان تحججاً وذلك من باب تطبيق شعار “التجديد ” في كل شئ حتى في الأسم القومي للكلدان وفي أسم لغتهم الكلدانية وأصلهم ومنشأهم ؟
وهل ستعتمد هذه الرابطة العَلَم الكلداني أم ستعمل على الإتصال بالإختصاصيين للبحث عن عَلَم لهم أم سيتخذون من شعار البطريركية الكلدانية عَلَماً لهم ؟
متى سنرى رئيس وأعضاء المكتب السياسي للرابطة الكلدنية ( ومع الأسف أن يكون أحدهم ممن كان قائداً كلدانياً ولا أدري ما الذي غيّره هل حبه للكرسي أم للشهرة فقط) يضعون العَلَم الكلداني بحجمه الكبير بجانبهم أو العَلَم الكلداني الذي يُرفع على المكتب أو يوضع على المائدة التي يجلسون عليها ؟ للتذكير فقط فإن للكلدان أعياداً قومية منها إحتفالهم في يوم السابع عشر من أيار من كل عام بيوم العَلَم الكلداني وهو يوم تحرير بابل عام 4674 كلدانية والموافق ليوم 17 ايار 626 ق.م[1] إلى أن نرى ذلك نحن بالإنتظار.

[1]  عامر حنا فتوحي، الكلدان منذ بدء الزمان، 2004

..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!